فوبرتال شويبيبان Wuppertal Schwebebahn هو خط أحادي لترام عائم ومعلق في الوقت ذاته في مدينة فوبرتال الألمانية. افتتح عام 1901، وهو واحد من أقدم القطارات الكهربائية التي لا تزال تشتغل إلى يومنا هذا. ويعتبر Wuppertal Schwebebahn المعلق، قطار النقل العام الوحيد في العالم إذ لم يتم استنساخه في أي مكان أو دولة أخرى.
في نهاية القرن 19، كان قطار فوبرتال في ذروته من النشاط إذ بلغ عدد السكان حينها 400 ألف واستمر العدد في الارتفاع. وحتى قبل الثورة الصناعية كانت فوبرتال مدينة مزدهرة تفوقت على مدينة كولونيا، وكانت مساحاتها مبنية بالكامل ولم تبقى أي مساحة شاغرة لإنشاء مشروع الترام الجديد. واستبعدت السلطات حينها فكرة إنشائه تحت الأنفاق لطبيعة الأرض الصخرية واحتواء المدينة على الكثير من المياه الجوفية، فكان السبيل الوحيد لإنشائه هو بتعليقه في الجو.
بدأت أشغال بناء قطار عام 1898 وفي عام 1900 كان القيصر فيلهلم الثاني إمبراطور ألمانيا أول الزوار الرسميين للقطار المعلق. وفي عام 1901 افتتح القطار أمام الجمهور. وسرعان ما أصبح Schwebebahn من أهم معالم فوبرتال وحتى بعد مرور مائة سنة، بقي القطار المعلق اسهل وأسرع وسيلة للتنقل في المدينة.
تمتد سكة القطار على مساحة 13.3 كيلومتر، تأتي معظمها فوق نهر Wupper على ارتفاع 12 مترا. وكان لتواجد المسار فوق النهر الفضل الكبير في صمود القطار خلال الحرب العالمية الثانية إذ ساهم ذلك في تخفيف آثر الخسائر الجسيمة التي سببتها القنابل.
اشتغل
قطار فوبرتال لأكثر من 98 سنة قبل أن يسجل أول حادث مميت، ليخسر بذلك لقب أكثر وسائل النقل أمانا في العالم. ووقع الحادث الأول والوحيد في تاريخ القطار عام 1999عندما انحرف Schwebebahn عن مساره وسقط في نهر Wupper، مما أسفر عن مقتل 5 ركاب وجرح 49 شخصا.
وفي عام 1950 تعرض القطار لحادثة دخلت عالم القصص المشهورة في المانيا بعدما نقله لفيلة تدعى "توفي Tuffi" في حملة إعلانية للسيرك Althoff، ولكن الفيلة على ما يبدو لم تستمتع بالرحلة وراحت تضرب قدمها بطريقة عشوائية ما أدى إلى تحطم جزء من المقصورة وسقوط الفيلة في النهر ولكن لحسن حظها فهي لم تمت وتعرضت لجروح طفيفة.
وأصبح هذا الحادث قصة مشهورة في التاريخ القطار Schwebebahn. حتى أنه تم وضع لوحة Tuffi على مبنى قريب من المكان الذي قفزت فيه الفيلة بين محطتي Alter Markt و Adlerbrücke.
وينقل Schwebebahn في فوبرتال حالياً ما يصل الى 82 ألف راكب يوميا حول المدينة. وأجريت عليه العديد من التحديثات منذ عام 1997، إذ أعيد بناء العديد من المحطات وتطويرها بطريقة عصرية. ولا تزال (مقصورة الامبراطور)، وهي المقصورة التي ركبها القيصر فيلهلم الثاني عام 1900، تنقل السياح في رحلات منتظمة كما يتم تشغيلها في المناسبات الخاصة.
وأعيد ترميم القطار بشكل رائع يقدم للركاب تجربة فريدة من نوعها إذ صممت بديكورات توحي إلى الماضي وزودت المقصورات بمقاعد مريحة وزخرفت النوافذ باللون الذهبي بالإضافة إلى وجود مصابيح وقرص مزخرف كبير يفصل بين مقصورات الدرجة الأولى والسياحية. ولإضفاء جو من المتعة يرتدي العاملون في القطار لباس يعود إلى العصور القديمة ويقدمون المشروبات للترحيب بالزوار.