|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 29295
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 123
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حبيب الحق14
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 16-01-2009 الساعة : 03:21 PM
كيف يكون الحوار بيننا (هدية)
--------------------------------------------------------------------------------
بسمه تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبل الله اعمالكم اخوتي
واني في امس الحاجة الي كل اخ يقدم لي خدمة او موعضة '( واني ارتايت اننا في امس الحاجة الي الدروس الاخلاقية لانها هي التي تنتزع الانا فينا ما احوجنا الى كتبات الامام الراحل قدس سره والى كتبات الشيخ الاملي والى كتبات السيد الانطحي (مع التدقيق هنا) والى شهيد المحراب السيد دستغيب ووووو.واليكم هذه النماذج في الاخلاق عند علماء نا القدامة اين نحن الان من طريقة الحوار بيننا.
إذا أردتم أن تزدادوا معرفة بالأسباب التي ميزت الشيخ الأنصاري عن غيره، فانظروا إلى عباراته في ردوده على مَن لا يتّفق معه في الرأي - كما تظهر في كتبه كالمكاسب والرسائل وغيرهما - وقارنوها بعبارات الردود الأخرى التي تلاحظونها عند غيره، سواء في ذلك علماء العربية أو الفقه والأصول أو سائر العلوم.
إن الشيخ (رضوان الله عليه) يردّ بأدب بالغ وتواضع جم. فتراه رغم قناعته التامة بصواب رأيه وخطأ الرأي المقابل، لا يستخدم ألفاظاً من قبيل: «خطأ» أو «اشتباه» أو «سوء فهم» أو «قبيح» أو ما أشبه بل يستعمل عبارات من قبيل: «هذا ما أفهمه»، أو «يرِد عليه كذا». أي يردّ على الرأي ولا يمسّ صاحبه.
حدّثني أحد العلماء المعاصرين، قال: كنت في شبابي أحضر درس الأستاذ الفلاني -وسمّاه- لكنّي استشكلت بعد مدة وانقطعت عن الحضور. ثم إنّ الأستاذ لقيني بعد مدة وسألني عن سبب تغـيّبي، فقلت: شبهة حصلت عندي. قال: وما هي؟ قلت: لأنّكم عندما تناقشون الرأي المخالف لرأيكم تناقشونه بأسلوب يترك لدى السامع انطباعاً أنّ صاحب ذلك الرأي رجل عادي وليس عالِماً أصلاً، أي يخلق عنده تشكيكاً بعلميته؛ حتى لو كان الشيخ الطوسي أو الشيخ المفيد أو العلاّمة الحلي أو الشيخ الأنصاري رحمهم الله. فخشيت أن يتزلزل اعتقادي بعلم كل العلماء ولذلك انسحبت وتخلّيت عن الحضور في مجلس درسك.
ثم أضاف ذلك العالم الذي حدثني بهذه القضية: كنا نحضر درس آية الله البروجردي (رضوان الله عليه)، فكان إذا أراد أن يرد علَماً قال: لا أدري هل هذا ما يقصده الشيخ الفلاني -مثلاً- من عبارته، أو: لعلّ عبارة الشيخ قاصرة عن إفادة مطلبه، أو: لعلّي غير ملتفت لأبعاد رأيه.. وهكذا. فكان يعظّمه في نظرنا أوّلاً ثم يبين لنا رأيه المخالف بعبارات من قبيل: يبدو لي كذا أو أرى أنّ الصحيح كذا والعلم عند الله.
فكنّا ننفضّ من مجلس آية الله البروجردي مقتنعين بأنّ رأيه هو الصحيح، دون أن تتزعزع مكانة العلماء الآخرين العلمية في أنظارنا.
فما أكثر القصص في هذا المجال! وما أكثر العِبَر! ولكن المهم أن نعتبر ولو بقصة واحدة.
تبلور مما تقدم: أنّ على طالب العلم أن يتعب نفسه قدر الإمكان في سبيل الدراسة والعلم، ولا يكون كسولاً أو خاملاً بل يعبّئ كل طاقاته، ولكن يجب عليه -مع ذلك - أن لا يغفل أنّ الذي يعطي قيمة لهذه الأتعاب وللعلم هو أن ينظر الله إليه بعين رعايته، فمن دون هذه النظرة لا فائدة من كثرة التعلّم. ولا نعني بهذا ترك الدراسة، بل نعني أنّ الدراسة وحدها غير كافية بل هي إحدى الأعمدة لعلم الإنسان، أما العمود الآخر فهو نظرة الله إلينا.
يقول الإمام الصادق (ع): (فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك درجة فارفعه إليك برفق ولا تحملنّ عليه ما لا يطيقه فتكسره، فإن من كسرّ مؤمناً فعليه جبره) وقال أيضاً: (ما أنتم والبراءة، يبرأ بعضكم من بعض، إن المؤمنين بعضهم أفضل من بعض، وبعضهم أكثر صلاة من بعض، وبعضهم أنفذ بصيرة من بعض، وهي الدرجات)
اخوتى اخوكم يرجوا منكم بكل صدق ان تتأملوا هذا الحديث بكل تمعن لاننا فى امس الحاجة الى هذا
مقتبس من محاضرة رائعة
وفي الختام اساءلكم الدعاء
|
|
|
|
|