|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 3089
|
الإنتساب : Mar 2007
|
المشاركات : 48
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
المرجعية في العراق
بتاريخ : 13-07-2007 الساعة : 11:20 AM
تقديم
سماحة آية الله العظمى
السيد محمود الحسني
(دام ظله الشريف)
تأليف
الشيخ خير الله الفتلاوي
أحد طلبة الحوزة العلمية الصادقة
مقدمة السيد الحسني(دام ظله) :-
بسم الله الرحمن الرحيم
إلهي كأني بنفسي وقد أُضجعت في حفرتها ، وانصرف عنها المشيّعون من جيرتها ، وبكى الغريب عنها لغربتها ، وجاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها ، وناداها من سفير القبر ذوو موّدتها ورحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها ، ولم يخفَ على الناظرين إليها عند ذلك ضرُّ فاقتها ، ولا على من رآها قد توسدت الثرى عَجْزَ حيلتها ، . . . . . .
فقلت (جلت قدرتك) فريدٌ نأى عنه الأقربون ووحيد جفاه الأهلون ، نزل بي قريباً ، وأصبح في اللحد غريباً ، وقد كان لي في دار الدنيا داعياً ولِنظري إليه في هذا اليوم راجياً . . .
إلهي أسألك أن تُحسن عند ذلك ضيافتي وتكون أرحم بي من أهلي وقرابتي .
وبعد :
الكلام في نقاط :-
أولاً : إن الواجب الشرعي والأخلاقي والتاريخي يلزمنا الانتصار لقضيتنا المركزية وغايتنا المقدسة وهدفنا الأسمى وهو رضا الله تعالى المتمثل في الانتصار للحق في كل زمان ومكان ، والتمهيد والتعجيل في تحقيق العدل والسلام في دولـة العدل الإلهي المقدسة الموعودة ، وهذا يحتاج إلى عمق الإيمان وطهارة الروح وزكاة الأعمال وشجاعة النفوس وإيثارها وتضحيتها ، ويحتاج إلى وقفة صلبة ثابتة بوجه الباطل وأهله وكشف خداعهم ودفع شُبهاتهم وإبطال مخططاتهم المعرقلة لحركة الظهور المقدس .
ثانياً : هذا البحث الجيد الواضح يمثل الحلقة (7) من حلقات السلسلة الوافية السائرة في ظلال المسيرة المهدوية .
ثالثاً : نسأل الله تعالى التوفيق والمباركة للمؤلف جناب (الشيخ المؤمن خير الله) وجعله الله تعالى من الأنصار الأخيار للحق وأهله وثبته وثبتنا على ذلك .
ونُعزي مولانا ومُقتدانا صاحب العصر والزمان بمصاب جدته المظلومة المهضوم والمغصوب حقها فاطمة الزهراء البتول (عليها السلام) وإنّا لله وإنا إليه راجعون .
محمود الحسني
14/ 5 /1424 هـ
[الاهداء ]
إلى من سُلِبَ منها الحق فادّعت به " فاطمة الزهراء عليها السلام فكانت مظلومة " وإلى كل من يؤَيد ويناصر مُدّعي الحق في كل زمان ومكان .
الحمد لله رب العالمين القاهر فوق عباده والمتفضل بالعطية وصلى الله على خير خلقه أبي القاسم محمد وآله الطاهرين خير البرية .
سعينا إلى قول الحق وبيان غيرة المؤمن على دينه أولاً وعلى إخوته المؤمنين في هذا المنشور الصغير . وما أنا من المُغرضين وما أنا من المأجورين لأطماع أو لسمعة ولكن ما نراه من الحق لا يُمكن أن نصمت ونغض النظر عنه فقصدنا من هذا العمل رضا الله تعالى وبراءة الذمة والخدمة والنفع للمؤمنين بما هو مستطاع .
ونحن في العراق الحبيب والعزيز والغالي علينا بما يضم في كنفه من مقدسات وما يرمز إليه من القاعدة الدينية الأصلية التي لاحت بالأفق دفاعاً عن الدين والمذهب فوقف هذا البلد المظلوم أمام كبرى قوى الشر والتمرد والفساد والباطل فأنكس كل المحاولات في إطفاء نور الله تعالى بالصبر وتقديم القربان من الأنفس كي تبقى معالم وآثار ذلك الدين قائمة وفي هذه الساعة التي يمرّ بها هذا الشعب المسلوب حقه أردنا أن نقدم هذهِ الخدمة لتكون عِوضاً بسيطاً يكافئ ذلك الجهاد الطويل والعمل القيّم والصبر الجميل ألا وهي خدمة وبيان دور (( المرجعية )) في ذلك البلد الطيب ودورها الهام فيه فكان اسم ذلك المنشور (المرجعية في العراق) سائلين الله تعالى المولى القدير أن يكون نافعاً ومخاطباً العقول النيّرة . وبهِ نستعين وعليه نتوكل .
المرجعية نعمة الله تعالى
من الراجح أن تسعى النفس الإنسانية إلى الاستقرار والطمأنينة والأمن والرفاه وطيب المعاش كل ذلك لأجل أن يشعر الإنسان بإنسانيته الحقة التي تميزه من بين سائر المخلوقات وكذلك أن لا يكون من شر الدواب الذين لا يعقلون شيئاً من الذين لهم آذان فلا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم قلوب لا يفقهون بها . إنما في ذلك تقرير في داخل الإنسان يرفضه أشد رفضاً لأنه يرى في الرقي إلى مستوى الكمال غاية من غايات وصول الإنسان إلى رغد العيش والحياة الحرة بصورة عامة سواء الفكرية أو المادية .
واليوم ونحن في عراقنا الحبيب الذي طالما نتحسر عليه في كل زمان ومكان وأوان من بين سائر البلدان العربية من أن نجعل منه موطناً يرفض كل أشكال الطغيان والاستبداد والظلم والفساد وذلك لأن العراق هو غاية التغير الحقيقي العالمي يبيد ويفتت كل المقدرات الاستعمارية التي طالما ترى إن في قوة العراق هو ضعف قوى الشر الاستعمارية وكابحاً ومعرقلاً واضحاً أمام المخططات والمقدرات والمقاصد والغايات المستقبلية والراهنة في حياتها .
فأننا عندما ننظر إلى بلد عربي مثل الأردن وما نرى أو نلحظ ما فيه من فساد وسقوط خلقي وولاء إسرائيلي قائم على أساس المؤاخاة والمآزرة والمناصرة والتهادن ألتعاملي بالشرعية السماوية وتعطيل الأحكام بل محاربتها وتبديل الإسلام بالفساد على أساس الحرية والثقافة والتطور ( وأي تطور بلغة العرب فلم نجد بلد من البلدان العربية قد وضع السيارة اعتماداً على نفسه أو الطائرة أو جهاز الكومبيوتر أو حتى إبرة الخياطة ) .
ولكن ما التطور الذي يدّعونه إلا التقليد الشكلي الذي تمثّل بالمأكل والملبس ويتظاهرون بهذا المأكل وهذا الملبس وكأنهم أهل البضاعة بل منشأ الصناعات كافة . والمهم عندنا ننظر إلى هذه البلاد لا نتألم على تعاملهم وتصرفاتهم وهم على هذا الحال أكثر من هذا البلد وهو العراق (( لأنه باعتبار أن الدهر أكل وشرب عليهم وأنه لا قائمة تقوم لهم في ظل دولة تسعى إلى تطبيق الشرعية الإلهية أو على أبسط تقدير أن ترفض أو تحارب مقاصد الغرب وتتخلص من مزالقهم .
بعد هذه المقدمة فلو أمعنا النظر إلى أننا ما إن ذهبنا إلى ليبيا أو مصر أو غيرها من البلدان العربية أو أحد البلدان الغربية مثل اسكتلندا أو بولونيا وغيرها وطرحنا في هذه البلدان مسألة المرجعية أو بالأحرى (التقليد) فإن التصفيق والصفير يكون مهرجاناً على رؤوس الناس الداعين إلى هذه المسألة لأنهم قد جاؤوا بشيء غريب لم تألفه عقولهم وكأن الدعوة الإسلامية في أول وهلة لها عندما بدأ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بدعوة ملوك كسرى وقيصر أن يبشرهم بالإسلام حيث يكون حال المرجعية آنذاك بهذا الشكل ، وقد وضعنا هذه البلدان بهذا الشكل لأننا نريد أن نبيّن هذه النعمة (أي المرجعية) في العراق الذي امتاز بها من بين أكثر أو سائر البلدان واجب أن يحتضن هذه النعمة والبركة التي حباه الله تعالى بها وكذلك يحتضن هذا الأمل وهذا الرزق الوفير بالخير وهذا النموذج العريق ، فلا غرابة من أن هذا الرزق وهذه النعمة وهذا النموذج العريق بالحصانة والحكمة أن يذهب من أيدينا عندما لا نعطي حق ما احتضنّاه عندما نضيّع حدودها الحقيقية (أي المرجعية) فيكون حالنا كحال البلدان الأخرى التي حُرمت هذه النعمة لسوء العمل أو عدم إعطاء كل ذي حقٍ حقه .
من هنا تبدأ حركة احتضان هذه النعمة ومداراتها والخوف عليها من أن تسلب وهذا لايتم إلا بالسير بالمنهج الصحيح الذي يقوّمها ويجعلها تحتفظ بحيويتها وعناصرهــا الأساسية ومقوماتها الأصلية والحقيقية ، نعم لابد من تفويض الأمر إلى الناس ((الذين هم أهل الحق وأهل الإنصاف وأهل الحجة الإلهية وحب الخير للناس )) من أن يختاروا الأمين على هذه النعمة (أي المرجعية) بمن هو أهلاً لها ، وهنا يبدأ التمييز بل يبدأ الاختيار الأفضل ألا وهو ((أعلمهم)) .
قال تعالى : -
]ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن ْرَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن ْبَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ#يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِن ْخالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِن السَّماءِ وَالأَْرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُون َ#وَإِن ْيُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِن ْقَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُْمُورُ[سورة فاطر/ آية 2-4
دروس الماضين عبرة اللاحقين
على مر الأزمنة التي عاشها العراق تحت ضغوط سياسية أنهكت قواه الشعبية وجعلته يدور مدار محدود النظرة ومقيّد الفكرة ومحاطاً في تصرفه للتطلعات والتطبيقات العملية على الساحة الاجتماعية القيادية الحركية الفعلية التي تبقي مصير الشعب في تحقيق رغباته ومتطلباته وأعمال أفكاره في ربوع أمته التي يتأمل فيها النجاة في الحياة .
وكانت أكثر هذه الضغوط السياسية مقصودة بنظرتها في الحركة الفكرية الإسلامية أو التطلعات الدينية إنها العدو الفعلي الذي يقف عائقاً أمام الحكومات القائمة سواء بصورة عامة أو بصورة خاصة في الإسلام بصورة عامة وفي الشيعة بصورة خاصة وظهر ذلك واضحاً في غضون الآونة الأخيرة من الحكم البائد الذي تَمثّل بالاستكبار العظيم والطغيان الكبير والظلم المرير الذي قصد في جل اهتمامه الشيعة الذين ما أن اعتبرهم خلال فترة حكمه صورة العداء المباشر والرئيسي والفعلي في تهديد مخططاته وتهديم نواياه فأخذ مأخذه من الشيعة بين سجين وطريد وبين معدوم وبين مقابر جماعية حتى أبلغ وأثّر في قواهم وأوصل مرحلتهم إلى التكتم والتقية المكثفة لكي لا تزهق الأرواح وتذهب بيضتهم ولكنه لم يعبأ بتلك التصرفات ومضى بأفعـالـه التي يعتقد بها من السجن والتشريد.....الخ إنها تفتح له الأبواب لينال مطلبه وتحقيق مراده ليقضي على خصمه ويطفئ النور ويأبى الله إلا أن يُتم نوره وكان ذلك بفضل وجهود ووساطة أهل الخير من العلماء العاملين .
والمهم من هذا كله أننا نقول إن كان هؤلاء الشيعة يعتبرون أنفسهم النموذج الوحيد الذي لا يركن إلى قوى الشر والطغيان الذي تمثّله الحكومات الظالمة ، فاليوم ذهب ذلك الخنّاس الذي كان يجثو على صدورهم ويخنقهم فيحول دون إبداء ما عندهم من فكر أو عمل ويعتبرون كذلك إن القيادة الشيعية قيادة حكيمة تتمثل في الالتفاف حول المرجعية التي تقود المجتمع إلى أفاق التطور والنمو الحياتي الصحيح الذي يحكم برسالة السماء من أحكامها الفرعية والتفصيلية إلى قيادتها الصحيحة التي تحقق وتحافظ على أحكامها وأبنائها فإن كانت بهذا النوع بل إنه الواضح هو ذلك فإن قائمة ذلك الحكم لاتقوم ولا يفكّر أحداً إنه سيقوم الحكم والقيادة المثالية (التي تمثل آمال وتطلعات الخيّرين والأحرار من أهل حمية الدين) إلا بتوحيد الصف وتوحيد الكلمة ألا وهو توحيد (المرجعية) التي من البديهي أن تتمثل بوحدة المرجع الديني وهذا شئ بديهي لا يستدعي اللف والدوران لأجل تبرير الموقف وهذه حقيقة واضحة لا يمكن إنكارها أبداً مهما طرحت الأفكار والآراء ......) .
أفيحسن الظن بالإبل خيراً من البشر . إن للإبل قائداً يقودها ويبقى البشر لا قائد ولا دليل ولا ممثل . فإنه من الواضح جداً أنه لابد للراية أن تتقدم الجيش .
قال تعالى : -
]فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ[النمل / آية 13
نعم أبصرنا بأن للإبل قائداً لها يخرج من بينها ونحن بشر أكرمنا الله تعالى عن الإبل بالعقل ، ولا قائد لنا ولا ممثل موحَّد .
التعددية وخطورتها
ما من أحدٍ يؤمن بشئ ويطرح له الاطروحات ويثبت تلك الاطروحات قواعد رئيسية في نظام حياته إلا وسرعان ما نرى أن صاحب هذه الاطروحات قد خالفها فلا بد أن نشير إليه أنه قد هدم ما بناه أما لعجزه في تطبيق الأطروحة لنقصها أو أنه قد أهمل الذي يؤمن به ويبدأ بنسج غيرها لقصوره .
إن للفكر الشيعي في ذلك أطروحات جمّة تثبت أن المرجعية وإن كان يمثلها أكثر من شخص في آن واحد فإنه لابد أن يتقدمها أحدهم ، وخير مثال على ذلك وجود أكثر من واحد من أهل البيت(عليهم السلام) في وقت واحد باعتبار أهل البيت(عليهم السلام) المرجعية الأولى في التاريخ الشيعي في الإسلام بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن تمثل الأمر القطعي والنهائي في تبنّي أمور المسلمين في واحدٍ منهم مع العلم يوجد آخر من أهل البيت(عليهم السلام) مثل الحسن والحسين(عليهما السلام) في وقتٍ واحد وقد دخل الحسين(u) في طاعة الحسن(u) مع أن الحسين(u) مرجع وإمام بحد ذاته .
نعم هذهِ هي الأطروحة الشيعية الأولى والأصيلة التي تمثل صورة ونوعية المرجعية ألا وهي وحدة (المرجع) .
ولكن نرى اليوم تقاعس الناس عن هذهِ الأطروحة وعن هذه الأصول وعن هذه النظرة الأصيلة في المرجعية التي تمثل روحية الإسلام التي أرادها الله تعالى رحمةً للمسلمين يتخطّون في ثناياها لإعلاء شأنهم وبناء كيانهم وتثبيت قواعدهم فنرى الواحد يجر طولاً والآخر يجر عرضاً حتى أخذ الطول والعرض مأخذهُ وهم في فجوةٍ منه يديرون بطرفٍ خفي أودى بهم أن يكونوا للحق كارهين وكأنهم لا يعرفون أيُ طرفيهم أطول .
القاعدة الإلهية أو الفوضوية
ولقد التجأ أهل الطول والعرض من الناس بعد هذا وذاك بحجة أن في الكل الخير وإننا لا نرى منهم أحد أهلُ (خمر أو زنا أو ......) فإنهم يدعون إلى الله تعالى وإلى هداية الناس من ضلال الشيطان ، نعم ظاهراً لا يُنكر ذلك ونقول في الكل الخير ولكن الأمر أبلغ من ذلك والمسألة أكبر من غيرها وأن الصورة أوضح من هذه التي رسمت وإن المصيبة قد حلّت عندما قصرنا النظر وحصرنا الفكر في ذلك لأن المسألة هي القيادة المرجعية ليست بهذه الدعوة الفوضوية (إن صح التعبير) ولكن المسألة هي إضاعة القاعدة الإلهية التي وضعها الشارع المقدس أي إننا قد خالفنا السنة التي أرادها الله تعالى في إتباع الحق والوحدة الحقيقية في (أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم) التي تمثلت فـي المرجعية الواحدة أي المرجع الواحد ، قال تعالى :-]وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْي عَن ضَلالَتِهِمْ إِن ْتُسْمِعُ إِلاَّ مَن ْيُؤْمِن ُبِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُون َ#وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِن الأَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَن ََالنَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ[النمل/ آية 80-81
اللهم لا تجعلنا من العمي واجعلنا بآياتك من الموقنين .
الماركسية والإسلام.
ليس من المعقول أو المقبول أن نطعن بالفكر الماركسي بأنهُ قاصر وغير صحيح وإنه لا يمثل جوهر القيادة الحقيقية وإنه بعيد عن متطلبات وآمال الناس ، ما لم نخلّص أنفسنا من كل نقد نوجّهه إلى هذا الفكر وبالطبع هذا كله مردود ما لم ننظر في القاعدة والأثر في القاعدة التي يبنى عليها ذلك الفكر حيث نلاحظ مدى بلوغ ذلك الفكر في قيادة المجتمعات وبقيت تحت هيمنته . نعم كل ذلك كان في جدية العمل الذي تبناه الماركسيون في تطبيق أفكارهم وتطلعاتهم وآرائهم . وسرعان ما إن عظم الأمر تطورت الأحداث وأحيلت هذه الخطوات إلى برنامج القيادات الجغرافية والسياسية واحتوت بعض المجتمعات في العالم على أساس الإطار المادي والفكري في نوعية القيادة والإدارة .
مَنْ الذي قام بذلك كله ماهم إلا اُناس اعتمدوا على قواعد وقوانين وضعية ليست لها بالشرعية دخلٌ أو اعتراف أو التماس ولا إيمان وإنما أخذوا القيادة في إطار قوانينهم الوضعية على عاتقهم . ولكن ذلك قد أسفر عن نجاح ظاهري ملموس في إدارة المجتمعات وإذعانها إلى هذه الأفكار .
طبعاً هذا ناتج كله من الالتزام والجدية العملية والإيمان الوضعي الذي رسخ في عقول الكثير منهم والتضحية التي اعتمدت على التآزر والتكاتف في تحقيق الآمال والأفكار وإن كانت باطلة في نظرنا لأنها من وضع أهوائهم وآرائهم واعتقاداتهم الخالية من لمسات الأنوار الإلهية والألطاف الإلهية .
ولكن الأمر استتب والسر في نجاحها هو (الوحدة) . نعم إنها الوحدة في تحقيق الأهداف انه التكاتف انه الأيمان التام في القضاء على الأعداء مهما كانوا وأين ما كانوا إنها الوحدة التي تجعل أمثال (لينين و ستالين وماو) وغيرهم رمزا للقيادة ووحدة للإدارة فكانت حصيلة الأمر قد حققوا مقاصدهم وغاياتهم هذه هي المرجعية الماركسية جعلت من وحدة الفكر والقيادة رمزاً لمقاصدها .
وأنت أيها المؤمن الحر أيها العراقي الغيور وأنت تمر بهذه الضروف الحرجة والصعبه التي تكالبت فيها عليك قوى الشر والطغيان والاستكبار وأنت تقعد بدون قائد يرمز إلى ما تؤمن به وحاشا الله أن يتركك بدون تنظيم فأنت كمسلم أنزل الله عليك ما هو رحمة في القيادة إنها (المرجعية) الإلهية لا المرجعية الماركسية وحاشا الله أن يترك هذه المرجعية بدون تحديد بل أكدت الروايات في ذلك أن الأمة يجب أن تنظم تحت لواء المرجعية الصالحة العاملة وكان ذلك كله في (أعلمهم).
يا ترى هل أن (ماو أو لينين) يحمل من الأفكار النيرة أو القيمة حتى تكون أعماله على المستوى التطبيقي أسمى وأمثل من أفكار الدين الذي يحمله علماؤه ؟ نعم يدلك ذلك على التقاعد والتخاذل في تحديد البنية الحقيقية للمرجعية (التي تمثل الرائد الحقيقي في قيادة المجتمع المسلم الشيعي ) وعدم ألجدية في العلم و العمل النظري والتطبيقي في بناء قواعد المرجعية الحقيقية التي كانت أهم امثولة فيها هو تحديد (الأعلم).
حتى تقضي هذه القيادة المباركة على كل فرقة وكل نعرة وكل أنانية وكل حزازية وكل سيئة حتى تجعل من هذه الأمة المحرومة ذلك الفيض الإلهي الذي أرست قواعده الشعبية الشيعية في بلدنا العراق الحبيب الذي طالما تناولته الأيدي المجرمة الظالمة في النيل منه وقهره بالذل والمهانة فأن توحيد المرجعية (بالأعلم) هو رمز الوحدة وهو القضاء على كل شائبة حتى نجعل من عراقنا الحبيب رمزاً للقيادة الصحيحة التي لا تضاهيها ولا تقارن معها قيادة لينين أو غيره .
فعند ألاعتماد على الأصول الحقيقية في تحديد المرجعيـة فأننا قد تخلصّنا من المرجعية الماركسية وما أشبه أن تكون مرجعيتنا بالمرجعية الماركسية التي تطبّق قواعد الرغبات والأهواء والجماعات والمجاملات على حساب الحق .
مستقبل العراق
كثيراً ما تقوم بعض الحركات سواء كانت ( قومية أو ديمقراطية أو جمهورية ) أو غيرها من الاتجاهات التي تتبنى مسألة تخليص الناس من السأم والاحتلال والفقر ( طبعاً مدعيةً ذلك ) وقيادتهم نحو الرفاه والاستقلال ولكن كثيراً ما تقدم هذه الحركات المصلحة الشخصية على مصالح الغير باعتبار أنفسهم هم القادة وأصحاب العمل وأهل الحل والعقد في تحقيق أهداف الحركات فتسعى إلى التورط مع بعض الجهات بل الظاهر تتعاون معها والتي تمثل خطر يهدد كيانها المستقبلي ولكن الأهم عند هذه الحركات هو تحقيق آمالها ورغباتها الشخصية أمثال الحكومة البائدة السابقة التي حكمت العراق والتي كانت في تعاون مع أعداء الإسلام ، وبعد فترة وفي لحظات التفت هؤلاء الذين تعاونوا مع هذه الحكومة بعد أن حققت لهم مـا يُريدونَه من حيث الذي تعلمه هذه الحكومة أو الذي لا تعلمه فأكبّت عليها وعلى قائدها نيران واقعها وطباعها وحقدها حتى أودت بالحكومة وقائدها صريع الغفلة والغباء .
كل ذلك كان من حصيلة قيادة الناس بالأحكام العرفية والوضعية التي اعتمدتها هذه الحكومة التي تخلو من الرصانة والحكمة والاتزان . واليوم وبحمد الله تعالى ونعمته أنهى الله تعالى ذلك واقتص أثر الطغاة وأهل العناد ومردة الدين والكتاب لكن لسوء العمل وقلة الجد بل انعدامه وعدم وجود النية الحقيقية نرى أنفسنا قد خرجنا من هَمٍ إلى هَمٍ آخر من النظام البائد إلى أمريكا من الابن إلى الأب من الطالب إلى الأُستاذ هكذا كانت حصيلة الشعب العراقي في إدارة أموره .
إن الواقع الذي يجب أن يقال في كيفية سير هذه الأمور بهذه الصورة في عراقنا ناتج من الفرقة , من العزلة القيادية, نعم إنه التكتم على الحق , إنها المغالطة ، كله يؤول إلى عدم وجود القيادة الحقيقية التي تتمثل في أحرار العراق من المؤمنين الذين يبغون وجه الله تعالى في أعمالهم والتي تقودهم وراء ذلك (المرجعية) .
إذن مادام الأمر مهماً جداً فلا يُترك تعيين المرجعية ومن يتولاها مناطاً بالأهواء والآراء الشخصية بل إن لها أُسساً وقواعداً وآثاراً وإشارات من الشريعة فتثبت المرجعية ومن يتولاها لا عن تهور أو طيش ولا عن مصلحة شخصية ولا عن رغبة نفسية بل هي قاعدة أساسية ( شرعية – أخلاقية – علمية ) .
إذن أصبح السؤال من هـو الذي يتبنى المرجعية ؟
نقول القول أم هو غريب !!! ألم يكن وبإشادة الجل من العلماء وبالاستناد على إشارات وأدلة شرعية من القرآن العظيم والسنّةَ النبوية الشريفة أن يكون من يتبنى المرجعية هو (الأعلم) . نعم هو الأعلم .
قصور أو تقصير
وبقي السؤال الثاني من هو (الأعلم) ؟ إن من الغريب أن ترتكز شريعة السماء على أناس يكونون ممثلين وحملة علوم وأحكام وقوانين هذه الشريعة وهم يقفون مكتوفي الأيدي لا يعرفون من هو مميز بأعلميته منهم وهم حملة الرسالة السماوية !!!
أو نقول أنهم لا يفهمون (وهم يحملون تعاليم السماء) فليتركوا الأمر إلى غيرهم .
أم أنهم لا يقولون الحق !!! فإلى أين يسعى من يغص بلقمة (إلى الماء يسعى من يغص بلقمة – إلى أين يسعى من يغص بالماء الزلال) .
قال تعالى :-
]إِن ََالَّذِين َفَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٌٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُون َ[الأنعام / آية 159
اللهم أجعلنا ممن يقول الحق ويُقرّ به ولا تجعلنا من الذي كانوا شيعاً .
أبو بكر من جديد
لقد أخذ الناس دورهم التحركي وخاصةً في هذه الظروف التي تحيط بنا أخذوا دورهم في دوامة من الشكليات والأوهام التي لا داعي ولا مبرر لها في التشريع الإسلامي وهو الابتعاد عن أمثولة الممارسة التطبيقية الدينية في المستوى التعاملي بين أفراد المجتمع المسلم فكانت صورة الطبقات المؤمنــــة إن انقسمت فئات وفرق كلٌ يتبع زعيمه وينطوي عليه وهذا بدوره ينطبق على صورة المرجعية حالياً وكأن حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ينطبق كلياً على الشيعة عندما قال(صلى الله عليه وآله وسلم): ((تفترق أُمتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة ...)) والحقيقية ما نرى ونلاحظ الصورة التطبيقية للحديث قد شملتنا نحن الشيعة لأننا تركنا القواعد والأصول الحقيقية في إتّباع وتعيين وتنصيب القائد ممثلاً للأُمة .
فبالأمس كنا نحتج على غيرنا ونقول إن الإمام بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) هو عليٌ(u) وليس أبا بكر ولكن اليوم أرجعنا أبا بكر إلى الخلافة وقلنا أنه هو الخليفة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كل هذا كان من ترك الاحتجاجات التي احتججنا بها على غيرنا ووجهنا النقد إلى غيرنا وتركنا أنفسنا من النقد وهنا حلّت الكارثة إن لنا أُصولاً وقواعداً واعترافات وإقرارات جعلناها قواعداً في تحديد مصيرنا في قائِدنا فإذا كنا بالأمس نحتج على غيرنا في جعل علي(u) إماماً بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فاليوم نحتج بهذه القواعد في جعل خليفة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد علي(u) بهذه القواعد والأصول فكما كان أعلمكم علياً(u) فاليوم الكلام للمرجعية (أعلمكم من المراجع) .
قال تعالى :-
]وَما لَنا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَن َّعَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُون َ[إبراهيم / آية 12
ومالنا ألا نتوكل على الله في الدعوى والاحتجاج بهذهِ السُبُل خوفاً من الضياع والمحافظة على الناموسية العلمية الدينية الحقيقية التي تُثبت جذور الخير في نجاة الأمة واستقرارها وخاصةً في هذا البلد الحبيب وخاصةً في هذه الظروف التي تتطلب هذا الأمر .
الحجة قائمة
بالنظرة اللبيبة والفطرة السليمة لو أنعمنا النظر أو قارنا الأمر وصرحنا بالقول وختمنا بالفصل " أن الحجة في الأعلم قائمة " .
فعلى سبيل الفرض بالمثال لو أن هناك بستانين من نخيل وأعناب ونحن جياع ونريد أن نسد رمق الجوع من هذين البستانين ووجدنا أن أحد البستانين مغلق بابه والآخر مفتوح بابه فمن الطبيعي أننا نذهب إلى البستان المفتوح بابه بعد أن يقول لنا صاحبه تفضلوا بالأذن وبعد الأذن سنأكل من ذلك البستان فإذا وجدنا ذلك الثمر هنيئاً مريئاً وأن عطاءه قد فاض على الغير علمنا أنه بستان قد أنتج زرعاً له فائدة للناس وإنـه منتج .
أما البستان المغلق بابه وليس له صاحب فلا فائدة فيه حتى وإن كان أكبر من ذلك البستان الأول ومنظره أزهى منه فلا نستطيع أن نقول أنه أحسن من البستان الأول لأننا لا نعرف طعم ثمره هل هنيئاً طيباً أم مجرد شكل كأنه حشف لا ينفع ولا يغني من جوع .
إذن أصبحت حجتنا في أن البستان الأول أحسن وأفضل من البستان الذي غُلِقت بابه .
وبعد هذه المقدمة أليس من الطبيعي أن تكون المرجعية المنتجة الملموسة بعطائها أحق أن تعيش في ربوعها وننتهل من حجتها ونحتج بها على غيرها من المرجعيات أليس من الوجدان والعقل والمنطق والشرع نطرح إنتاجية وعطاء الإشكالات والبحوث والاستدلالات في الساحة العلمية من قبل العلماء المدّعين للمرجعية كالسيد الشهيد الصدر الأول والصدر الثاني(قدس سرهما) والسيد الحسني(دام ظله) ونجعل من ذلك الإنتاج (حجة قائمة) ولو على أقل تقدير (حجة مؤقتة) ، يجب التزامها وإتباعها إلى حين صـدور الرد على هذه النتاجـات من الاستدلالات والبحوث والإشكالات ولا تُبرئ الذمة حتى يُرد عليها فكانت هذه النتاجات تصرّح بالأعلم والواضح الاستفتاءات ومن الرسائل العملية أنه يكون إتباع الأعلم ملزماً غرار ذلك معنى فتوى العلماء من أنه إذا ظهر أعلم مع أعلم ثانٍ يجب الفحص في تحديد أحدهم من خلال التعرّف على الدليل والحجة واليوم قد أُلقيت الحجة في ساحة الذمة للمكلف والتي على أقل تقدير (حجة قطعية قائمة) وقد أُلزمنا بها إلى حين ظهور الرّد عليها أو يظهر الذي هو أحسن منها وإن لم يكن ذلك يبقى الإلزام علينا جارٍ إلى ما شاء الله تعالى . هذا لأنه أُنزل في الساحة العلمية من البحوث المتعددة والتي هي أصل الحجة القائمة على المكلف .
قال تعالى :-
]قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَن ْيَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِيَن[المائدة / آية 115
نعم أُنزلت علينا الحجة وأصبح علينا اللازم هو الإتباع ولئن تخلّفنا فلا طاقة لنا بالعذاب .
كلمة منصفة
ليس لنا أن نتّهم الجمع المؤمن في عراقنا بالكفر القطعي وإنهم لا يؤمنون بالله ورسوله وأهل بيته(عليهم السلام) ولكن الضغط بالكلام بهذه الطريقة من وصف الآيات هو ما اتجه به الناس إلى جادة الضياع وإن الذي يبحث عن المصلحة العامة لابد أن يكون من الواعظين حتى يُبرِئ ذمته وينبّه غيره إلى طريق الحق ونحن بحاجة إلى الوحدة التي تقضي على هذا الواقع المرير الذي طالما عانا منه شعبنا من الهم والغم والحرمـان والقتل والتشريد وما لاحظناه من معاناة هذا الشعب المظلــوم الذي دُفن بالمقابر الجماعية وهم أحياء نِساء وأطفال وشيوخ كبار واليوم لم يبقَ لنا ما يعبّر عن آمالنا من بين كل من يريد أن يحكم العراق إلاّ المرجعية الصالحة العاملة وإن لم نجد أو نبحث أو نعيّن ممثلها وقائِدها فلا دور لها ولا قائمة تقوم لها وعلينا أن نجعل كلمة الحق هي وحدتنا وإن إتباع الحق هو وحدتنا .
الحكم هو الله والخصم أهل البيت
نــداء
إلى كل مؤمن يتبع كلمة الحق وخاصةً في شعبنا المؤمن في العراق الذي ندعوه إلى وحدة الصف وجمع الشتات والقضاء على الفرقة .
إنا نوجه النداء إلى كل منصف وغيور على دينه إلى كل خائِف من الله خوفاً بحزم ويتيقن بهذا العمل أنه يكسب رضا الله تعالى في تحديد الأعلم وأن يقول إن الله هو الحاكم يوم القيامة وإن خصمي أهل البيت عليهم السلام .
إن كنت كاذباً في قولي بمسألة الأعلم وإن عليَّ لعنة الله والملائِكة والناس أجمعين ولم أكن محقّاً ولا منصفاً في تحديد الأعلم على غرار ما هو مطروح في الساحة العلمية عندما أُميّز بين هذا العالم وهذا العالم وإن لي الثقة التامة بأن الله لا يحاسبني على قولي وإني أحلف اليمين وإن الله بريء منّي ورسوله وكافة المؤمنين إن أكون كاذباً عندما أدعو إلى أحد المراجع في تحديد الأعلم وأقول إن هذا أعلم وهذا غير أعلم (جزماً) فمن له الكفاءة والجدارة والثقة التامة أن يُقسم على نفسه ويُشهِد الله على ما في قلبه بالحق أن يريد وجه الله تعالى وإن عليه غضب الله من ساوم في دينه .
والحمد لله ربّ العالمين أولاً وآخراً
وجعلنا الله ممن يقول الحق ويتّبع الحق
ويعمل بالحق إنه ولـيُّ النعمة ووليُّ التوفيق .
|
|
|
|
|