[هدوء اليل]

أضواء من سيرة السيد السيستاني (دام ظله الوارف)

ولادته ونشأته :
ولد سماحة السيد علي بن السيد محمد باقر بن السيد علي بن السيد محمد رضا الحسيني في التاسع من شهر ربيع الاول عام 1349ه الموافق لعام 1930 الميلادي , في مدينة مشهد المقدسة على مشرفها الاف التحية والسلام .
ونشأ سماحته نشأة دينية في أسرة علمية ملتزمة ,غذته الفضائل ومكارم الاخلاق ,وعنت بأرشادة وتوجيهه, حتى أختط لنفسه الطريق الذي قرر المسير عليه فأحسن الأختيار .
وكان والده العالم الحجة السيد محمد باقر من أهل العلم والفضل , كما أن جده الأدنى السيد علي حاز المراتب العليا في العلم حتى صار أستاذا في الحوزات العلمية , وقد ترجم له العلامة الطهراني في (طبقات أعلام الشيعة) في القسم الرابع منة .
فذكر أنه كان من تلامذة الحجة المؤسس المولى علي النهاوندي في النجف الأشرف , وصار من تلامذة المجدد الميرزا الشيرازي في مدينة سامراء الى أن اختص بأستاذة الحجة السيد اسماعيل الصدر في كربلاء والكاظمية المقدستين ,فتربى تلامذته وهو الاستاذ على التقى والصلاح والعلم , وكان من ابرز تلامذته المعروفين الفقية الكبير الشيخ محمد رضا ال ياسين (قدس سره) .
بعدها عاد الى مشهد الرضا عليه السلام واستقرت اسرته فيه .وكان قد حاز مكانه سامية مع ماكان له من حظ وافر في العلم مع تقى وصلاح .
وبقيت هذه الاسرة الحسينية في خراسان / مشهد الرضا عليه السلام حتى ولد سماحة السيد السيستاني والذي سماه والده ( عليا ) تيمنا باسم جده المار الذكر .
وكانت هذه الاسرة الكريمة تسكن أصفهان في عهد السلاطين الصفويين , وكان السلطان حسين الصفوي قد عين الجد الاعلى للاسرة ( السيد محمد ) بمنصب شيخ الاسلام في سيستان , فأنتقل اليها هو وذريته , ولذا لازم الاسرة الانتساب الى تلك المدينة , ونسبة الواحد منهم (السيستاني)
سيرتة العلمية :
ابتدأت نشأته العلمية (دام ظله) منذ نعومة أظفارة ففي السنة الخامسة من عمرة تعلم القران الكريم قراءة وتلاوة وحفظا , ثم دخل مدرسة (دار التعليم الديني ) حتى تعلم القراءة والكتابة ونحوها , وتعلم اثناء ذلك فن الخط على يد أستاذة (الميرزا علي اقا ظالم).
وبدأت دراستة الحوزوية وبتوجية من والدة وهو في سن الحادية عشرة من عمرة فقرأ مقدمات العلم وأتم جملة من الكتب الادبية كألفية بن مالك بشرح السيوطي , ومغني اللبيب لابن هشام , والمختصر والمطول لسعد الدين التفتازاني ,ومقامات الحريري وشرح النظام عند المرحوم الاديب النيشابوري وغيرة من اساتذة الفن .
وقرأ ايضا شرح اللمعة في الفقة والقوانين في الاصول عند المرحوم السيد أحمد اليزدي المعروف ب (نهنك) , ودرس السطوح العالية في كتاب المكاسب للشيخ الانصاري , والكفاية للاخوند الخراساني (قدس سرهما) وكان ذلك عند أستاذه العالم الجليل هاشم القزويني .
وكان للفلسفة نصيب وحظ من مسيرتة العلمية فدرس شرح منظومة الملا هادي السبزواري وكذلك شرح الاشراق والاسفار عند المرحوم الايسي , وشوارق الالهام عند المرحوم الشيخ مجتبى القزويني في المعارف الالهية عند العلامة الميرزا مهدي الاصفهاني , بعدها حضر بحوث الخارج للمرحوم الميرزا مهدي الاشيتاني والمرحوم الميرزا هاشم القزويني (رحمهم الله جميعا) .
بعد ذلك قرر الالتحاق يالبحوث العالية في مدينة قم المقدسة , وذلك اواخر عام (1368 هجري) فحضر عند العلمين الشهيرين السيد حسين الطباطبائي البروجردي في الفقة والاصول , وعند الحجة الكوهكمري في الفقة .