حديث الغدير هو حديث دارت حوله الشبهات و اختلفت فيه التفاسير و كثر حوله الجدال ...
يأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بيد امير المؤمنين علي عليه السلام و يرفعها عاليا امام نحو 120 الف مسلم عائدون من الحج .... في جو حار .... و في موقف حازم و جاد .... و في مفترق الطرق قبل ان يتفرق الحجاج للعودة الى ديارهم ... فيقول عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام :
" من كنت مولاه فعلي مولاه "
******
لن اركز في حديثي هذا على تفسير الحديث بانه يدل على الامامة و الوصاية .... و انما سأركز على مواقف المسلمين من تفسير هذا الحديث ....
******
التفاسير المطروحة :
1- التفسير الأول : هذا الحديث يشير الى توصية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الى امير المؤمنين عليه السلام بالامامة و الوصاية ....
2- التفسير الثاني : هذا الحديث يشير الى توصية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بحب و مناصرة سيدنا علي رضي الله عنه ... و لا يشير الى غير ذلك ...
*** ان كنت مع من يفسر الحديث بالتفسير الثاني فارجو ان ترجع الى الظروف التي تم فيها قول الحديث الشريف .... فالموقف كان جاداً .... و ان كان التفسير كما تقول ... فقد ربط رسول الله عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام حبّه و مناصرته بحب و مناصرة امير المؤمنين علي عليه السلام ...
******
الفرق المختلفة حول هذا الحديث :
1- فريق اخذ بالتفسير الأول و عمل به ( شيعة علي )... فسيدنا علي عليه السلام هو امامهم و وصيهم و مولاهم ... فيعملون بأمره .... و طبعا هذا التفسير يشمل التفسير الثاني فينصرونه و يحبونه كنصرتهم و محبتهم لرسولهم الكريم صلى الله عليه و آله و سلم الذي اوصاهم بذلك ... و طبعا فهم يعادون من عاداه و من يعاديه ....
2- فريق قال بالتفسير الثاني و عمل بعكسه ( بعض اهل السنة ) ... فقد خذلوه عليه السلام و ظلموه و عادوه و سلبوه حقه قديماً .... و اما حديثاً .. فتجد اتباع هذا الفريق يبررون و يدافعون عمن ظلمه و عاداه بكل قوتهم و إن أدى هذا الى الانتقاص من حقه عليه السلام ....
3- فريق قال بالتفسير الثاني و لم يعمل به و لم يعمل بعكسه ( اغلب اهل السنة ) ... و قد كنت انتمي الى هذا الفريق .... و احبائي و اهلي و اصدقائي ينتمون الى هذا الفريق للأسف .... فأصحاب هذا الحديث لم يقولوا بإمامته عليه السلام .... و لم يعملوا على حبه و نصرته كحبهم و نصرتهم لرسولهم الكريم صلى الله عليه و آله و سلم .... فيقولون نحبّه .... و عند قراءتهم و معرفتهم لما تعرض له من معاداة و خذلان فإنهم يأخذون التفسير و التبرير من اصحاب الفريق الثاني دون تفكير او تدبير فهم لديهم ثقة في ذلك الفريق و لا يعلمون ما تخفيه صدورهم ... فيرضون بتلك التبريرات و لا يأخذوا موقفا ممن عاداه عليه السلام ....
******
قد يقول قائل بأنه عليه السلام لم يتعرض للأذى و لم يخذله احد و لم يعاديه احد .... فلتتأمل اخي الكريم هذه المواقف .... و هي ليست سوى غيض من فيض ....
1- الهجوم على بيت سيدنا علي عليه السلام و التهديد باحراقه ... لاخذه قصراً للبيعة
حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله، لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة ، فخرج عليه الزبير مصلتاً السيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه (تاريخ الطبري2/233(
2- اختلاف معاملة الناس مع سيدنا علي عليه السلام بعد وفاة الزهراء عليها السلام ... حتى اضطر للذهاب لمبايعة ابا بكر ...
جاء به البخاري في صحيحه ج: 4 ص: 1549:
3998 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة ثم أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاءالله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقةإنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر .
3- بعد توليه الخلافة .... يخرج البعض لحرب سيدنا علي عليه السلام بحجة الأخذ بثأر عثمان بن عفان ... ألا يثقون به ؟؟؟؟ ألا يثقون بعدله و فقهه و رجاحة عقله ؟؟؟؟ و الأحاديث في فضله كثيرة ... و شهادات الصحابة في حقه كثيرة ... و لست هنا في صدد ذكرها لأن الكلام فيها يطول و يطول ...
4- نزع الخلافة من سيدنا علي عليه السلام بالحروب ثم بالاحتيال بطرق لا تقل عما نراه حاليا من خبث و دهاء في السياسة ....
--- > كما قلت هذا غيض من فيض و ان كان الحديث في هذا يطول ....
---> ان سوّلت لك نفسك بتبرير هذه الأعمال …. فأرجو منك اخي الكريم ان تعود الى تلك المواقف و ان تضع بدل جملة ( سيدنا علي عليه السلام ) جملة ( سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و سلم ) ثم اقرأها من جديد … ان رضيت بتلك المواقف لسيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم فانظر في أمر اسلامك !!!!! و ان لم ترضَ بها لسيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم … فأين انت من وصية نبيك و رسولك محمد عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام و التي قالها لجموع المسلمين قبل ان يتفرقوا كل الى بلده و ذلك لا يدل الا على اهمية هذه الوصية …. كيف تبرر و تدافع عمن عاداه عليه السلام !!!!
---> سيقول قائل : ما الفائدة من معاداتهم و اخذ المواقف منهم الآن ؟؟؟
أجيب : ما رأيك بالدفاع و الترضي و اخذ الدين عمن أذى و حارب و ظلم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ..... كيف ستلقاه و انت تدافع و تترضى عنهم و تأخذ دينك عنهم ..... و ارجو أن تتذكر و انت تجيب " من كنت مولاه فعلي مولاه " .....
*****
الآن اخي الكريم ... الى أي فرقة تنتمي من فرق حديث الغدير ؟؟؟؟؟
التعديل الأخير تم بواسطة ** مسلمة سنية ** ; 20-03-2009 الساعة 06:08 AM.
اثنا عشرية ربنا يقدرني و يعيني على القراءة ... انا بعمل على هيك ... لكن شاعرة حالي متل اللي بدو يدرس امتحانو بآخر لحظة ... فبيقرأ من كل محل شوي علشان يوخد فكرة عامة عن الموضوع ... ان شاء الله بس تهدا نفسيتي شوي و اقدر انظم وقتي اني اقدر انظم المواضيع اللي بقرأ فيها ... و لك تحيتي