على أعتاب حلول شهر محرّم الحرام 1435 للهجرة, وذكرى استشهاد الإمام الحسين صلوات الله عليه, وكالسنوات السابقة, ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله, كلمة قيّمة بوفود العلماء والفضلاء والمبلّغين, الذين وفدوا على بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة, يوم الأربعاء الموافق للتاسع والعشرين من شهر ذي الحجّة الحرام 1433 للهجرة, للاستفادة من إرشادات سماحته فيما يرتبط القضية والشعائر الحسينية المقدّستين. إليكم أهمّ ما جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريب: علاء الكاظمي
بمناسبة قرب حلول شهر محرّم الحرام وأيام عاشوراء الإمام الحسين صلوات الله عليه، ابتداء أرفع التعازي لسيدنا ومولانا بقيّة الله الإمام المهديّ الموعود صلوات الله عليه وعجّل الله تعالى في فرجه الشريف. وأقدّم التعازي إليكم أنتم أيها السادة، الوعّاظ، والمدرّسين، وأئمة الجماعة ولباقي المؤمنين. وأعزّي جميع المعزّين الحسينيين في كل مكان بالعالم، ولكل أهل العالم الذين سيخاطبهم الإمام بقيّة الله عجّل الله تعالى في فرجه الشريف في وقت ظهوره الشريف حول المصائب الحسينية. وأسأل الله تعالى في هذه الأيام والآتية، بدءاً بأيام عاشوراء وباقي أيام شهري محرم وصفر، أن يوفّقنا وإيّاكم وجميع المعزّين أكثر وأكثر، وأن يتقبّل منّا جميعاً.
عاشوراء لا تنتهي
إنّ الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه استشهد في يوم عاشوراء سنة 61 للهجرة, بحالة مفجعة، وانتهى ذلك اليوم باستشهاده صلوات الله عليه. ولكن الله تعالى، من الأزل، تعلّقت إرادته التكوينية والتشريعية، بأن لا ينتهي عاشوراء. فتكوينياً عاشوراء هي مظاهر العزاء التي نشاهدها في كل أرجاء المعمورة أو نسمع بها. وهذا ما لم يجعله الله تعالى للمعصومين الأربعة الأوائل، أي النبيّ الكريم والإمام أمير المؤمنين والسيدة الزهراء والإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهم أفضل من الإمام الحسين صلوات الله عليه.
التعامل التشريعي مع الشعائر الحسينية
أنا في هذه الليلة أريد أن أتحدّث عن الإرادة التشريعية. وهذا الحديث له ارتباط بمباحث فقهاء الإسلام الذين بحثوا وفحصوا قبل عشرات السنين في الأدلة الشرعية، وهو:
إنّ الأئمة الأطهار، من الإمام السجّاد ومن بعده صلوات الله عليهم أجمعين، وكذلك التابعين للأئمة، أي أعاظم فقهاء الإسلام عبر التاريخ، لم يكن تعاملهم مع الشعائر الحسينية المقدّسة كتعاملهم مع أعظم الواجبات من بعد أصول الدين، أي التوحيد والنبوّة والإمامة والمعاد. وهنا أنقل لكم نموذجاً من مئات وألوف النماذج حول ذلك، وهي موجودة في القرآن والأحاديث الشريفة وفي تاريخ فقهاء الإسلام الكبار، بحيث لو جمعت فستكوّن موسوعة كبيرة، وسيتكون مفيدة جدّاً.
لماذا قُتل الإمام الحسين؟
لو راجعنا كتاب المكاسب مثلاً أو غيره، وأردنا أن نعرف ما هي الكبائر وما هي محرّمات الكبائر، وكم هي أعظم الكبائر، فسنجد طبقاً للروايات الصحيحة، والكتب، أنها سبع، ومنها: الشرك بالله تعالى، وقتل النفس المحترمة.
إنّ قتل النفس المحترمة له بعد عاطفي عظيم، ولكني هنا أريد أن أتحدّث عن جانب النظرة الشرعية والحكم الشرعي لقتل النفس المحترمة، وأقول:
لماذا قتل الإمام الحسين صلوات الله عليه؟
ولماذا أقيمت الشعائر الحسينية من بعد استشهاد الإمام الحسين صلوات الله عليه، ابتداء من عصر يوم عاشوراء، أي ابتداء مما قامت به السيدة زينب سلام الله عليها والإمام السجاد صلوات الله عليه، ومن بعدهما؟ فهل أقيمت الشعائر لكي يرجع الإمام الحسين صلوات الله عليه إلى الحياة؟ وهل كان هذا هو هدف إقامة الشعائر؟
الجواب: إن الهدف من ذلك هو بيان وتأكيد أنه لماذا قتل الإمام الحسين صلوات الله عليه. وهذا الذي يجب أن يبقى حيّاً وخالداً وإن استوجب أو أدّى إلى قتل الألوف من المؤمنين والمؤمنات ومن الأتقياء والصالحين. وهذا ما حصل في التاريخ الماضي، ومنها واقعة الحرّة.
تعظيم الشعائر مهما كان الثمن
إنّ واقعة الحرّة وقعت في عصر الإمام زين العابدين صلوات الله عليه، في المدينة، حيث ثار أهلها على يزيد لعنة الله عليه، وأدّت إلى مقتل الألوف من أهل المدينة وهتكت الأعراض، حيث ذكروا أنه بعد واقعة الحرّة ولدت ألف امرأة من المدينة من غير زوج، وغيرها من الجرائم. فلماذا لم ينهى الإمام زين العابدين سلام الله عليه أهل المدينة عن الثورة ضد يزيد لعنة الله عليه، والإمام يعلم بما ستؤول إليه وما سيترتب على هذه الثورة من مقتل الألوف وهتك الأعراض وغيرها؟
لكن تعالوا وانظروا إلى بعض من يدّعي أنه من أهل العلم في عالمنا اليوم، فترى أحدهم أفتى بحرمة الذهاب إلى زيارة كربلاء بسبب مقتل أربعة من الزوّار من أبناء بلده بسبب التفجيرات الإرهابية في كربلاء! وبرّر ذلك بأنه من باب: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.
موقف الإمام السجاد من الثورة ضد يزيد
إنّ الإمام السجّاد سلام الله عليه لم ينهى أهل المدينة عن الثورة ضد يزيد لعنة الله عليه، وذلك لأجل الشعائر الحسينية، وليس لأجل أن يحيى الإمام الحسين صلوات الله عليه ويرجع إلى الدنيا. علماً بأن من معتقداتنا هو انّ الإمام الحسين صلوات الله عليه حيّ، حيث نقرأ في زياراته صلوات الله عليه: (أشهد أنك حيّ عند الله) ونقرأ أيضاً: (برجاء حياتك أحييت قلوب شيعتك).
اقرأوا عن واقعة الحرّة بشكّل جيّد، فهي موجودة في بحار الأنوار، وفي تواريخ العامة كالطبري وابن الأثير وابن خلدون الملعون، وتأمّلوا: لماذا لم ينهى الإمام زين العابدين صلوات الله عليه عن الثورة ضد يزيد لعنه الله؟
ألم يكن الإمام زين العابدين صلوات الله عليه عالماً بالقرآن؟
وهل غاب ـ والعياذ بالله ـ عن الإمام السجّاد صلوات الله عليه قوله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة؟ ولماذا لم يعدّ الإمام صلوات الله عليه، الثورة ضد يزيد لعنة الله عليه بأنها إلقاء النفس في التهلكة؟
فإذا لم يقل الإمام السجاد صلوات الله عليه حول ثورة أهل المدينة بأنها (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، لماذا صار البعض يردّدها الآن؟
فنحن قرأنا ونقرأ في الأصول والفقه بأن تقرير المعصوم حجّة وهكذا قول المعصوم وفعل المعصوم. فما يعني إقرار الإمام السجاد صلوات الله عليه وسكوته وعدم نهيه عن الثورة؟
تشجيع الأئمة على الزيارة مع وجود الخطر
في زمن الأئمة الأطهار، الباقر والصادق والكاظم صلوات الله عليهم، كم قُتل من الناس بسبب ذهابهم إلى زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه؟ وكم منهم عذّبوا؟ بل إن الكثير ممن ذهب إلى الزيارة كان يودّع أهله وعائلته وداع من لا يرجع إليهم أبداً! فهل تجدون نهياً واحداً من الإمام الباقر صلوات الله عليه عن عدم الذهاب إلى الزيارة، أم أنه صلوات الله عليه كان يشجّع الناس ويحثّهم على الزيارة؟
لماذا كان الإمام الباقر صلوات الله عليه يشجّع الناس على زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه؟
هل لأن الإمام الحسين صلوات الله عليه سيرجع إلى الدنيا بهذه الزيارات؟
أم لتأكيد هذا الأمر وهو أنه: لماذا قتل الإمام الحسين صلوات الله عليه؟ ولأجل الشعائر الحسينية المقدّسة، ولو بثمن مقتل العديد من الصالحين.
بل ولكثرة تشجيع الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم على الزيارة، كان الناس يخاطرون بحياتهم فكان الشخص منهم يذهب إلى الزيارة وهو يحتمل احتمالاً عقلائياً بأنه سيقتل. فلماذا لم ينهى الإمام الباقر أو الإمام الصادق صلوات الله عليهما، الناس عن ذلك؟
تعامل العلماء مع القضية الحسينية
إن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم كانوا يشجّعون الناس ويحثونهم على الزيارة، وهناك الكثير من الروايات الصحيحة والمفصّلة في هذا المجال، وتجدونها في العديد من الكتب، بالأخصّ الكامل في الزيارات، وخصوصاً حول من يقتل في زيارته للإمام الحسين صلوات الله عليه، وحول من يتعرّض للأذى ونحو ذلك. وهذه الأمور هي من الإرادة التشريعية الإلهية بحق القضية الحسينية المقدّسة. فالله تعالى أراد تشريعياً أن تبقى قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه حيّة خالدة، وهذا ما لا نجده بالنسبة لزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وزيارة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه ولزيارة باقي الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم. وهذا الاختصاص الإلهي عمل به الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم واتّبعوه بكل قوّة. وهكذا عمل الفقهاء الكبار وواصلوا واستمروا عليه. فهل نحن نفهم اكثر من الأئمة صلوات الله عليهم، والعياذ بالله؟
نُصرة الميرزا الشيرازي للشعائر الحسينية
أحد الفقهاء من تلامذة السيد اليزدي له كتاب باسم (نُصرة المظلوم) ويرتبط بالشعائر الحسينية المقدّسة، راجعوه وانظروا ماذا ينقل فيه عن الكبراء من العلماء.
إنّ الميرزا الشيرازي الكبير ذهب إلى سامراء وسكن فيها، ولم يك في سامراء حينها حتى شيعي واحد، فالشيعة كانوا يأتون لسامراء للزيارة فقط. وقد كتب صاحب كتاب (نصرة المظلوم) عن الميرزا الشيرازي بأنه: (وكان الشبيه ـ أي عزاء التشابيه ـ يترتَّب أيضاً في داره (أي في دار الميرزا الشيرازي وهو يهيئ ثياب التشابيه)، ومنه تخرج المواكب وإليه تعود). وهكذا هو الحال بالنسبة لباقي أكابر العلماء كالسيد اليزدي واسماعيل الصدر والآخوند رضوان الله تعالى عليم.
موقف مؤسّس الحوزة بقم تجاه الشعائر
راجعوا الرسالة العملية لمؤسّس الحوزة العلمية في قم المقدّسة، الشيخ عبد الكريم الحائري رضوان الله تعالى عليه، وأقرأوها فستجدون فيها أنه عندما يذكر بعض الشعائر الحسينية المقدّسة، يقول: جائزة ولا يحقّ لأي أحد أن يمنعها! في حين أنك لن تجد له مثل هذا الكلام للشيخ في رسالته عن باقي الواجبات والمحرّمات والمسائل الشرعية الأخرى. فما يعني كلام الشيخ الحائري: (لا يحقّ لأي أحد أن يمنعها)؟ فتأمّلوا في ذلك.
إن البهلوي الأول (رضا شاه) حارب الشعائر الحسينية المقدّسة، وحبس المعزّين الحسينيين وعذّبهم وقتل الكثير منهم، من الرجال والنساء، والفتيان والشباب والكبار، ولكن لم نجد أحداً من العلماء والفقهاء في ذلك الوقت، وكانوا مراجع تقليد، لم نجد أحداً منهم أفتى وقال للناس: لا تقيموا الشعائر، أو لا تعرّضوا أنفسكم للتهلكة! نعم لا تجدون حتى مورداً واحداً. بل أنهّم كانوا يقرّون بإقامة الشعائر ويقرّون بتحمّل التعذيب والمصائب في سبيل إقامة الشعائر الحسينية المقدّسة.
وهكذا بالنسبة للمعصومين صلوات الله عليهم، فلم نجد أنه صدرت منهم كلمة سلبية واحدة، أو تصرّف سلبي واحد، تجاه ما لحق بالمقيمين للشعائر الحسينية وللسائرين إلى زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه، من أذى.
عاشوراء امتحان للناس
إن الله تعالى يريد أن يمتحن الناس عبر التاريخ بالقضية الحسينية المقدّسة، فحذاري من أن نسقط في هذا الامتحان. فمثل التعامل مع القضية الحسينية المقدّسة، كمثل من يصعد جبل فيه زحاليف، أي جمع زحلوفة وهو مكان منحدر يملس، فإذا لم يحتاط ولم ينتبه الإنسان في صعوده في هذا الجبل فسينزلق ويتدحرج ويسقط.
لقد قام نظام صدام بقتل زوّار الإمام الحسين صلوات الله عليه في الزيارة الشعبانية وهم في طريق النجف ـ كربلاء، عبر رميهم بالرصاص من المروحيات، ودفنوهم في مقابر جماعية، وبعضهم كانوا أحياء حيث أصيبوا بجراح فقط، فهل أفتى علماء ذلك الوقت بحرمة الذهاب إلى كربلاء؟
كتب صاحب كتاب (نصرة المظلوم) أنه: إذا خلت قرية ما من العزاء الحسيني فسيكون فريضة على أهلها أن يقيموا العزاء. وهذا كلام أحد الفقهاء وليس كلام أحد العوام المتفقهين. وهذا هو الواجب الكفائي الذي إذا لم يوجد من فيه الكفاية للقيام به يصبح واجباً عينياً. وهذا الواجب العيني بالقتل هو أقوى، وليس بذلك الذي يقول ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.
الإسلام بريء من تصرّفات الحكّام
في زمن حكم صدام وقبله، كان البعثيون يتجسسون على الناس ويتنصتون عليهم ليتعرّفوا على المعزّين الحسينيين ويلقوا القبض عليهم ويسجنونهم ويقتلونهم، وكانوا يصدرون أحكامهم استناداً إلى ما حصلوا عليه من تنصتهم، وكانوا يعلنون بذلك للناس. ولكن تعالوا وانظروا اليوم إلى ما حصل إلى أقوى دولة في العالم وهي أميركا، وهي دولة كافرة، جراء تنصت أحد موظفيها على شخص أو أشخاص من دولة كافرة أخرى. حيث تناقل هذا الخبر العشرات من الفضائيات، والصحف، وشجبوا هذا التصرّف ووضع هذا الأمر أميركا في موقف محرج جدّاً حتى صار كبار المسؤولين في أميركا يعلنون عن جهلم بهذا النوع من التصرّف الذي سيؤثّر وبلا شكّ على الانتخابات الرئاسية القادمة فيها.
أليس من العيب أن يتجسّسوا على العزاء الحسيني؟
وإلى من نشكوا ذلك؟ وإلى من نقوله؟
إننا لا نشكوا ذلك سوى إلى الله تعالى وإلى مولانا صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
إذن على الشيعة أن يعلموا ويعرفوا ان مثل هذه التصرفات التي صدرت من البلهوي وصدام بأنها ليست من الإسلام ولا من الإمام الحسين صلوات الله عليه.
المسؤولية الأهم اليوم
كما على الشباب أن يعلموا بأنه إذا رأوا تعاملاً أو تصرّفاً غير لائق فلا يظنوا السوء بالإسلام، بسبب ضعفهم الفكري، بل هو مسؤولون بأن يتحققوا ويعرفوا ان تلك التصرّفات وأمثالها ليست من الإسلام. فالإمام الحسين صلوات الله عليه قام بنهضته المقدّسة لأجل الهدف الذي ذكر في زياراته الشريفة وهو: (وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة).
نحن أهل العلم مسؤوليتنا حسّاسة جدّاً، كذلك بالنسبة للشيعة كافّة، فلماذا لا نقوم نحن أيضاً بمثل ما قام به الإمام الحسين صلوات الله عليه، أي استنقاذ العباد؟ حتى وإن كلّفنا ذلك الأذى والمشاكل. فالقرآن الكريم يقول: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ). فكما يتعرّض المقيم للشعائر الحسينية والمحيي للقضية الحسينية المقدّسة إلى الأذى، كذلك يتعرّض إلى الأذى المحارب والمعرقل لها، مع فارق هو أن المقيم والمحيي للشعائر والقضية الحسينية المقدّستين سينال في الآخرة الأجر والثواب والمقام العظيم من الله تعالى، وللمحارب للشعائر الحسينية والمعرقل لها الويل والعذاب الأليم.
إنّ العالم اليوم، ولله الحمد، يشهد إقامة العزاء الحسيني، وهذا من الإرادة التكوينية الإلهية. ولكن حريّ بالشيعة أن يسعوا إلى الحصول على قمر اصطناعي وأن يوقفوه باسم الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، كي تستفيد منه المئات من القنوات الفضائية الشيعية، وتنشر القضية والشعائر الحسينية المقدّستين، حتى يعرف العالم ماذا يحدث من تضحيات وتفاني وخدمات للإمام الحسين صلوات الله عليه في شهر محرّم الحرام.
تضحية حسينية فريدة
نقلوا عن أحد العراقيين المشاة إلى زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه في الزيارة الأربعينية أنه كان يمشي مع ولده، فقال للمراسل الصحفي الذي حاوره: كان لدي ستة أولاد، خمسة منهم قتلوا في طريق المشي إلى زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه بالانفجارات من قبل الإرهابيين، وقد جئت بالسادس منهم، وأقول للإمام الحسين صلوات الله عليه: سيدي هذا ولدي الأخير جئت به وأقدّمه لك!
ماذا قدّمنا للإمام الحسين؟
نحن ماالذي قدّمناه للإمام الحسين صلوات الله عليه؟ وهل يمكننا أن نرفع رؤوسنا يوم القيامة أمام أمثال ذلك الرجل العراقي الذي ضحّى بخمسة من أولاده؟ وهل يمكننا أن نقول: يارسول الله؟
نحن وأنتم كم جعلنا من وقتنا ومن عملنا ومن مالنا ومن حضورنا ومن قلمنا ومن لساننا في سبيل الإمام الحسين صلوات الله عليه؟
إنّ أقلّ ما يمكن أن نقدّمه للإمام الحسين صلوات الله عليه هو أن لا نتكلّم بالسلب تجاه الشعائر الحسينية المقدّسة. وإذا أراد أحد أن يعرف الحلال والحرام فعليه أن يراجع ويسأل الفقهاء الكبار البارعين.
كما علينا أن نعمل على إحياء هذا الأمر المهم وهو: لماذا قُتل الإمام الحسين صلوات الله عليه؟
شكر ودعاء
أنا من باب الواجب أدعو لكل الذين يبذلون الزحمات والجهود في إقامة الشعائر الحسينية بأي نحو كان، وبأي شكل، ويتبرّعون أو يجمعون التبرّعات ويتحملون الأذى ويشاركون ويشجّعون، أشكرهم فرداً فرداً.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفّق الجميع لإحياء الشعائر الحسينية المقدّسة، بكافّة أشكالها وأساليبها، وأن يتقبّل من الجميع.
ترسيخ ثقافة الذهاب والموت المجاني لاداء شعائر ادخلت في دين الله بلا دليل ...اذا كان محبا للحسين فاعداء الحسين يحيطون بنا من كل جانب فليدعو للجهاد ونصرة المستضعفين المحاصرين في سوريا بل من ارسال الناس البسطاء للموت في الشوارع بالمجان ..
لا حول ولا قوة الا بالله
اي دليل تحتاج لاثبات الزيارة والشعائر الحسينية ،،،فاما انك لست من شيعة وموالي الحق ،،،وبذا فليس عليك عتب ،،،
واما انك تتغافل او تتناسى ذلك وهي موجودة في كتب السير وروايات المعصوم والناكيد عليها من قبل المعصوم ،،،
اخي الدليل موجود في امهات الكتب الاصيلة والمنقولة ،،،
اقرا كتاب مفاتيح الجنان ،،،كامل الزيارات ،،،وغيرها كثير وستجد ماتبغي ان كنت حقا تبغي الوصول الى الحقيقة وصدقية الامر ،،،
السلام عليكم
اخواني المسألة بسيط حلها جدا بين اتباع ومحبين ال البيت
فكل واحد منا يقلد مرجعا . فليرجع اليه ويرى ما يقول ان كان هناك شبهة او شك . ثم يلتزم بما عرف من قول مرجعه او من يثق به من العلماء
فأذا كان هناك رأي اخر من مرجع او عالم دين ثقة - فلا مشكلة ايضا كل واحد يسير خلف دليله ومستحقاته المترتبة . فالذي يسير ويعرض نفسه للموت دليله في عنق كفيله . ومن لا يرى واجب في ذالك فليقوم بما هو غيرها من الشعائر والتي هي لا تنحصر بفعل واحد ... ولا داعي لفرض دليل على دليل اخر صدرا كلاهما من اكابر ورموز الشيعة . ولنحترم بعضنا البعض .
وبذالك نحفظ وحدة شيعة ال البيت . وننجوا من الاختلاف الذي لا مبرر له . وكما ترون ما هي اكثرها من مصائب وتحديات نحن واقعون فيها تتلاطم بسفينتنا في هذا البحر الهائج .
وشكرا . مع الود والتقدير للجميع
واضع صورة عماد مغنية لتوهم القارىء بانك من اتباعهم
ثقافة الموت عند اهل جبل عامل ان كنت لاتعلم وسيكونون كما قال امينها العالم اين ماتحتم علينا التواجد سنتواجد
ثقافة الموت تلك استمدوها من الامام الحسين عليه السلام بزعامة الشهيد عباس الموسوى والسيد موسى الصدر
وهؤلاء يعلمون جيدا ان زيارة الامام الحسين عليه السلام على خوف كم ثوابها وان قتلت ستشفع لسبعين وان كان ليس هذا همهم
وازهاق الارواح اهل العراق احرص من غيرهم لسلامة زوار الامام الحسين عليه السلام
حتى ان احد الجنود السنة فدى بنفسه وضم الارهابى بجسده لكى لايصيب الناس من شرر تفجيره
من الطريف احد الزوار خروف اخذوه لكى يذبح عند الامام الحسين عليه السلام ولكنهم لم يتجرؤا على ذبحه
بحجة ان تراب الزوار قد اصاب هذا الخروف تعلم ماذا يعنى ان تفارق الحياة وتراب الزوار يحف جسدك هؤلاء البسطاءمن الشيعة ادركوا ذلك
عموما حتى التطبير وان كنت لااطبر سالت كل المراجع عن طريق وكلائهم ان كنت اريد ان اطبر فى البيت بعيد
عن الظهور امام الناس ..قيل لى : لاباس
وان كنت اود معرفة من هو الذى منع زيارة النساء للامام الحسين عليه السلام وكذلك حرمة زيارة الامام الحسين عليه السلام
بشان التفجيرات الارهابية ؟؟!!
واعجب منك يا الطائى كيف تقول انك تتصدى لمن يوهن القضية المهدوية وردك على توهين الشعائر الحسينية بهذا البرود !!!؟؟
السلام عليكم
اخي عصف لا تتعجب . فلعلك وقعت على غير المقصد
اولا لان البحوث المهدوية لها خصائص وضروف وان تشترك بالقضية الحسينية
ثانيا انا اريد ان ارجع القضية الى اصحابها من اهل الاختصاص . وهم الفقهاء . ان كنت قد وجهت المطلب بالاتجاه الصحيح . وبالتالي لو ان من تقلد اعطاك الاذن والتاكيد فبها وان الاخرون مثلا لم يعطهم او استشكل عليهم من يقلدون من المراجع او يثقون من الاعلام فما للبعض على البعض الاخر من سبيل اذا ارتكز على من هو يرجع اليه في الدين . فهل فهمت ذالك ام به اشكال لم افهمه انا وانتبه اليه
والا عداه ماذا تنتضر الا ان تنتقل القضية وتصبح قضية راي عام وتتدخل اطراف سياسية على الخط . ومن يريد الفصل فليذهب لاهل الفصل او يتبع هواه . وبذالك انصفنا القضية سواء هذه او غيرها . اي بالشعبي " اعطي الخبز لخبازه "
لانه اصبحنا في الاونه الاخيرة نتخاصم حتى على هلال العيد . وعلى من تقلد احيانا .
هذا سببه جهل الناس لا تقصير العلماء .
وشكرا
فقضية الامام الحسين فطرية هناك من قال ان الغسل يجزى وبعدها تراجع على ماوصله استدلال فقهى
هذا الامر بدائرة الفقهاء اما غير ذلك فهى بدائرة المصالح والمفاسد كذلك من مختصات الفقهاء
السلام عليك ياابا عبدالله
حين استشهد الامام الحسين عليه السلام ووصل الخبر الى قبيلة جعف باليمن التى ينتسب اليها جابر الجعفى
خرجن تلك النسوة ناشرات شعورهن لاطمات خدودهم شعت وجوههم من صب التراب على انفسهن
هذه امور لاشعورية لايتحكم فيها الفقيه هذه ثورة النفوس ثورة مشاعر ثورة وجدان ((على الذات ))
هذا ما افهمه وما استشعره ويوم كما ورد لايوم كيومك يا ابا عبدالله
لعلى فهمتك احد الشخصين اليعقوبى هل تدلنى على الاسم الاخر ؟؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله وعجل فرجهم والعن اعداءهم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها والعن ظالميها
من لم يؤيد التطبير فهو لم يشعر بالحب للامام الحسين عليه السلام ,وكل من يحرم التطبير فهو في خط يزيد
قال تعالى : {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
في وصف الأحداث التي وقعت في الكوفة بعد مقتل الإمام الحسين (ع): “أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين عليه السلام، وهو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله صلى الله عليه وآله، ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب، ووجهه دارة قمر طالع والرمح تلعب بها يمينا وشمالا، فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قنا.”
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله وعجل فرجهم والعن اعداءهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفوا يحارب وليس يحرم( كل من يحارب شعائر الحسين عليه السلام فهو على خط يزيد )
يحارب يعني يعرقل الشعائر الحسين أو يمنعها او يقف في وجهها
ويا اخي محد كفركم ,,بالعكس
في هذا الزمن كل من يطالب بوحده اسلاميه ويتنازل عن اصول العقيده ولا يتبرا من اعداء اهل البيت يصبح هو الصح ,اما من يتبرا من اعداء اهل البيت ويمارس الشعائر الحسينيه بكل اشكالها يصبح عميل وكافر ,,هكذا هم يقولون,
المرجع الشيرازي: كل من يقف في وجه الشعائر الحسينية ويحاربها فهو على خط يزيد
بمناسبة ليلة الحادي عشر من محرم الحرام والتي تسمى بليلة (الوحشة) ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله كلمة حول مصاب مولانا سيد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه بجموع المعزّين في بيته المكرم بمدينة قم المقدسة يوم السبت مساءً الموافق للعاشر من محرم الحرام 1429 للهجرة، إليكم نصّها الكامل:
بسم الله الرحمن الرحيم
عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بمولانا وسيدنا الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، وجعلنا الله وإيّاكم من الطالبين بثاره مع ولده مولانا الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله عليه.
عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى الحسين بن عليّ عليهما السلام وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً»(1).
وكان الإمام الحسين عليه السلام آنذاك صبيّاً دون السابعة؛ لأنه كان في السابعة من العمر يوم استشهاد جدّه النبي صلى الله عليه وآله.
في هذه الرواية ثلاث كلمات يجدر الوقوف عندها والتأمّل فيها، وهي «الحرارة» و«قلوب المؤمنين» و«لا تبرد أبداً».
1. أمّا «الحرارة» فالمقصود بها ههنا حرارة القلب وهي الحرقة واللوعة، بقرينة قوله صلى الله عليه وآله «في قلوب المؤمنين». فكما يكون قلب الثكلى وكلّ من فقد عزيزاً غالياً، ملتاعاً محترقاً، فهكذا قلب المؤمن فيه حرارة أي لوعة وحرقة على مقتل الإمام الحسين عليه السلام. فهنيئاً لمن كانت هذه الحرارة في قلبه، وتبّاً لمن ليست له هذه الحرارة.
ثم إنّ هذه الحرارة على مراتب ودرجات، فلننظر كم فينا منها، فلقد وصف الله تعالى المؤمنين بأنهم «درجات عند الله».
2. وقيّد النبي صلى الله عليه وآله هذه الحرارة بأنّها «في قلوب المؤمنين»، فلنمتحن إيماننا، لأن النبي صلى الله عليه وآله يقول إن من كان مؤمناً أحسّ هذه الحرارة في قلبه لقتل الإمام الحسين عليه السلام.
كما أنه لا قيمة لهذه الحرقة بلا إيمان، فلقد قيل إن عمر بن سعد بكى أيضاً يوم عاشوراء عندما رأى الإمام الحسين عليه السلام يُقتل، فهل ينفعه بكاؤه؟ كما قيل إن أحد الظلمة سحب الأقراط من أذني إحدى يتامى الإمام الحسين عليه السلام في عصر العاشر من المحرم وكان يفعل ذلك ويبكي، فهل ينفع مثل هذا البكاء؟ كلا بالطبع.
3. قال النبي صلى الله عليه وآله عن هذه الحرقة أنها «لا تبرد أبداً».
أي إن هذه الحرقة لا تبرد حتى اللحظة التي يوافينا فيها ملك الموت لقبض أرواحنا، جعلنا الله ممن لا تبرد قلوبهم آناً حتى تلك اللحظة.
من الأقوال الخاطئة: كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.
فلا يمكن توجيه هذا القول أبداً؛ لأنه يعارض أقوال المعصومين عليهم السلام من أنه: لا يوم كيوم الإمام الحسين عليه السلام.
لقد افتخرت مكة وقالت من مثلي؟ وأية بقعة امتازت بما امتازت به الكعبة لقالت الشيء نفسه، فهي أمّ القرى، ومن هنا لقّب النبي صلى الله عليه وآله بالأمي أي المكّي، لأن مكة أم القرى.
أقول: لقد افتخرت الكعبة بنفسها فقط ولم تقل إنها أفضل من كربلاء، فجاءها الخطاب من الله تعالى أن اسكتي، لولا كربلاء لما خلقتك.(2) كما خاطب الله تعالى آدم قائلاً: لولا محمد لما خلقتك.(3)
إن هذه الرواية التي يقول فيها النبي صلى الله عليه وآله (ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً) تؤكد ـ كما الروايات الكثيرة الأخرى ـ خصوصية الإمام الحسين عليه السلام وقضاياه وتميّزه وتميّز قضاياه (صلوات الله عليه) على سائر المعصومين حتى الذين هم أفضل منه وهم جدّه وأبوه وأمه وأخوه، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
- لقد كان النبي صلى الله عليه وآله بلا شكّ أفضل من الحسين عليه السلام؟ وقد استشهد أيضاً، كما روى الخاصة والعامّة، ولكنه صلى الله عليه وآله لم يقل: إن لقتلي حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً.
- وهكذا الصديقة الزهراء عليه السلام التي كانت أفضل من ابنها الإمام الحسين عليه السلام استشهدت بذلك النحو المأساوي؛ فلم تكن عليها السلام مريضة وكانت في مقتبل عمرها، وقال النبي صلى الله عليه وآله في فضلها وعظمتها ومكانتها عنده وعند الله ما قال، ولكنه لم يقل إن لقتلها حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً.
- ألم يكن الإمام علي عليه السلام أفضل من الإمام الحسين عليه السلام واستشهد هو أيضاً؟
وما أعظم المصائب التي تلت استشهاده! لقد أعقب استشهاده عليه السلام حلول آلاف المصائب على الشيعة والمسلمين والبشرية جميعاً، فلقد قتل معاوية بن أبي سفيان في واقعة واحدة بعد استشهاد الامام أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثين ألفاً من الشيعة، ومهما يقل المرء عن معاوية وأمثاله فهو قليل، وكان النبي صلى الله عليه وآله يعلم بذلك وبما سيجري بعده على الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ولكنه لم يقل: إن لقتل علي حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً.
- وهكذا الإمام الحسن عليه السلام، فهو في عقيدتنا أفضل من الإمام الحسين عليه السلام واستشهد أيضاً، ولم يكتفوا بقتله بدسّ السم إليه بل رموا جنازته بالسهام ومنعوا من دفنه عند جدّه صلى الله عليه وآله، وكانت مصيبته عظيمة أيضاً، ولكن مع ذلك لم يقل النبي صلى الله عليه وآله: «إن لقتل الحسن حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً» كما قال في حق أخيه الإمام الحسين عليه السلام.
إنّ ذكر مصاب الإمام الحسين بدأ من الله تعالى وجبرئيل ثم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وجميع الأنبياء والمرسلين والملائكة؛ فكم رواية وردت عن حادثة كربلاء وجاء فيها عبارة الرسل والأنبياء!
أجل إن مصابنا بالنبي صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين والصديقة فاطمة الزهراء والامام الحسن عليهم السلام وهكذا سائر الأئمة من ولد الإمام الحسين عليهم السلام عظيمة نقيم فيها التعازي ونقترب بها إلى الله تعالى، إلا أنّ الإمام الحسين عليه السلام استثناء. فتضحياته استثنائية، وما عمله الله معه استثناء أيضاً، وتعازيه استثنائية وكل ما يتعلق به استثناء.
انظرو إلى الأحكام الفقهية، فقدّيسو الفقهاء ومن هم في الدرجة الأولى من الناحية العلمية والقرب من الله وأهل البيت عليهم السلام ومن تشرّف منهم بلقاء الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ذكروا استثناءات في الأحكام الفقهية للإمام الحسين وقضاياه، وهذه ليست من عند أنفسهم بل مستندة إلى الروايات عن المعصومين عليهم السلام.
إن فقهنا عريق وأصيل، عمل عليه آلاف المتخصصين ملايين الساعات. راجعوا موسوعة الفقه للمرحوم الأخ أعلى الله درجاته, وهكذا جواهر الكلام لصاحب الجواهر، ومستند الشيخ النراقي وذرايع الأعسم ومبسوط الشيخ الطوسي وغيرها من الكتب الفقهية المفصلة وانظروا ماذا يقولون في الإمام الحسين عليه السلام وماذا يقولون في غيره.
فكم من حكم يذكرون أنه حرام إلا للإمام الحسين ـ كأكل الطين فإنه حرام لكن تناول حبة من تربة الحسين فيها الشفاء ـ أو مكروه إلا للإمام الحسين عليه السلام ـ كلبس السواد ـ.
وهذا لا يعني أن نحرّم حلال الله للإمام الحسين عليه السلام أو نحرّم حلال الله، حاشا، فكلا هذين الأمرين ـ تحريم حلال الله وتحليل حرام الله ـ خزي ويستتبع عذاباً، بل إن الإمام الحسين عليه السلام استشهد من أجل أحكام الله تعالى، لكن الله تعالى أعطى للإمام الحسين عليه السلام امتيازات لم يعطها حتى لمن هم أفضل منه، ومن تلك الامتيازات أن الحرقة عليه لا تبرد في قلوب المؤمنين أبداً.
فلو قيل: متى تنتهي مجالس العزاء على الإمام الحسين عليه السلام؟
فإن الجواب: إنها لا تنتهي أبداً.
مثال آخر - والأمثلة في هذا المجال كثيرة - ما روي عن الإمام العسكري عليه السلام أنه قال: «من علامات المؤمن خمس» وعدّ إحداها: زيارة الأربعين.(4) أي زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم أربعينه.
ونعيد السؤال المتقدم: ولماذا لم يعدّ الإمام عليه السلام زيارة النبي في يوم أربعينه من علامات المؤمن؟ أليس هو أفضل منه؟ وهكذا أبوه وأمه وأخوه؟
والجواب هو الجواب: إن الحسين عليه السلام وقضاياه استثناء.
لا شك أنه لا مانع من أن يزار النبي أو سائر المعصومين عليهم السلام في أيام أربعينهم أي بعد مرور أربعين يوماً على ذكرى استشهادهم، ولكن لم يرد في ذلك أنه من علامات المؤمن.
وهكذا يكون يوم عاشوراء خالداً لا ينتهي أبداً. فلا يوم كعاشوراء ولكن عاشوراء باقٍ على مدى الأيام.
ولا بقعة ككربلاء ولكن قضية كربلاء تحيى في كل مكان؛ ليس في الأرض وحدها بل حتى في السماوات؛ فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «والذي بعثني بالحق نبياَ إن الحسين بن علي - عليهما السلام - في السماء أكبر منه في الأرض»(5).
كم من الأحداث طيلة السنة ترتبط بالإمام الحسين عليه السلام؟ ولقد وفّق الله تعالى بعض الشيعة لنقل هذه الوقائع عبر الفضائيات.. ولكنها قليلة جداً، فاسعوا لأن تكون هذه الشعائر عالمية، فالعالم لا يعرف كثيراً عن الإمام الحسين عليه السلام ولو عرف لتغيّر. لقد تغيّر الآلاف من اليهود والنصارى والزرادشت ومن أبناء العامة على مرّ التاريخ وتشيّعوا واهتدوا بسبب الإمام الحسين عليه السلام. كما يهتدي سنوياً الكثيرون في الهند التي يشكّل الوثنيّون نسبة كبيرة منها، ويسعى بعض المؤمنين لجمع هذه الأرقام وطبعها.
إن الحزن على مقتل الإمام الحسين عليه السلام سيستمر حتى يوم القيامة، بل حتى في ذلك اليوم، لأن أعمال العباد ستتجسم يوم القيامة، فهناك تتجسد كل صلاة وصيام وعبادة وهكذا معصية وظلم وعدوان وعلى الدرجة التي كانت فيها في هذه الدنيا. ومن الأعمال التي ستتجسّد قضية أبي عبد الله الحسين عليه السلام فيطّلع عليها كل أهل المحشر.
روى بأسانيد معتبرة أن الإمام الصادق عليه السلام قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليها السلام قبة من نور وأقبل الحسين صلوات الله عليه رأسه في يده فإذا رأته شهقت شهقة لا يبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن إلا بكى لها...».(6)
وفي حديث آخر: «وإنها لتشهق شهقةً لا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا مؤمن إلا بكى لبكائها».(7)
من المعروف أن من عنده همّ أو مصيبة يتنفس بحرقة، فهو يحبس أنفاسه ثم يخرج نفساً عميقاً، فإذا كانت المصيبة عظيمة خرج النفس مقروناً بصوت، وكلما كانت المصيبة أثقل كان الصوت أعظم، ويقال للنفس مع الصوت زفرة، وإن كان الصوت عالياً قيل لهذا التنفس شهقة، وأحياناً قد يموت الشخص في تلك الشهقة إن لم يتدارك.
إن الإمام الصادق عليه السلام يقول عن الزهراء عليها السلام في يوم القيامة عندما ترى ما جرى على ولدها إنها لتشهق. واللام هنا لام القسم يوتى بها للتوكيد، أي: والله إنها تشهق.
فلماذا تفعل الزهراء عليها السلام ذلك، أليس الحسين عليه السلام عندها الآن؟ أ لم تنته القضية؟ لا لم تنته، رغم هذه السنين التي لا يعلم إلا الله كم ستبلغ حتى يوم القيامة، وربما بلغت الملايين.
فيضجّ المحشر ضجّة واحدة لأنّ 124 ألف نبي والملائكة الذين لا يعلم عددهم إلا الله تعالى كلهم يبكون لبكائها عليها السلام، وكذا جميع المؤمنين.
يقول الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه في زيارة الناحية المقدسة: «ولطمت عليك الحور العين».
أفليست الجنة مكاناً لا حزن فيها، فلماذا إذن يبكى فيها على الحسين عليه السلام وتلطم عليه الحور العين؟
نقول: إن هذا أيضاً من الاستثناءات التي خصّ الله بها الإمام الحسين عليه السلام، وهكذا أراد الله تعالى.
في هذه المناسبة أودّ الإشارة إلى مسألة لنكون منتبهين حذرين نتعامل مع القضايا الحسينية بجدية أكبر ولا نتهاون فيها، ونسعى للاستفادة من فرصة الحياة الدنيا. ألخّص المسألة وأذكر لها مثالين.
أما المسألة فهي أنّ قضية عاشوراء لا تتوقف عند أحداث سنة 61 للهجرة حيث وقعت الجريمة النكراء، بل إنها ممتدة مكاناً وزماناً عبر الصراع بين السائرين على خطّ الإمام الحسين ومحيي شعائره ومقيمي عزائه وزائريه ومحبّيه والمضحّين في سبيله وقضاياه، وخط يزيد وكل من يقف في وجه هذه الشعائر ويحاربها ويحاول طمس اسم الإمام الحسين عليه السلام.
وقبل ذكر المثالين لابد لي من التنبيه على أمرين:
الأول: قد لا يكون الشخص من أتباع يزيد ولا يكون فاسقاً بل قد يكون مؤمناً ولكن تصيبه الغفلة أو الجهل أو سوء التقدير فيقوم بعرقلة الشعائر أو معارضتها بدرجة وأخرى، فهذا أيضاً ينبغي له الحذر، لأنّ الوقوف في وجه قضايا أبي عبد الله مهما كان بسيطاً أو بدرجة صغيرة، يكلف صاحبه الكثير دنيوياً وأخروياً.
الثاني: إن هناك آثاراً تكوينية لبعض الذنوب لا تزول وإن تاب الشخص وتخلّص من آثارها الشرعية والأخروية والعقاب الإلهي، وهذا أيضاً يضاعف من ضرورة الحذر من الوقوع فريسة إغواءات الشيطان في هذا الطريق، لأن محاربة من يسيرون في هذا الطريق فيها من الآثار التكوينية ما ليس في غيرها.
أما المثال الأول على ما ذكرنا فالحر بن يزيد الرياحي، فإنه عمل عملاً سيئاً جداً ثم عمل بعد ذلك عملاً حسناً لتلافيه، وكان عمله السيئ أكبر ولكن لم يكن بإمكانه أن يلافيه بأكثر مما قدّم، وقد قبل الله توبته وعفا عنه الإمام الحسين عليه السلام ونال درجة الشهادة مع الإمام الحسين عليه السلام واختار الجنة على النار بلا شك ولا ريب بل بلغ الدرجات العليا في الجنة، ولكن مع ذلك كان لموقفه السيئ أولاً آثاره وثمنه كما سأوضّح بعض ذلك.
لقد أخطأ الحر خطأين؛ الأول أنه ـ كما قال ـ أول من جعجع بالإمام عليه السلام وأصحابه الطريق ولذلك طلب من الإمام الحسين عليه السلام أن يكون أول شهيد بين يديه، وهكذا كان.
الثاني: أنه وخلال 8 ـ 10 أيام (بعضها وحده مع من تحت إمرته، وبعضها بمعية عمر بن سعد مع الجيوش القادمة معه) أرعب قلوب نساء وأطفال أهل البيت عليهم السلام، وكما قال هو أيضاً: «اللهم إني أرعبت قلوب أوليائك»، فدفع لذلك ثمنه التكويني؛ لأن من يرعب مؤمناً ـ فكيف بأهل البيت عليهم السلام ـ فلذلك أثر تكويني وإن تاب عن فعلته واعتذر إلى من أرعبه وحصل على عفوه وصفحه.
لذلك أقول لكم ـ وأخص الشباب ـ حذار حذار من أن ترعبوا أحداً من المؤمنين لا سيما المعزّين ومقيمي شعائر الإمام الحسين عليه السلام. فمن قام بذلك فالويل ثم الويل بل الملايين من الويل له، وهو قليل أيضاً.
وقبل أن أبيّن بعض الثمن الذي دفعه الحر على موقفه وإرعابه أهل البيت عليهم السلام لابد لي من بيان عظمة الحر بعد توبته والمقام الذي بلغه، لأن من تاب تاب الله عليه، فكيف إذا استشهد بين يدي الامام الحسين عليه السلام.
لقد ذكر الامام الحسين عليه السلام اسم أمّ الحرّ مرتين؛ مرة قال له: «ثكلتك أمك ما تريد؟ فقال له الحر: أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل كائناَ من كان ولكن والله ما لي من ذكر أمّك من سبيل إلا بأحسن ما نقدر عليه ... ».(8)
ومرة مدحها حينما قال: «أنت الحرّ كما سمتّك أُمّك وأنت الحرّ في الدنيا وأنت الحرّ في الآخرة»(9).
فهذه الروح الحرّة هي التي أنقذت الحرّ آخر الأمر.
فلنتعلم من الحرّ وقبله من الأئمة الاطهار والعلماء الكبار، فنكون أحراراً لا نصدق بكل ما يقال لنا، بل نحكّم عقولنا ونختار الجنة على النار دائماً.
وقد منح الامام الحسين عليه السلام الحرّ وسامين لم يمنحهما لأيّ من شهداء الطف وهما:
الوسام الأول: العصابة التي شدّ بها رأسه عندما جلس عنده قبيل استشهاده؛ مع أنّ الإمام جلس عند رؤوس كل الشهداء وكلهم جرحوا في رؤوسهم أو غيرها، لكن لم يفعل الإمام ذلك مع أي شهيد سوى الحرّ، وهذا لا شك وسام معنويّ عظيم.
الوسام الثاني: ما أورده الصدوق في الآمالي منسوباً للإمام عليه السلام من أشعار قالها في حقّه عندما حضره بعد سقوطه، والتي يقول فيها:
لنعم الحرّ حرّ بني رياح...(10)
ولم يسمع أن الامام عليه السلام قال شعراً في حق أيّ من أنصاره في موقف مشابه.
أمّا الأثر الوضعي لإرعابه قلوب أولياء الله تعالى فكثيرة وهي حرمانه من مجموعة الفضائل التي حظي بها الشهداء رغم الوسامين اللذين منحهما. فمن ذلك:
• لقد دفن الشهداء جميعاً عند رجلي الإمام عليه السلام بحيث إنهم يزارون كلما زاروا الإمام عليه السلام، أما الحرّ فقد دفن على بعد فرسخ من الإمام فحرم من هذه الفضيلة لا شك، وإن كان يُذكر من قبل المؤمنين الزائرين للإمام أحياناً، ولكن مهما يكن فهو لا يزار بعدد زيارات شهداء الطف الذين دفنوا عند مدفن الإمام الحسين عليه السلام.
• لقد قطعت جميع الرؤوس بعد الحادثة إلا رأس الحر، فتدخّل قومه ومنعوا من احتزاز رأسه. وهذه فضيلة حرمها الحرّ أيضاً. فيوم تتجسد الأعمال ويأتي الشهداء مقطوعي الرؤوس، يكون الحر غير مقطوع الرأس أي دونهم في التضحية.
• بقيت أجساد الشهداء كافة ثلاثة أيام ملقاة في صحراء كربلاء، إلاّ الحرّ فقد أخذته قبيلته ودفنته فوراً، فحرم من هذه الفضيلة أيضاً.
• ثم من صلّى على الحرّ؟ لقد صلّى الإمام زين العابدين عليه السلام أو من كلّفه على شهداء كربلاء، أما الحرّ فأخذه قومه وصلّى أحدهم عليه، وكانوا من صفوف المعسكر المعادي للإمام عليه السلام، فإن لم يكن من صلّى عليه من قتلة الإمام فلقد كان من معسكر ابن زياد على كل حال.
• كما أن النص الذي يزار به الحرّ ليس كالنصّ الذي يزار به الشهداء وهم يزارون في كل المناسبات التي يزار بها الإمام سواء كان من قرب أو من بعد.
إن في هذا لدروساً لمن يعرقل الشعائر ودعوة له للإسراع بالتوبة قبل أن يبتلى بأمور لا يزول أثرها التكويني.
ولا يقال إن الواقعة ليست نفسها، فإن الامتحان نفسه، فمن ينصر الشعائر فهو من أنصار الحسين عليه السلام ومن يخذلها فإنما يخذل الإمام عليه السلام أيضاً. ولكن مع ذلك سأذكر لكم مثالاً عن إيذاء من يقيم الشعائر؛ وهو المثال الثاني:
جاء في كتاب «دار السلام» للمرحوم النوري ما مضمونه:
إن أحد الأشخاص ـ وكان من المؤمنين الشيعة ولم يكن فاسقاً ولا من أعداء أهل البيت عليهم السلام ـ تجاسر في إحدى السنوات في اليوم الثامن من المحرم، على الملا فتح علي السلطان آبادي، وكان التجاسر بسبب إصرار الأخير على شعائر الإمام الحسين عليه السلام فقد تحمل كثيراً في هذا الطريق وتحمّل تجاسر ذلك الشخص في هذا السبيل ولم يقل له شيئاً. وعندما ذهب الشخص المتجاسر إلى بيته وبعد أن انتصف الليل طرقت باب الشيخ السلطان آبادي، وكان أهل الشخص المتجاسر قد جاءوا يطلبون من الشيخ أن يصفح عن أبيهم، لأنه أصبح في حالة سيئة وأنه أدرك أن ذلك بسبب إساءته للشيخ وأنه الآن يتلوّى من الألم، فذهب إليه الشيخ وعفا عنه ثم عاد إلى بيته، ولكن ذلك الشخص مات قبل أن يصبح الصباح.
فهل كان المتجاسر من أعداء الإمام ومن الذين حاربوه في كربلاء؟ أم كان الشيخ من عائلة الحسين أو أصحابه؟ ثم ألم يصفح الشيخ عن الشخص؟
الجواب: إن ذلك الشخص عندما استغفر وطلب صفح الشيخ وعفا عنه، عفى الله عنه، ولكن حيث إنه آذاه بسبب قضايا الإمام الحسين عليه السلام نال عقوبته التكوينية في الدنيا، ولم يفلت منها، كما أدرك ذلك الجميع ومنهم الشخص نفسه وعائلته والشيخ النوري الذي روى الواقعة وكل من اطلع عليها.
أسأل الله تعالى ببركة سيد الشهداء عليه السلام أن يشملنا بلطفه ولا يحرمنا من السير في طريق الإمام الحسين وأن يجنّبنا من الوقوع في طريق عرقلة الشعائر الحسينية أو إرعاب من يقوم بها. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
====
المصادر:
(1) مستدرك الوسائل ج10 ص318 ح13 رقم 12084.
(2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ أَرْضَ الْكَعْبَةِ قَالَتْ مَنْ مِثْلِي وَقَدْ بُنِيَ بَيْتُ اللَّهِ عَلَى ظَهْرِي يَأْتِينِي النَّاسُ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ وَجُعِلْتُ حَرَمَ اللَّهِ وَأَمْنَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهَا كُفِّي وَقِرِّي مَا فَضْلُ مَا فُضِّلْتِ بِهِ فِيمَا أُعْطِيَتْ أَرْضُ كَرْبَلَاءَ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْإِبْرَةِ غُمِسَتْ فِي الْبَحْرِ فَحَمَلَتْ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ وَلَوْ لَا تُرْبَةُ كَرْبَلَاءَ مَا فَضَّلْتُكِ وَلَوْ لَا مَنْ ضَمَّتْهُ كَرْبَلَاءُ لَمَا خَلَقْتُكِ وَلَا خَلَقْتُ الَّذِي افْتَخَرْتِ بِهِ فَقِرِّي وَاسْتَقِرِّي وَكُونِي ذَنَباً مُتَوَاضِعاً ذَلِيلًا مَهِيناً غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٍ لِأَرْضِ كَرْبَلَاءَ وَإِلَّا مَسَخْتُكِ وَهَوَيْتُ بِكِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
أفيمكن بعد هذا أن يقال: كلّ يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء؟! وسائل الشيعة ج : 14 ص : 515 رقم 9720.
(3) فقد روي عن أخطب خوارزم وهو من أعظم مشايخ أهل السنة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس، فقال: الحمد لله، فأوحى الله تعالى: حمدني عبدي، وعزتي وجلالي لو لا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا لما خلقتك. قال: إلهي أ فيكونان منّي؟ قال: نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر، فرفع رأسه فإذا مكتوب على العرش (لا إله إلا الله محمد نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكا وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزّتي وجلالي أن أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني، وأقسمت بعزتي وجلالي أن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني. ارشاد القلوب ج2 ص210.
(4) رُوِيَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع أَنَّهُ قَالَ عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ صَلَاةُ الْخَمْسِينَ وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ وتَعْفِيرُ الْجَبِينِ وَالْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. تهذيب الاحكام ج5 ص52 ح37.
(5) مستدرك الوسائل ج5 ص87 ح28 رقم 5407.
(6) بحارالأنوار ج : 43 ص : 222.
(7) وإن فاطمة ع إذا نظرت إليهم ومعها ألف نبي وألف صديق وألف شهيد ومن الكروبيين ألف ألف يسعدونها على البكاء وإنها لتشهق شهقة فلا يبقى في السماوات ملك إلا بكى رحمة لصوتها (كاملالزيارات ص86 الباب السابع والعشرون بكاء الملائك).
(8) بحارالأنوار ج44 ص376 باب 37- ما جرى عليه بعد بيعة الناس.
(9) المصدر نفسه/ ج45/ بقية الباب 37/ ص 14.
(10) الإرشاد/ للمفيد/ الجزء 2/ ص14.