يمثل الارتباط بالله تعالى جوهر العبادة الحقيقية لله تعالى ، وتختلف صور الارتباط هذا بحسب العقيدة التي يؤمن بها الانسان المؤمن بالله تعالى او تختلف هنا بحسب الموضوع الذي ندرسه فمرة ندرس الارتباط من خلال حيثية التوحيد لله تعالى وكيف لابد للانسان ان يوحد الله تعالى ويرتبط به على اساس ذلك التوحيد ، كما بينوه في كتب العقيدة ومرة يكون موضوعنا هو الجانب الاخلاقي والتربوي وكيف يكون الارتباط بالله يعكس الجانب الاخلاقي للانسان اذ كلما كان الانسان قد ارتبط بالله تعالى اعطى من نفسه المزيد من المزايا والخصائص الاخلاقية ، وهكذا واليوم نريد ان ندرس جانبا مهما تجتمع فيه الخصائص الاخلاقية والعقائدية والفقهية الا وهو التقليد والارتباط بالفقيه على اعتباراته الحقيقية التي يمثلها ،اذ لابد للانسان ان يعرف منزلة الفقيه ازاء الدين ماهي ، ليعرف ماهو موقفه تجاهه فهل يكفيه الانتماء الظاهري الشكلي ام هنا امور تترتب على ذلك الانتماء والارتباط هل يقف الامر عند الجانب الفقهي وماهي حدوده وهل يتعداه الى الجانب العقائدي او الاخلاقي والى اين يصل لا نريد في هذا المقال ان نحاكي حالة معينة او ظرفا معينا بقدر مانريد ان نظهر حقيقة وجوهرا لعله غائب عن الكثيرين منا فلنبدأ اولا ماذا يمثل لنا الفقيه الذي بحثنا عنه ووجدنا انه المرجع الجامع للشرائط والتي من اهمها الاقدرية على الفهم والدراسة والاستنباط الشرعي المستخلص من الادلة المستوعب لتمام الظروف والاحوال .
اولا : الفقيه يمثل النائب العام عن الائمة عليه السلام
وهذا الاعتقاد معناه ان المرجع الذي نؤمن به يمثل الامامة التمثيل الشرعي اذ ان الامامة كمعتقد اختص بإظهاره وتبنيه الشيعة فوضت المسؤولية والوظيفة الشرعية إلى النائب المخول من قبلهم، فمرة كان تنصيبه مباشرا من المعصومين في حال وجودهم عليهم السلام ،ومرة بتعيين الصفات والضوابط لمن ينوب عنهم لتعسر التواصل بينهم وبين اتباعهم وخاصة في اجيال الغيبة الكبرى التي نعيشها الان وهذا المعنى يعني ان المرجع هو من يمثل الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه من الناحية الرسمية ، بحسب ما انطبقت عليه الشروط والاوصاف ولايعني ذلك ان الشيعة يعتقدون ان مرجعه الان يلتقي بالامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه
ثانيا : ان النيابة عن الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه
معناه الصورة والمظهر الحقيقي الذي يمثل المعصومين عليهم السلام بل هو بمثابة الرابطة او الواسطة بين الناس وبين الامام فهو قبلة الناس الباحثين عن الامام عليهم السلام وكما ان للقبلة قداسة لانها تمثل رغبة الله تعالى في ان يطوف الناس اليها جعل الفقيه العالم الاعلم حجة على الناس فالطواف حوله والارتباط به واتباعه هو العمل والفعل الارغب الى مولانا الحجة المنتظر فقداسته لابد ان تحفظ كما نحافظ على كل مقدس اخر يمثل المعصومين عليهم السلام فكما ان للمعصومين ارواحنا لتراب مقدمهم الفداء الان مراقد مقدسة ومواطن وقفوا فيها او صلوا فيها او اقاموا برهة فيها فنحن نقدس تلك الاماكن لهذا الغرض كذلك العالم والمرجع الشرعي يمثل الصورة الحية والحقيقية للمعصومين عليهم السلام ، وليت شعري السنا الان نقدس قبورا لنواب الامام المنتظر عليه السلام الاربعة وغيرهم من علمائنا المقدسين ، اذن كيف ننسى العالم والنائب الحي في زماننا هذا كيف لا نقدسه فكما الزمنا على انفسنا ان نحافظ على تلك المقدسات علينا ان نحافظ اكثر على قدسي وعلى وجود المرجع الشرعي الموجود والمعاصر لهذه الخصوصية .