واقعة النجف بالقرب من ضريح الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في يوم الجمعة الاول من رجب 1424 هجرية تستوقف المرء ، ليست لانها جريمة أرهابية بقدر ما هي فاجعة مأساوية سنتذكرها على مدى تاريخ البشرية .
نرى لو كان السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) بيننا اليوم ، هل وصل العراق الى هذه الحالة المأساوية من التنازع والتصارع على المصالح الشخصية والحزبية ، بالتأكيد لتغيير الواقع المأساوي الذي يعيشه العراق والذي ربما أنحرف البعض عن مساره الصحيح .
نكتب عن السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) ذلك لانه كان زعيماً مناضلاً قضى زهرة شبابه في قتال الطاغية صدام حسين ، لانه كان يرى ان الشعب منهك من ظلم صدام فقام بخطوات كبيرة في هذا المجال ، وكان من الاوائل المؤسسين للحركة الاسلامية في العراق ،و كرس جهده ووقته في مرجعية والده الامام الحكيم فقام بالنشاطات الاجتماعية بزيارة المدن والتقى الجماهير ومارس دوره في التبليغ والتوعية .ومارس التدريس في الحوزة العلمية في السطوح العالية ، وساهم بصورة مستمرة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية وتناولت بحوثه التفسير والفقه والتاريخ والاقتصاد والاجتماع والفكر الاسلامي .
وقف السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) في أرض الجهاد مدافعاًعن أبناء شعبه وقفة الشموخ والاباء في وجه الظلم الصدامي من أجل أعلاء كلمة الحق مستشهداً لاحياء الرسالة الحسينية مسطراً بدمه لوحة الخلود الابدية على جدران ضريح جده الامام علي بن أبي طالب عليه السلام لتكون ناراً تحرق قلاع الطواغيت ولتبقى شعلة نستلهم منها العزة والشهادة الى يوم القيامة .
يعيش السيد الحكيم بيننا في كل يوم وساعة يبث مبادئه التي نقتدي بها طوال حياتنا مادام الدم يجري في عروقنا وعقولنا ، وسيظل الحكيم أماماً للحق مناضلاً في سبيله وستظل صيحته الابدية (( وين الحاربك وينه ..... صدام النذل وينه ))الى مابقية الحياة .
واليوم بعد مرور عشر سنوات على أستشهاده حينما نبكي على السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) فأن البكاء ليس حزناً يتصوره البعض ، بل هو دمعة الحب التي تذكرنا بالبطولات التي جرت في سوح المعارك في الاهوار والجبال من أرض العراق الخالدة ضد حكم الطاغية صدام حسين . فقد روت أرض النجف وجدار ضريح جده الامام علي بن أبي طالب عليه السلام بدماءه الطاهرة والتي أعطت لهذه الامة الحياة والعملية السياسية ديمومة ولثوار الحق نبراساً وطريقاً ،وللمكان حرارة وحباً وأملاً ورمزاً لما نفتقر اليه من وحدة الصف العراقي رغم المأسي التي جرت على العراقيين .عذراً حينما أقتبس البيت الشعري من قصيدة للشاعر الاعسم رحمة الله عليه واقولها بحق السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) ....(( تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ............. ولكنها عيني لأجلك باكية )) .رحمك الله يا أبا صادق برحمته الواسعة .