العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي منتدى الشبهات والردود

منتدى الشبهات والردود المنتدى مخصص لعرض الشبهات التي يتخبط بها الخصوم والرد عليها

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.50 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الشبهات والردود
باب الردود على الشبهات
قديم بتاريخ : 27-07-2008 الساعة : 01:49 AM



بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ

... رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ...
-------------------------




الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ


موضوع متجدد بملفاته ومواضيعه الفرعية في إدراج بعض الشبهات للمخالفين على الشيعة والتشيع والرد عليها بما يسعنا من علم او نقل ممن تصدى لها من رجالاتنا وعلمائنا وباحثينا والمجاهدين لله بالحق وللحق وأهله



وسيكون الموضوع متجدد ونافع لكل شبهة أو تعدي علينا بأمر ما يدرجه أي مخالف لنا لنرد عليه بالحق وللحق وأهله


ليكون متاحا للجميع لينهل منه من أحب
ويتعلم به من أحتار ووصب







والله المستعان



توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!

الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.50 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-07-2008 الساعة : 02:01 AM


{ الشُـــبهة الأولى }


« ولو كانت الخلافة بالنص من الله والتعيين من الرسول ، كما تقول النظرية الامامية ، لم يكن يجوز للامام الحسن ان يتنازل عنها لأي احد تحت اي ظرف من الظروف . ولم يكن يجوز له بعد ذلك ان يبايع معاوية او ان يدعو اصحابه وشيعته لبيعته . ولم يكن يجوز له ان يهمل الامام الحسين ولاشار الى ضرورة تعيينه من بعده . . ولكن الامام الحسن لم يفعل اي شىء من ذلك وسلك مسلكا يوحي بالتزامه بحق المسلمين في انتخاب خليفتهم عبر نظام الشورى » ...
-------------------------------



-- الرد على الشبهة --

للعلم أولا أن النص على اهل البيت ومنهم الحسن (عليه السلام) يفيد ان لهم مقامين :

- الاول :
انهم شهداء على الناس بالقول والفعل والتقرير كالنبي (صلى الله عليه وآله) الا انهم ليسوا بانبياء وهذا المقام لا ينفك عن شخصهم وغير قابل للتعطيل من قبلهم وهو ثابت لهم سواء حكموا او لم يحكموا .


-الثاني :
أنهم أحق بالحكم احقية اختصاص وعلى الناس ان يبايعوهم .
وصلح الحسن (عليه السلام) مع معاوية انما جرى حول الحكم حسب ولم يتنازل عن حقه فيه وانما جمََّد القيام به مؤقتا لقاء شروط منها خضوع اهل الشام للحسن (عليه السلام) بعد موت معاوية ، ومع ذلك فان الصلح لم يجعل من معاوية حاكما شرعيا .


والحقيقة ان استخلاف النبي (صلى الله عليه وآله) لأهل بيته الاثني عشر (عليهم السلام) يفيد أمرين - حسب عقيدتنا - وليس أمرا واحداً :
-الأول :
كونهم حججاً إلهيين شهداء على الناس بقولهم وفعلهم في الدنيا شفعاء لمن اخذ عنهم في الآخرة وهذا الموقع لا يتنازلون عنه ولو كلفهم ذلك حياتهم الشريفة .


- الثاني :
كونهم الأحق بحكم الناس أحقية اختصاص بمعنى ان حق الحكم خاص بهم في زمان حضورهم ، وتصديهم لممارسة هذا الحق في الأمة مرهون بشروط بينتها سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) كما ان قعودهم عنه لفترة مؤقتة وبشروط معينة بينتها سيرة الحسن (عليه السلام) إذ كان من شروط الحسن (عليه السلام) ان يخضع اهل الشام للحسن بعد موت معاوية وإن حدث به حدث فليس لمعاوية ان يعهد لأحد وانما الأمر للحسين (عليه السلام) وان لا يسميه امير المؤمنين وان لا يقيم عنده شهادة وعلى أمان شيعة علي (عليه السلام) وغير ذلك من الشروط .


ومن الجدير ذكر هنا هو ان عدم تصدي الأئمة (عليهم السلام) للحكم لعدم توفر الشروط أو تنازلهم عنه او تجميدهم لممارستهم له لمصلحة ليس معناه شرعية حكومة المتصدي في قبالهم بل يبقى ذلك المتصدي في قبالهم غاصبا لحقهم وتبقى الأمة المقصرة عن نصرتهم والتي بايعت غيرهم بغير اذنهم آثمة .



أما القول أنه .. « ولم يكن يجوز للحسن ان يهمل الإمام الحسين ولا أشار إلى ضرورة تعينه من بعده ولكن الحسن لم يفعل أي شىء من ذلك » تخالفه عقيدة الشيعة والنصوص النبوية التي أشارت إلى علي والحسن والحسين ، هذا مضافا إلى ان ابن المهنا في كتابه عمدة الطالب قد ذكر ان الحسن (عليه السلام) نص على الحسين في المعاهدة (1) .



والســـــــؤال الجدير بالذكر هنا لمن أستشكل علينا بهذه الشبهة الجوفاء هو ...:

وهل هناك ما يثبت أن الإمام الحسن عليه السلام قد تنازل عن الإمامة في الأصل ...؟؟؟

فالمعلوم انه تنازل عن الحكم لمعاوية أبن الطلقاء لما رأى من تكالب آل امية وممثلهم أبن الطليق وتخاذل المسلمين عن أهل بيت النبوة ونصرتهم .....




والســــــــــــــــلام
______________________
(1) انظر عمدة الطالب لابن المهنا ص 86 طبعة بيروت .



توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!

حيرني الدهر بحسين
عضو فضي
رقم العضوية : 20331
الإنتساب : Jul 2008
المشاركات : 1,506
بمعدل : 0.25 يوميا

حيرني الدهر بحسين غير متصل

 عرض البوم صور حيرني الدهر بحسين

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-07-2008 الساعة : 10:30 AM


اخي حيدرة تحية قلبية الك اخي الكريم
ما شاء الله عليك شخص متفهم ومتفتح
الله يوفقك ويعطيك العافيه
تقبل مروري

من مواضيع : حيرني الدهر بحسين 0 برنامج pdf to image
0 نكمل هنا يا بديت مل
0 ردا على كلامك يا أرطبون "لماذا لم يرد الإمام علي ع على عائشة"
0 لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
0 هل يوجد هذا البرنامج عند احدكم

الصورة الرمزية عاشقة النجف
عاشقة النجف
شيعي حسيني
رقم العضوية : 20
الإنتساب : Jul 2006
المشاركات : 13,004
بمعدل : 1.95 يوميا

عاشقة النجف غير متصل

 عرض البوم صور عاشقة النجف

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-07-2008 الساعة : 04:03 PM


اخي حيـــــــدرة
ماعرفناك الا مواليا لحيدرة الكرار
بارك الله بك وموفق لكل خير
اكمل اخي وسلمك الباري من كل سوء
وكان شفيعكم يوم الورود اسد الله الغالب ان شاء الله
رزقكم الباري شفاعته يا الله
تقبلوا مروري من بعد غياب ...


توقيع : عاشقة النجف
حلم وتمنٍ ...
كان ومازال ..ـــ
أن تأم الملأ والعالم يصلي خلفك سيدي ...


من مواضيع : عاشقة النجف 0 استجدي دعاء ...
0 تمنٍ يعتريني ...في كل عيدــــ
0 مهم للجميعـــــ..
0 تدرجات اللون الورديــــ..
0 اناقة اللون الاسودــــ

الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.50 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-07-2008 الساعة : 12:56 AM




أخي العزيز الكريم (حيرني الدهر بحسين)

أستاذتي الفاضلة (عاشقة النجف)


شكرا على الحضور والشعور

وأنتم على العين والرأس
لا حــــــــرمنا الله تعالى من فضله ومنكم هنا بيننا




والسلام


توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!

الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.50 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-07-2008 الساعة : 02:27 AM


{ الشُـــبهة الثانية }




عيّنت بعض الروايات الواردة عن طريق أهل السنّة اسمَ والد الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام بـ « عبدالله »، ممّا دفع البعض إلى الاعتقاد ـ خطأً ـ بأنّ اسم المهدي الموعود عليه السّلانم « محمّد بن عبدالله »، وقيل إنّه لم يولد بعد، وإنّه إنّما سيولد قُبيل ظهوره في آخر الزمان، فما صحّة هذه الروايات ؟
----------------------------



-- الرد على الشبهة --



لقد نقل بعض محدّثي أهل السنّة حديثاً عن ابن مسعود، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال « المهدي يواطئ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي »، وفي رجلاً ـ وفي بعضها «لا تذهب الدنيا ـ أو: لا تقوم الساعة ـ حتّى يبعث الله رجلاً ـ وفي بعضها:
حتّى يملك الناسَ رجل ـ من أهل بيتي يواطئ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي» (1).
ونلاحظ في هذا المجال عدّة أمور جديرة بالتأمّل:


1 ـ روى هذا الحديثَ بعض محدّثي أهل السنّة عن ابن مسعود نفسه، كما في مسند أحمد وفي عدّة مواضع، وفيه: ( واسمه اسمي ) فقط (2).
2 ـ روى البعض الآخر من محدّثي أهل السنّة ـ كالترمذي في سُننه ـ هذا الحديث عن ابن مسعود، وفيه ( واسمه اسمي ) فقط، ثمّ قال الترمذي: وفي الباب: عن عليّ، وأبي سعيد، وأم سلمة، وأبي هريرة، وهذا حديث حسن صحيح (3). فلهذا الحديث بهذا اللفظ أسانيد أخرى ترجع إلى كلّ هؤلاء الصحابة ـ غير ابن مسعود ـ تتفّق في خلوّها من زيادة ( واسم أبيه اسم أبي ).
وقد حذا أكثر الحفّاظ حذو الترمذي، فقد أخرج الطَّبراني هذا الحديث في معجمه الكبير عن ابن مسعود من طرق كثيرة أخرى بلفظ « اسمه اسمي » (4). وأخرج الحاكم في «المستدرك على الصحيحين» الحديث المذكور عن ابن مسعود بلفظ « يواطى اسمه اسمي » فقط، ثمّ قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه (5)، وتابعه على ذلك الذهبي في تلخيص المستدرك، ورواه البَغَوي في « مصابيح السنّة » عن ابن مسعود دون هذه الزيادة، وصرّح بحُسن الحديث (6).
وصرّح المقدسي الشافعي بأنّ أئمّة الحديث لم يرووا تلك الزيادة، فقال ـ بعد أن أورد الحديث عن ابن مسعود بدون الزيادة ـ: أخرجه جماعة من أئمّة الحديث في كتبهم، منهم: الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمرو الداني، كلّهم هكذا ». أي بدون زيادة ( واسم أبيه اسم أبي ) ثمّ أخرج المقدسي الشافعي جملة من الأحاديث المؤيّدة له، مُشيراً إلى من أخرجها من الأئمة الحفّاظ كالطبراني، وأحمد بن حنبل، والترمذي، وأبي داود، والبيهقي، عن عبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عمر، وحذيفة (7).
ولا يمكن تعقّل اتّفاق هؤلاء الأئمّة الحفّاظ على إسقاط هذه الزيادة (واسم أبيه اسم أبي) لو كانت مرويّة حقّاً عن ابن مسعود.
3 ـ استقصى الحافظ أبو نعيم الاصفهاني ( ت 430 هـ ) في كتابه «مناقب المهدي» طرق هذا الحديث عن عاصم بن أبي النجود، عن ابن مسعود، حتّى أوصلها إلى 31 طريقاً، ولم يُرْوَ في واحد منها عبارة ( واسم أبيه اسم أبي )، بل اتفّقت كلّها على رواية ( اسمه اسمي ) فقط. وقد نقل نصّ كلامه الكنجي الشافعي ( ت 638 هـ ) في كتابه « البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السّلام » ثمّ عقّب على ذلك بقوله:
ورواه غير عاصم، عن زَرّ ـ وهو عمرو بن حرّة ـ عن ابن مسعود، كلّ هؤلاء روَوا ( اسمه اسمي )، إلاّ ما كان من عُبيد الله بن موسى، عن زائدة، عن عاصم عن ابن مسعود، فإنّه قال فيه « واسم أبيه اسم أبي » ولا يرتاب اللبيب بأنّ هذه الزيادة لا اعتبار لها مع اجتماع هؤلاء الأئمّة على خلافها (8).
4 ـ لو راجعنا كتاب « مقاتل الطالبيّين » لأبي الفرج الاصفهاني، لرأيناه يروي أنّ أبا جعفر المنصور ـ واسمه عبدالله ـ كان يدعو لابنه المهدي ويقول بأنّه المهدي الذي جاءت به الروايات! ثمّ لمّا استتبّ له الأمر نفى أن يكون ابنه هو المهديَّ المنتظر (9)، إذ لم تَعُد له حاجة لتكرار هذه المزاعم الواهية.
ونلاحظ في هذا المجال أن هناك عدّة روايات مختلَقة اختلقها ـ في المقابل ـ دعاة المهدوية لمحمّد بن عبدالله بن الحسن المثنّى، فزعموا أنّ في لسان المهدي رتّة (10)، وأنّه إذا أبطأ عليه الكلام ضرب بيده على فخذه، وأنّ أوّل حرف في اسم أمّه هاء (11) ( اسم أم محمد بن عبدالله: هند )، وأمثال هذه الأحاديث الموضوعة لأهداف سياسيّة.
ويتّضح ممّا مرّ أن هذه الزيادة: ( واسم أبيه اسم أبي ) قد زيدت على حديث ابن مسعود: إمّا من قِبَل أتباع الحسينين وأنصارهم ترويجاً لمهدويّة محمّد بن عبدالله بن الحسن المثنّى، أو من قِبَل أتباع العبّاسيين ترويجاً لمهدويّة محمد بن عبدالله المنصور الدوانيقي العبّاسي. ولهذا رأينا أن أمثال أحمد بن حنبل ـ مع ضبطه وإتقانه ـ يروي هذا الحديث في مسنده في عدّة مواضع بلفظ ( واسمه اسمي ) دون الزيادة المختلفة (12)، ورأينا بعض علماء السنّة ـ كالأستاذ سعد محمد حسن ـ يصرّح بأنّ أحاديث ( اسم أبيه اسم أبي ) مُختلقة (13).





المصادر :
1) المصنف لأبن ابي شيبة 15:198 حديث 19493 ، الفتن لنعيم بن حماد حديث 1076 و1077 ، سنن ابي عمرو الداني 94 و95 ، تاريخ بغداد 1:370 .
2) مسند احمد 1: 376 و377 و430 و448.
3) سنن الترمذي 4:505 حديث 2230.
4) المعجم الكبير للطبراني : حديث من 10214 إلي حديث 10230 .
5) المستدرك للصحيين للحاكم : 4:424 .
6) مصابيح السنة 492 حديث 4210.
7) عقد الدرر للمقدسي الشافعي 52، الباب 2 .
8) البيان في احبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي .
9) و (10) و (11)مقاتل الطالبيين
12) مسند احمد 1: 376 و377 و430 و448.
13) المهدي في الاسلام لسعد محمد حسن .


توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!

الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.50 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-07-2008 الساعة : 02:34 AM


{ الشُـــبهة الثالثة }




- ذكر الكليني في كتاب الكافي : ( أن الأئمة يعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلاّ بإختيار منهم ) ، ثم يذكر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ، حديثا يقول : ( لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً ) ، فإذا كان الإمام يعلم الغيب ، كما ذكر الكليني والحر العاملي ، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب ، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه ، فإن لم يتجنبه مات منتحرا ، لأنه يعلم أن الطعام مسموم! ، فيكون قاتلا لنفسه ، وقد أخبر النبي (ص) ، أن قاتل نفسه في النار! ، فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!.

-------------------------



-- الرد على الشبهة --




أولا : لم يقل أحد من علماء الشيعة أن الله عز وجل يعلم الأئمة علم مطلق ، ولكن متى شاءت حكمته أن يعلمهم فيعلمهم ، ومتى شاءت حكمته أن يخفي عنهم الأمور يخفي عنهم الأمور ، وقد أخفي الله عز وجل عن رسوله (ص) بعض أسماء المنافقين وأعلمه بعض آخر من المنافقين فقال عز وجل في محكم كتابه : { وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم } ( التوبة / 101 )

وقد شاءت حكمته أن يعلمه أسماء المنافقين الذين أرادوا أن يقتلوه بالعقبة.

ولا يمتنع أن الله عز وجل يعلمهم علما إجماليا أنهم سيقتلون ، كما بلغ رسول الله (ص) في حجة الوداع عندما صرح أنه بعد هذا العام لعله لم يلقاهم ، فإن شاءت حكمته أن يبلغهن فيبلغهم كما فعل الله عز وجل مع والد جابر بن عبد الله الأنصاري :

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري قال : ( حدثنا مسدد أخبرنا بشر بن المفضل حدثنا حسين المعلم عن عطاء عن جابر (ر) قال : لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال : ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي (ص) وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله (ص) ، فإن علي دينا فاقض وإستوص بأخواتك خيرا ، فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه آخر في قبر ، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر ، فاستخرجته بعد ستة أشهر ، فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذنه ) ، المصادر : ( صحيح البخاري - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 453 ) - رقم الحديث : ( 1286 ) ، والمستدرك على الصحيحين - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 224 ) ، وسنن البيهقي - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 285 ).



فهذا لا يمتنع أن يخبر بشهادته ، ويموت شهيد لأنه يستحق الشهادة ، وشاءت حكمته أن يخبره الله عز وجل بموته ، ومثال للعلم الإجمالي رسول الله (ص) شاءت حكمة الله عز وجل أن يخبره أن في آخر الزمان لو كان الدين بالثريا لناله رجال من فارس :

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحة وأحمد في مسنده قال : ( حدثنا عبد الله حدثني أبي قال : ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : لو كان الدين عند الثريا لذهب رجل من فارس أو أبناء فارس حتى يتناوله )
المصادر : ( مسند أحمد - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 308 ) ، وصحيح البخاري - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1858 ) ، وصحيح مسلم - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1972 ) - تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم ).



فيبلغنا رسول الله (ص) بعلم إجمال أنه في آخر الزمان ستكون نصرة الدين على يد رجال من بلاد فارس ولم يعطي التفصيل وإنما أعطانا الإجمال ، وكذلك عنده علم بأن في آخر الزمان يخرج رجل من ولد فاطمة (ع) إسمه المهدي (ع) فخبرنا بعلم إجمالي.



ثانيا : وإن كان يعرف أنه يحصل الأمر الكذائي ليس معناه أنه يستطيع أن يغير أمر الله عز وجل ، واليوم على سبيل المثال بعض الفلكيين يعرفون أنه سيحصل إعصار فلا ملازمة بين علم الغيب وبين تغيير أمر الله عز وجل ، وإذا كان يعرف أنه سيموت في اليوم الكذائي والسبب الكذائي هل يستطيع أن يغير أمر الله عز وجل إذا الله أراده .



ثالثا : قد تكون حكمة الله عز وجل يعلم الإمام متى سيموت ولكن هذه الموته تكون هبة له والله أعلمه أنه إختار له هذه الموتة وهي درجة من درجات الكرامة المرتبة بالشهادة ، وأئمة أهل البيت (ع) يتمنون الشهادة وإن كانوا يستطيعون أن يدعوا الله عز وجل أن يأخر آجالهم ولكن هم يريدون اللقاء الإلهي ، وأن الدنيا لهم كالسجن والآخرة هي مبتغاهم لإرتباطهم الوثيق من الله عز وجل .



رابعا : هذا الإشكال كان مطروحا أكثر من إلف سنة ، والذي طرح هذا الإشكال هم الشيعة نفسهم طرحوا هذا الإشكال على الأئمة (ع) :

- فقد روى الشيخ الكليني (ر) في الكافي الشريف قال : ( عن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا (ع) : إن أمير المؤمنين (ع) قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه ، وقوله لما سمع صياح الإوز في الدار : صوائح تتبعها نوائح ، وقول أم كلثوم : لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلي بالناس ، فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح ، وقد عرف (ع) أن إبن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف ، كان هذا مما لم يجز تعرضه ، فقال : ذلك كان ولكنه حير في تلك الليلة ، لتمضي مقادير الله عز وجل ).

وواضح من الرواية أن الإمام (ع) حينما يحين وقت وفاته يحيّره الله سبحانه وينسيه ما علمه حتى تجري مقادير الله عز وجل ، فالروايات التي تحكي علم الإمام (ع) بوفاته تقصد أنه يعلم ذلك إلى ما قبل وقوع سبب الوفاة إذ يحيره الله سبحانه ويخفي عنه ذلك.

وهناك وجه آخر وهو أن الله عز وجل عز وجل يبقيه على هذا العلم ويخيره بالموت كما بينا برواية جابر بن عبد الله المروية بالبخاري أن الله عز وجل أخبره بأنه يموت باليوم الفلاني ، والله يبقيهم على علمهم وويخيرهم.

- فقد روى الشيخ الصدوق في أماليه ( رقم الصفحة : ( 210 / 212 ) قال : ( حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (ر) قراءة عليه ، قال : حدثنا أبي (ر) ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن أحمد بن عبد الله الفروي ، عن أبيه ، قال : دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح ، فقال لي : إدن مني ، فدنوت حتى حاذيته ، ثم قال لي : أشرف إلى البيت في الدار ، فأشرفت فقال : ما ترى في البيت ؟ قلت : ثوبا مطروحا ، فقال : إنظر حسنا ، فتأملت ونظرت فتيقنت ، فقلت : رجل ساجد . فقال لي : تعرفه ؟ قلت : لا ، قال : هذا مولاك ، قلت : ومن مولاي ؟ فقال : تتجاهل علي ؟ فقلت : ما أتجاهل ، ولكن لا أعرف في مولى ، فقال : هذا أبو الحسن موسى بن جعفر (ع)، إني أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها ، أنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس ، وقد وكل من يترصد له الزوال ، فلست أدري متى يقول الغلام : قد زالت الشمس ! إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد وضوءا ، فأعلم أنه لم ينم في سجوده ولا أغفى ، فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر ، فإذا صلى العصر سجد سجدة ، فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس ، فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا ، فلا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة أفطر على شوي يؤتى به ، ثم يجدد الوضوء ، ثم يسجد ، ثم يرفع رأسه ، فينام نومة خفيفة ، ثم يقوم فيجدد الوضوء ، ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر ، فلست أدري متى يقول الغلام : إن الفجر قد طلع ! إذ قد وثب هو لصلاة الفجر ، فهذا دأبه منذ حول إلي . فقلت : اتق الله ، ولا تحدثن في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة ، فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة ، فقال : قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمرونني بقتله ، فلم أجبهم إلى ذلك ، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك ، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني ، فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي ، فحبس عنده أياما ، وكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة ، ومنع أن يدخل إليه من عند غيره ، فكان لا يأكل ولا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام ولياليها ، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة للفضل بن يحيى ، قال : فرفع (ع) يده إلى السماء ، فقال : يا رب ، إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي ، قال : فأكل فمرض ، فلما كان من غد بعث إليه بالطيب ليسأله عن العلة . فقال له الطبيب : ما حالك ؟ فتغافل عنه ، فلما أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب ، ثم قال : هذه علتي ، وكانت خضرة في وسط راحته ، تدل على أنه سم ، فاجتمع في ذلك الموضع ، قال : فانصرف الطبيب إليهم ، وقال : والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ، ثم توفي (ع).

- وقد بين المولى المازندراني في ( شرح أصول الكافي - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 40 ) : ( والوقوع في الهلكة غير جائز إذا لم يكن بأمر الله تعالى ورضائه وإلا فهو جائز بل واجب ومثل هذا فعل الحسين (ع) وفعلنا في الجهاد مع الاثنين ).



وقتل الإنسان نفسه بإذن من الله سبحانه ليس حراما بل قد يكون واجبا ، والحسين (ع) في كربلاء كان يعلم باستشهاده وما زاده هذا العلم إلا رفعة وتسليما ورضا بقضاء الله وقدره ، ونرى كثير من المؤمنين يقومون بعملية إستشهادية ويعرف أنه يموت بالعملية ولا يزيده ذلك إلا إصرارا من أجل نصرة دين الله عز وجل.



والســــــــــــــــــلام



توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!

الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.50 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-07-2008 الساعة : 02:55 AM


{ الشُـــبهة الرابعة }





أنت تروون عن غمامكم الصادق قوله :
مخاطباً أبا عمر الأعجمي : «يا أبا عمر ، إن تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له» ....

فأي دين لكم تجعلون الكذب والنفاق فيه وتسعة أعشاره الكذب والنفاق ...؟؟؟
----------------------------





-- الرد على الشبهة --





موقف القرآن من التقية


قال تعالى : «لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاةً ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير» (1) .

قال الطبري في تفسير هذه الآية : «إلا أن تتقوا منهم تقاةً» ، قال : (إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم ، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة .

وقد حدث عن عكرمة ومجاهد في قوله : «إلا أن تتقوا منهم تقاةً» ، أي ما لم يهرق دم مسلم ولم يستحل ماله .

وعن الضحاك وابن عباس : التقية باللسان ، ومن حمل على أمر يتكلم به وهو لله معصية ، فتكلم مخافة على نفسه وقلبه مطمئن بالإيمان فلا إثم عليه ، إنما التقية باللسان) (2) .


قال الرازي بعد أن ذكر ستة أحكام للتقية في تفسير هذه الآية : ظاهر الآية يدل على أن التقية إنما تحل مع الكفار الغالبيين ، إلا إن مذهب الشافعي أن الحال بين المسلمين إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والمشركين حلت التقية محاماة عن النفس .
(1) آل عمران : آية 28 .
(2) جامع البيان : ج 3 ، ص 229 .




وقال أيضاً : التقية جائزة لصون النفس ، ثم تساءل الرازي بقوله : (وهل هي جائزة لصون المال) ؟ فحكم بالجواز احتمالاً اعتماداً على قوله صلى الله عليه واله وسلم : «حرمة مال المسلم كحرمة دمه» ، وقوله صلى الله عليه واله وسلم : «من قتل دون ماله فهو شهيد» ، ثم جعل الرازي التقية جائزة للمؤمنين إلى يوم القيامة ، وقال : ( لأن دفع الضرر عن النفس واجب بقدر الإمكان) (1) .

ثم جاء القرطبي ، فنقل قول الحسن البصري (التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة) (2) .


وقال تعالى : «من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم» (3) .

واتفق الشافعي في أحكامه (4) وابن الجوزي في زاده (5) والقرطبي في جامعه على دلالة الآية على مورد التقية ، ونحن نكتفي بذكر كلام القرطبي ، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى ما شرنا إليه من المصادر .

قال القرطبي مفسراً للآية : (هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر في قول أهل التفسير ، لأنه قارب بعض ما ندبوه إليه) ، ونقل قول ابن عباس : وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : «كيف تجد قلبك» ؟ قال : مطمئناً بالإيمان ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : «فإن عادوا فعد» (6) .


وقال تعالى : «وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذباً فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب» (7) .


(1) التفسير الكبير : ج 8 ، ص 12 .
(2) الجامع لأحكام القرآن : ج 4 ، ص 57 .
(3) النحل : آية 106 .
(4) الشافعي ، أحكام القرآن : ج 2 ، ص 114 ـ 115 .
(5) زاد المسير : ج 4 ، ص 496 .
(6) الجامع لأحكام القرآن : ج 10 ، ص 181 .
(7) غافر : الآية 28 .


قال الرازي مفسراً للآية :
(إنه تعالى حكى عن ذلك المؤمن أنه كان يكتم إيمانه ، والذي يكتم كيف يمكنه أن يذكر هذه الكلمات مع فرعون ؟ ولهذا السبب حصل هنا قولان :


الأول : أن فرعون لما قال : ذروني أقتل موسى ، لم يصرح ذلك المؤمن بأنه على دين موسى ، بل أوهم أنه مع فرعون وعلى دينه ، إلا أنه زعم المصلحة تقتضي ترك قتل موسى ، لأنه لم يصدر عنه إلا الدعوة إلى الله ، والإثبات بالمعجزات القاهرة ، وهذا لا يوجب القتل ، والإقدام على قتله يوجب الوقوع في ألسنة الناس بأقبح الكلمات .


الثاني : أن مؤمن آل فرعون كان يكتم إيمانه أولاً ، فلما قال فرعون «ذروني أقتل موسى» أزال الكتمان وأظهر كونه على دين موسى وشافه فرعون بالحق) (1) .


المهم من القولين أن الرجل كتم إيمانه ، وهذا يكفي لإثبات التقية التي اتبعها الرجل خوفاً على نفسه .


وقال تعالى : «وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» (2) .


وكل مورد يتخلص العبد فيه من إلقاء نفسه في التهلكة أي يظهر خلاف ما يكتم هو مصداق الآية ، وهذه هي التقية ، وهذا المعنى يصدق على الآيات : «لايكلف الله نفساً إلا ما آتاها» (3) ، «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر‌» (4) ، «ادفع بالتي هي أحسن» (5) .

وقال تعالى أيضاً : «ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه» (6) .

(1) التفسير الكبير : ج 27 ، ص 53 .
(2) البقرة : آية 195 .
(3) الطلاق : آية 7 .
(4) البقرة : آية 185 .
(5) فصلت : الآية 34 .
(6) الأنعام : آية 119 .




والاضطرار يحصل من كل المواقع والجهات ، فقد يقع العبد مضطراً أمام الظالم ، فيكون مستثنى ، وعليه إظهار خلاف ما يكتم .
فهذا هو جواب القرآن الكريم حول موقفه من التقية .








مصاديق التقية في التأريخ

أما الموارد التي حدثت فيها التقية في زمن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأجازهم عليها ،فهي كثيرة جداً ، منها أن النبي أرسل مجموعة من المسلمين لقتل كعب بن الأشرف ، فقالوا : يا رسول الله ، أتأذن لنا أن ننال منك ؟ فأذن لهم (1) .

ويقول الطبري : (إن الحجاج بن غلاط السليمي وبعد فتح المسلمين لخيبر استأذن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم للذهاب إلى مكة لجمع أمواله ، وأذن له النبي ، فلما قرب من مكة رأى رجالاً من المشركين يتصيدون الأخبار ، ولم يعلموا بإسلامه ، فسألوه عن ذلك ، فقال لهم : وعندي من الخبر ما يسركم ، قال : فالتاطوا بجنبي ناقتي يقولون : إيه يا حجاج ، قال : قلت : هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط ، وأخبرهم بأن المسلمين قد هزموا في خيبر ، واسر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، مع علمه بأن المسلمين فتحوا خيبر) (2) .


ويقول البخاري نقلاً عن عائشة : (إن رسول الله استأذن عليه رجل للدخول عليه ، فقال : «ائذنوا له ، فبئس ابن العشيرة ـ أو ـ بئس أخو العشيرة» ، فلما دخل ألان له الكلام ، فقلت له : يا رسول الله ـ والكلام لعائشة ـ قلت ما قلت ، ثم ألنت له في القول ؟ فقال صلى الله عليه واله وسلم : «أي عائشة ، إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه») (3) . ونقل البخاري رواية اخرى تدل على التقية من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (4) .

(1) ابن العربي ، أحكام القرآن : ج 2 ، ص 1257 .
(2) تاريخ الطبري : ج 2 ، ص 305 ، حوادث سنة 7 هـ ؛ الكامل لابن الأثير : ج 2 ، ص 223 .
(3) صحيح البخاري : ج 8 ، ص 38 ، كتاب الأدب ، باب المداراة مع الناس ؛ سنن أبي داود : ج 4 ، ص 251 ، ح 4791 .
(4) صحيح البخاري : كتاب الأدب ، باب المداراة مع الناس ، 5780 .





أضف إلى ذلك ما نطق به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من أحاديث تكشف عن براءة من يكتم أمراً ويظهر خلافه خوفاً من خطر محتمل ، مثل : «رفع عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» (1) ، وحديث «لا ضرر» (2) .


فالتقية محاطة بهذا الحجم الغفير من الآيات والروايات ، التي لا يستطيع أحد إنكارها ، لنقلها في امهات الكتب السنية والشيعية ، وتسالم عليها فحول الفقهاء والمحدثين من الطرفين .







التقية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام

يقول الإمام علي عليه السلام : «وآمرك أن تستعمل التقية في دينك . . . . . وتصون بذلك من عرف من أوليائنا ، فإن ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك . . . . وإياك وإياك أن تترك التقية التي أمرتك بها . . . » ، إلخ (3) .


لقد تحدث الباقر عليه السلام عن التقية معاتباً الكميت على قوله :

فالآن صرت إلى اميــة ** والامور إلى المصائر



وبعد اعتذار الكميت عن قوله هذا بقوله : نعم ، قد قلت ذلك ، ما أردت به إلى الدنيا ، لقد عرفت فضلكم .
فأجابه الإمام عليه السلام : «أما إن قلت ذلك تقية ، إن التقية لتحل» (4) .


وتحدث الإمام الصادق عليه السلام عن التقية بقوله مخاطباً أبا عمر الأعجمي : «يا أبا عمر ، إن تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له» (5) .


(1) كنز العمال : ج 4 ، ص 233 ، ح 10307 .
(2) من لا يحضره الفقيه : ج 4 ، ص 243 ، ح 777 .
(3) الإمام الصادق ، محمد أبو زهرة : ص 241 ـ 242 .
(4) الأغاني : ج 17 ، ص 25 .
(5) الكافي : ج 2 ، ص 225 ، باب التقية ، ح 2 .





ويقول الكليني ، بسنده عن معمر بن خلاد ، قلا : سألت أبا الحسن عليه السلام عن القيام للولاة ، فقال : قال أبو جعفر عليه السلام : «التقية من ديني ودين آبائي ، ولا إيمان لمن لا تقية له» (1) .


وغير ذلك من الأحاديث التي نقلها الشيعة في كتب الحديث المعروفة عندهم تحت باب التقية .
[

ونسب للإمام السجاد قوله :
إني لأكتم من علمي جواهـره ** كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقـد تقدم في هذا أبو حـــــسـن ** إلى الحسين وأوصاه قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبـــــــوح بـه ** قيل لي أنت ممن يعـبد الوثـنا ولاستحل رجال مسلمون دمي ** يرون أقبـح ما يأتونـه حسـنا






التقية في الفكر الإسلامي

ونقصد بالفكر الإسلامي هو ما دار في أذهان الصحابة والتابعين من أقوال وآراء حول هذه المسألة ، فهذا ابن عباس يصرح بأن التقية باللسان من حمل على أمر يتكلم به وهو معصية لله ، فيتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان ، فإن ذلك لا يضره ، إنما التقية باللسان .


ثم قال ابن عباس : (التكلم باللسان والقلب مطمئن بالإيمان) (2) .


ويقول عبد الله بن مسعود : (ما من ذي سلطان يريد أن يكلفني كلاماً يدرأ عني سوطاً أو سوطين إلا كنت متكلماً به) ، وأيد ابن حزم كلام عبد الله بن مسعود هذا بقوله : (لا يعرف له من الصحابة مخالف) (3) .


ويقول حذيفة بن اليمان راداً على من قال له : إنك منافق ! : فقال : (لا ، ولكني أشتري ديني بعضه ببعض ؛ مخافة أن يذهب كله) (4) .

(1) الكافي : ج 2 ، ص 228 ، باب التقية ، ح 12 .
(2) الجامع لأحكام القرآن: ج 4 ، ص 57 ، في تفسير الآية 28 من سورة آل عمران .
(3) المحلى : ج 8 ، ص 336 ، مسألة 1409 .
(4) المبسوط للسرخسي : 24 / 46 .





ويقول جابر بن عبد الله الأنصاري : (لا جناح علي في طاعة الظالم إذا أكرهني عليها) (1) .


وبالتقية درأ ابن عمر الخطر عنه من الحجاج مستعيناً بحديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : « </b>لاينبغي للمؤمن ان يذل نفسه » فيقول ـ ابن عمر ـ سألت الرسول صلى الله عليه واله وسلم وكيف يذل نفسه ؟ قال : «يتعرض من البلاء لما لا يطيق» (2) .


وكذلك فعل مسروق بن الاجدح عندما بعث معاوية بن أبي سفيان بتماثيل من صفر تباع بأرض الهند ، فمر بها على مسروق فقال : (والله لو أني أعلم أنه يقتلني لفرقتها ، ولكني أخاف أن يعذبني فيفتنني) (3) .

وقد حدثنا التاريخ أن الوليد بن عبد الملك الأموي (86 ـ 96 هـ ، 705 ـ 715 م) كان يبث جواسيسه بين الخلق ليأتوه بالأخبار ، وذات يوم جلس رجل منهم في حلقة رجاء بن حياة ، فسمع بعضهم يقول في الوليد ، فرفع ذلك إليه ، فقال : يا رجاء أذكر بالسوء في مجلسك ولم تغير ، فقال : ما كان ذلك يا أمير المؤمنين ، فقال له الوليد : قل : الله الذي لا إله إلا هو ، قال : الله الذي لا إله إلا هو ، فأمر الوليد بالجاسوس فضربه سبعين سوطاً ، فكان الجاسوس يلقى رجاء فيقول : يا رجاء بك يسقى المطر وسبعون سوطاً في ظهري ، فيقول رجاء : سبعون سوطاً في ظهرك خير لك من أن تقتل رجلاً مسلماً .
فنكر رجاء أمراً كان واقعاً ، مخافة هدر دم رجل مسلم من قبل حاكم ظالم ، فالفكر الإسلامي مليء بهذه الحوادث ، وتلك المواقف والأقوال للصحابة والتابعين حول مسألة التقية .


أما أئمة المذاهب ، أمثال مالك وأبي حنفية ، فقد بايعا المنصور وقالا : ليس على مكره يمين بعدما خرجوا عليه .

(1) المبسوط للسرخسي : 24 / 47 .
(2) كشف الأستار عن زوائد البزارعلى الكتبة الستة : ج 4 ، ص 112 ، ح 3323 .
(3) السرخسي ، المبسوط : 24 / 46 .




وأخيراً يقول اجنتس جولد تسيهر : (ولم تتضح هذه النظرية للشيعة في مبدأ الأمر ، غير أن من عداهم من المسلمين أخذوا بها استناداً على الآية القرآنية : «إلا أن تتقوا منهم تقاة» (1) .





الشيعة والتقية

لقد عانى أئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم على مر التاريخ مختلف ألوان التعذيب والقتل والتشريد الوحشي ، ووصل الأمر إلى عدم قبول شهادة الشيعي ومحاصرته اقتصادياً ، كما أمر معاوية عماله فقال : (أن برئت الذمة ممن يروي شيئاً في فضائل علي وأهل بيته ، وأن لا يجيزوا للشيعة شهادة ، وأن يمحوا كل شيعي من ديوان العطاء ، وينكلوا به ويهدموا داره) (2) .

هذه الوثيقة التي ظلت وصمة عار على جبين الأمويين على مر التاريخ وإلى يوم القيامة ، حيث سنت محاربة الشيعة وقتلهم وتشريدهم ومحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً ، كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه عندما حوصروا في شعب أبي طالب ، وبدأ مسلسل القتل والإعدامات ، فقتل حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي وغيرهم في حياة معاوية ، ثم جاء ابنه يزيد ليعلن بصراحة كفره وعدم إيمانه ، فراح في ثلاث سنوات من حكمه ، الأولى قتل فيها الحسين وأصحابه ، والثانية أغار على المدينة ، والثالثة على مكة ، فكانت أسوأ سنين في الإسلام ، وطارد الشيعة في كل مكان ، وارتكب تلك الجريمة البشعة بقتل سيد الشهداء وريحانة الرسول وسبطه أبي عبد الله عليه السلام مع ثلة من المسلمين الذين نصحوا للإسلام وللحسين عليه السلام .

وفي عهد زين العابدين عليه السلام لم يتحسن من الوضع شيء ، بل ازدادت المحنة والفتن ، حتى قال الحسين بن عبد الوهاب : (وصارت الإمامة في عصر الإمام زين العابدين مكتومة مستورة إلا من اتبعه من المؤمنين) (3) .

(1) العقيدة والشريعة في الإسلام : ص 202 .
(2) شرح نهج البلاغة : ج 11 ، ص 44 ـ 45 .
(3) عيون المعجزات : ص 67 .




واستمر الأمويون في عدائهم لأئمة أهل البيت وشيعتهم ، وما إن ضعفت دولتهم ليتنفس الشيعي وإمامه الصعداء ، حتى جاء العباسيون الذين نادوا بشعارات أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، في بداية الأمر لكسب الشرعية والسيطرة على الناس ، وبعد أن استتب لهم الأمر لجأوا إلى سياسات القتل والتعذيب بحق الشيعة ، يقول أحمد محمود صبحي : (لكن ذلك المثل الأعلى للعدالة والمساواة الذي انتظره الناس من العباسيين قد أصبح وهماً من الأوهام، فشراسة المنصور والرشيد وجشعهم ، وجور أولاد علي بن عيسى وعبثهم بأموال المسلمين يذكرنا بالحجاج وهشام ويوسف بن عمرو الثقفي ، وعم الاستياء أفراد الشعب بعد أن استفتح أبو عبد الله المعروف بالسفاح وكذلك المنصور بالإسراف في سفك الدماء على نحو لم يعرف من قبل) (1) .

وبالطبع إن هذا الإسراف في القتل نصيب الشيعة منه حصة الأسد ، فقد قتل أبو مسلم (600,00) ستمائة ألف ، من المسلمين ، وهذا الاعتراف قد كشف النقاب عنه عندما أراد المنصور أن يقتل أبا مسلم ، فقال المنصور له : أخبرني عن ستة مئة ألف من المسلمين قتلتهم صبراً ، فأجابه أبو مسلم بقوله : لتستقيم دولتكم (2) .
حتى وصل الأمر بالأئمة أن يحذروا أصحابهم من التصريح بأسمائهم ، وهذا ما قاله الإمام موسى بن جعفر لأحدهم : «سل تخبر ، ولا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح» (3) .
وظل هشام بن سالم يلوم نفسه عندما كلم رجلاً بالإمامة خائفاً لإظهار الأمر ، كما يقول السيد الخوئي (4) .
وراح المنصور يبث جواسيسه في المدينة ينظرون إلى من تتفق شيعة جعفر عليه وأمرهم بضرب عنقه ، كما يقول الكليني (5) . هذا من ناحية المطاردة والقتل والتشريد .

(1) نظرية الإمامة : ص 381 .
(2) طبيعة الدعوة العباسية : ص 245 ، عن العيني في دولة بني العباس والطولونيين والأخشيدين ص 30 .
(3) الكافي : ج 1 ، ص 413 ، ح 7 .
(4) معجم رجال الحديث : ج 19 ، ص 298 .
(5) الكافي : ج 1 ، ص 412 ، ح 7 .





أما من ناحية الحصار الاقتصادي ، فقد نصت وثيقة معاوية على حذف اسم الشيعي من ديوان العطاء وهدم داره (1) . ويكفيك قول الإصفهاني في مقاتل الطالبيين ، حيث قال : (العلويات كن يتداولن الثوب الواحد من أجل الصلاة) (2) .

فلأجل تلك المطاردة والقتل وهذا الحصار والتجويع ، التجأ أهل البيت عليهم السلام إلى بنود القرآن وما قامت عليه السنة ؛ ليفعلوا بنداً من بنودها وضع للاضطرار ، ولكن هذا الاضطرار أصبح دستوراً للشيعة في حياتهم لما لاقوه من التشريد والقتل ، ولهذا قال محمد أبو زهرة شارحاً حديث الإمام الصادق عليه السلام «التقية ديني ودين آبائي» ، قال : (مبدؤنا ومبدأ آبائنا ، وقد اتخذناه على أنه دين لكي نمتنع من الجهد بما نراه في حكام الزمان حتى لا تكون فتنة وفساد كبير ، إذ النفوس ليست مهيأة للنصرة) (3) .


واعترف أبو زهرة بهذا الضغط عندما قال : (فليس هناك من ريب في أنه كان للتقية في عصر الإمام الصادق عليه السلام وما جاء بعده ، وهي كانت مصلحة للشيعة وفيها مصلحة الإسلام ، لأنها كانت مانعة من الفتن المستمرة) (4) .
وهذا الخوف والحالة الطارئة هي حياة الشيعة على مر التاريخ ، ففعلوا هذا البند وجعلوه يعيش معهم من دون كل المسلمين ، فشن أعداؤهم والذين لا ينظرون في بحوثهم إلا إلى ما يريدون إثباته ، لا ينظرون إلى الواقع المرير الذي عاشته الشيعة على مر التاريخ ، فرموا الشيعة بتهمة الغش والنفاق ، فقال من لا دين له ، ولا موضوعية في بحوثه : (التقية على ما الشيعة غش في الدين) (5) .
ولكن صاحب هذا الكلام يؤمن بهذا الغش في مواقع الاضطرار والإكراه ، فالتقية التي تقول بها الشيعة قال بها الأحناف ، وصححوا التقية في موارد الإكراه في الصلاة ،

(1) شرح نهج البلاغة : ج 11 ، ص 44 ـ 45 .
(2) مقاتل الطالبيين : ص 479 .
(3) الإمام الصادق : ص 243 ـ 244 .
(4) المصدر نفسه .
(5) الشيعة وتحريف القرآن : ص 35 .





وحتى في الزنا وأكل الميتة وشرب الخمر (1) ، وكتب الفقه الحنفي مليئة بموارد تجويز التقية في حالات الإكراه (2) .

وقالت بها الشافعية ، قال النووي : (فإن يمين الكره غير لازمة عند مالك والشافعي وأبو ثور ، وأكثر العلماء) (3) .

وقال الشافعي : (إذا استكره الرجل المرأة اقيم عليه الحد ، ولم يقم عليها لأنها مستكرهة) (4) . فلماذا لا يقام عليها الحد ؟ ما ذاك إلا للإكراه والخوف .

وقال بالتقية الفقه المالكي ، يقول مالك بن أنس : (ما من كلام يدرأ عني سوطين من سلطان إلا كنت متكلماً به) (5) .

وقال بالتقية الفقه الحنبلي ، يقول ابن قدامة : (وإنما ابيح له فعل المكره عليه دفعاً لما يتوعده به من العقوبة فيما بعد) (6) .


فإذا كان الحنبلي والمالكي والشافعي والحنفي يقولون بالتقية ، فيظهر من الأخ الذي قال : (إن التقية غش في الدين) أنه ليس من المسلمين ، أضف إلى ذلك أن كلاً من الفقه الظاهري والفقه الطبري والفقه الزيدي ورأي المعتزلة والخوارج ، كلهم قالوا بالتقية (7) .

(1) المبسوط للسرخسي : 24 / 48 ـ 51 ، كتاب الإكراه .
(2) الهداية : ج 3 ، ص 275 ؛ شرح فتح القدير : ج 8 ، ص 165 ؛ اللباب : ج 4 ، ص 107 ؛ النتف في الفتاوي : ج 2 ، ص 696 ، وغيرها .
(3) المجموع شرح المهذب : 18 / 3 .
(4) الام : ج 6 ، ص 155 .
(5) المدونة الكبرى : ج 3 ، ص 29 ، ح 6 ، كتاب الإيمان بالطلاق وطلاق المريض .
(6) المغني : ج 8 ، ص 262 .
(7) دفاع عن الكافي : ج 2 ، ص 628 ـ 634 .




وكان أهل المدينة قد استفتوا مالك بن أنس في الخروج مع محمد ذي النفس الزكية ، وقالوا : (إن في أعناقنا بيعة لأبي جعفر ، فقال : إنما بايعتم مكرهين ، وليس علي مكره يمين ، وأسرع الناس إلى محمد ولزم مالك يمينه) (1) .

ويقول ابن حزم : (وقد أباح الله عزوجل كلمة الكفر عند التقية) (2) .


وفي حديث لأبي الدرداء : (إنا لنكشر في وجوه قوم وإن قلوبنا تلعنهم) (3) .


فالشيعة لم يكونوا وحدهم القائلين بالتقية ، بل الفكر الإسلامي من محدثين وفقهاء وعلماء آمنوا بهذا البند في حالات مخصوصة ، وبما أن تلك الحالات المخصوصة كانت هي الحياة الطبيعية للشيعة على مر التاريخ ، فاضطروا إلى أن يتعايشوا جنباً إلى جنب مع التقية لحفظ دماءهم وأموالهم وأعراضهم . كل ذلك تجاهله الكاتب وشنع على التشيع في مورد التقية وجعلها من مدعيات الشيعة لتفسير ظاهرة التناقض بين أقوال الأئمة من أهل البيت وسيرتهم العلنية على حد زعمه (4) .


(1) الكامل في التاريخ : ج 5 ، ص 532 .
(2) الفصل في الملل والأهواء والنحل : ج 3 ، ص 111 .
(3) تفسير المنار : ج 3 ، ص 281 .
(4) أحمد الكاتب ، تطور الفكر السياسي :ص 78 .





وآخـــر القول وخــــلاصته :

«لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاةً ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير»





والســـــــــــــــــــــلام


توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة المشرف العقائدي ; 29-07-2008 الساعة 06:37 AM.


الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.50 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-07-2008 الساعة : 08:53 AM


{ الشُـــبهة الرابعة }




لماذا لم يذكر القرآن الكريم إسم علي بن أبي طالب صريحا ويذكر إمامته على قولكم وإدعائكم أن ولايته وإمامته وخلافته بنص من الله ورسوله ؟؟؟
-----------------------




-- الرد على الشبهة --




إعلم أيها السائل والجميع بداية إن المجتمع القرشي الذي كان محط أنظار القبائل في الجاهلية كانت تتزاحم فيه غلواء المفاخرة وتتصارع فيه أهواء الغلبة بطلب المجد والعز والجاه واختراع المكرمات لشهوة الشهرة بين القبائل والرهبة في صدور الناس ، وكانت كل جماعة تحوط سيدها وتطلب له العز والشرف وتنتسب إليه ، وكان محك هذا التفاضل يشتد عند بني هاشم إذ هم ذروة الأمر وسنامه بتاريخهم المجيد وخدمتهم للبيت العتيق وتوليهم له بالرعاية ولشرفهم من بين قبائل قريش كلها وهذا أمر معلوم لدى القاصي والداني والأولين والآخرين ، فالكل كان يحسدهم ولا يرجو لهم أي مجد يزيد عما وصلوا له فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم كابره صناديد قريش حسدا من عند أنفسهم وهم يعلمون أنه الصادق الأمين إلي جانب عزتهم بالإثم وكبر أمرهم وشركهم بالله تعالى ودينهم الذي ولِلدوا عليه وتربوا على باطله ، فقامت الحروب بينهم وكان حامل لواء الإسلام هو علي بن أبي طالب عليه السلام الذي جندل الابطال ونكس رايات الشرك فما من بيت إلا وقد قتل لهم رجلا أو رجلين فأدخلهم النار وألزم آخرهم العار كما جاء في بحار الأنوار ج57ص158 عن كتاب نثر الدرر لمنصور بن الحسن الآبي:

" وروي لنا الصاحب رحمه الله ، عن أبي محمد الجعفري ، عن أبيه ، عن عمه جعفر، عن أبيه عليهم السلام قال : قال رجل لعلي بن الحسين عليهما السلام : ما أشد بغض قريش لأبيك ! قال :

" لأنه أورد أولهم النار وألزم آخرهم العار ".



ويتضح لكل متأمل أن عدم النص على اسم علي عليه السلام في القرآن كان للامتحان من جهة وللحفظ على كتاب الله من جهة أخرى ، لأن كثيرا منهم لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بعد لجاج طويل وفي كل يوم تطر في صدورهم حسيكة النفاق فما يؤمن أحدهم حتى ينافق الآخر وهكذا حتى قال له الله عز وجل أنك لا تعلم من مرد على النفاق من أهل المدينة { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}(التوبة/101) فلو ذكر اسم علي عليه السلام صراحة في القرآن وهو عدوهم اللدود الذي يقترن ذكره بذكر راية النصر والسيف الإسلام سيطعن بالقرآن ويزعم أن هذه الآية جاءت من عند رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم لرفع ابن عمه عليهم !

كما قد قيل ذلك بالفعل دون أن يذكر ذلك بالقرآن الذي يتلى ليل نـهار وذلك عند تفسير قوله تعالى :
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ}
(المعارج/1-3).:


تفسير القرطبي ج18ص278 :
" إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري وذلك أنه لما بلغه قول النبي صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه من كنت مولاه فعلي مولاه ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك وأن نصلي خمسا فقبلناه منك ونزكي أموالنا فقبلناه منك وأن نصوم شهر رمضان في كل عام فقبلناه منك وأن نحج فقبلناه منك ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا أفهذا شيء منك أم من الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله الذي لا إله إلا هو ما هو إلا من الله فولى الحارث وهو يقول اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فوالله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت سأل سائل بعذاب واقع الآية ".


فهذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بين ولاية علي عليه السلام بلسانه دون توسط القرآن فاتـهمه هذا المنافق بأن هذا من عند نفسه وليس من الله سبحانه !!

فلو جاءت آية بذلك لقيل أنـها من عند غير الله وسيتطرق الطعن للقرآن ككل وهذه طعنه شديدة في صدر الدعوة الإسلامية .


ومن جهة أخرى فإن الله عز وجل ذكر في كتابه الكريم:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
(العنكبوت/2-3).

فإن الله عز وجل جعل بيان هذا الأمر على ما فيه من دواعي التكذيب والطعن والحسد والنفاق على عاتق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن عم علي عليه السلام وأخيه وزوج ابنته مع شخصية علي الشديدة على المنافقين ، كل هذه الدواعي رتبها الله سبحانه لتكون محل ابتلاء وامتحان للأمة حتى يتضح المنافق ويتميز عن المؤمن الذي يسلم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يشك فيما يمليه عليهم ، فإن عليا عليه السلام لم يؤيد بمعجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي القرآن التي تسلب الألباب فحينها يكون المنافق في حرية تامة من رد كلام رسول الله الذي وعدم الالتزام به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا ما حدث فعلا بل وحدث في آخر حياة رسول الله كما في رزية يوم الخميس فإن عمر بن الخطاب رفض أن يؤتى للنبي بكتاب يكتب لهم حتى لا يضلوا من بعده وقال حسبنا كتاب لله ! واتهم النبي بالخرف والهذيان والعياذ بالله كما في صحيح البخاري ، فالمنافق يمكنه أن يرفض كلام رسول الله ويلاجج فيه ، وحديث رسول الله لم يكن كالقرآن مدونا كاملا ولا يقرأ دائما، وعليه يتضح لِمَ كان يمنع عمر بن الخطاب وأبو بكر وعثمان ومعاوية تدويين أحاديث النبي ويعاقبون على من كان يلهج بها دوما لأنها سوف تناقض الواقع الذي هم عليه .


ثم لو تتبع كل منصف وباحث عن الحق وأهله في تاريخ الإسلام واحوال بعض من صحب الرسول الكريم لأطلع على الكثير من اعتراضات الصحابة على بعض أوامر الرسول وتوجيهاته ، وفي التاريخ امثلة كثيرة بهذا الخصوص ....!

فكيف بأمر هو قاصم لظهور من لا يُحسن ألا اللجاج في القول والعمل والبغض لقاتل الأسياد وكباء قريش ومشتت شملهم وأمر تنصيبه سيدا وإماما وخليفةً لرسول الله من بعده ....!!



ثم هل ذكر القرآن الكريم بنص مبين عدد ركعات الصلاة أو أحكامها التصيلية ليذكـــــــر ما أشرأبت عليه قلوب قوم رافضين لكل حق ولأهله ...!






والخلاصة إن الامتحان والابتلاء والحفاظ على القرآن اقتضيا ألا يذكر اسم علي عليه السلام في القرآن صراحة .

ونحن ولله الحمد حيث نسلم للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كما أمرنا الله بالتسليم له :
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
(الأحزاب/56).

وأمرنا باتباعه وإطاعته :
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}
(آل عمران/31-32).

فما علينا ألا يأتينا شيء من القرآن بعد أن أتانا قول النبي أن عليا عليه السلام ولي المؤمنين بعده صلى الله عليه وآله وسلم وما هذا بغريب فقد جاء في السنة من لم يذكره الله في القرآن كعدد ركعات الصلاة وغيرها .





والســــــــــــــــــــلام


توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!

الصورة الرمزية العشق السرمدي
العشق السرمدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 17464
الإنتساب : Mar 2008
المشاركات : 728
بمعدل : 0.12 يوميا

العشق السرمدي غير متصل

 عرض البوم صور العشق السرمدي

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-07-2008 الساعة : 04:36 PM


بوركت يااستاذي الفاضل ولاحرمنا الله من قلمك الذاب عن آل رسول الله صلوات الله عليه وعليهم

توقيع : العشق السرمدي
ابا حسن لو كان حبك مدخلي *****جهنم كان الفوز عندي جحيمها


*******
*****
**


وكيف يخاف النار من بات موقناً *****بأن امير المؤمنين قسيمها


***************
*********
*******
**

لااضحك الله سنَّ الدهر ان ضحكت****يوماً وآل احمد مظلمون وقد قهروا

مشـــــــردون نفو عن عقر دراهم **** كانهم قد جنـــــــوا ماليـــــس يغتفر
من مواضيع : العشق السرمدي 0 اريد احد مكاتب السادة العلماء في دولة الجزائر
0 هل اطاع عمركم رسول الله صلوات الله عليه واله [&]
0 عدت اقلب الذكريات// بقلمي
0 طلب رواية
0 لم اطلب ترحيبا في بداية دخولي لكن اطلب توديعي
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شبهات وردود موضوع متجدد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:22 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية