من المعلوم إن العراق قد وهبه الله نعمة من موقعه الجغرافي فهو يمثل عقدة للمواصلات بين أسيا وأفريقيا وأوربا ولذلك كان حلقة الوصل بين الشمال والجنوب وهذا ماوعى عليه الاستعمار منذ القديم وتكالبت الدول الاستعمارية على استعمار العراق ولهذا منذ بدء سقوط الدولة العثمانية كان التصارع على العراق بين دول الاستعمار ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لأنه يمثل عقدة المواصلات للعالم ولهذا أنشئت ألمانيا خط سكك حديد أسمته خط برلين يصل أوربا بالعراق ولكن الخط لم يكتمل وعندما استعمر العراق من قبل انكلترا أكملت خط السكك الحديد وإلى البصرة واستمر الخط مربوط ولكن بإمكانيات ضعيفة ومع الاستقلال مشى الخط على نفس الوتيرة وعند مجي البعثيين والصنم أزداد حال سكك الحديد سوءً وتخربت الخطوط وبعد السقوط وبعد التخريب المتعمد من قبل الجميع وبتقصد وحتى من المحتل بقى من خطوط ما طوله (450)كم والتي كانت طولها بحدود(2200)كم وبجهود عراقية ومن قبل الشركة العامة للسكك الحديدية تم أعادة بناء الخطوط وأعمارها وبكوادر عراقية بحته وهذا هو العراقيين الذين لديهم من الكوادر الهندسية والعلمية التي تعجب منها الأمريكان وكل الأجانب.
ولكن كلهم ومن مختلف الجهات يحاولون طمس وعدم أظهار طاقات العراقيين الخلاقة وهذا الخط يربط للبصرة ويصل إلى ميناء الفاو والذي يسمى بالقناة الجافة لأنه يسير الخط للسكك الحديد على البر وهو خط يربط الجنوب بالشمال للعالم أجمع ليصل إلى أوربا وهذا الخط حيوي ومهم حيث يقصر الوقت لتصل البضائع والتجارة في غضون عشرة أيام ورخص الكلفة والأمان حيث طريق قناة السويس يستغرق الطريق ثلاثين يوماً والكلفة العالية نتيجة رسوم قناة السويس وكذلك التامين العالي في البحر وكذلك القرصنة البحرية ومخاطر الطريق لهذا كانت هذه القناة الجافة التي في حالة استثمارها ستكون الطريق الدولي المهم للربط بين الجنوب والشمال والتي سوف تجلب عوائد للعراق تعادل واردات النفط لأهمية هذه القناة وكلفتها الرخيصة وسرعتها في حالة ربطها بميناء أم قصر لتكون الرئة الاقتصادية للعالم بين الشمال والجنوب وبالفعل وصل قطار محمل للبضائع من طرطوس إلى ميناء البصرة وكذلك قطار قادم من تركيا ومحمل أيضاً لتكون بداية خير على هذه القناة المهمة والحيوية والتي يجب تطويرها واستثمارها من قبل المعنيين والتي تعني فتح فرص العمل للعاطلين وتطوير الاقتصاد العراقي وإيجاد مدخول جيد للميزانية العراقية وهذا يتطور بإنشاء ميناء أم قصر الكبير الذي تبشر به حكومتنا المتعاقبة ولكن لا سبيل للتنفيذ ويبقى حبر على ورق وكان من احد المعرقلين الأساسيين هم السعودية التي كانت وباستمرار تعرقل تنفيذ المشروع لحقدها على بلدنا وكذلك لأنها يمثل ضربة اقتصادية كبيرة لها في منافسة ميناء أم قصر لها والتأثير على اقتصاديتها.
فهل يعي المعنيين في كل المجالات أهمية هذا المشروع والمعرفة إن العراق هو بلد خير وعطاء من الله بها على هذا البلد وشعبه بكل النعم التي لو أحسن التصرف بها لأصبحنا في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً والغنية عالمياً ولكن نقول لا حياة لمن تنادي وأين الناس الشرفاء والغيورين على بلدنا ويهمهم مصلحة الوطن والشعب؟ ونترك لكم الإجابة على هذا السؤال والذي نقدمه لأنظار الحكومة والبرلمان القادمين لننتظر الإجابة.