الفضائل العلوية في الليالي الرمضانية 14- علي ع مع الحق والحق معه
بتاريخ : 02-08-2012 الساعة : 09:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
وحديث الليلة الرابعة عشر هو في أنّ علياً (عليه السلام) مع الحق والحق معه
وفيه جملة من الطرق نذكرها بالتفصيل نقلا عن كتاب فضائل الخمسة للفيروزابادي اعلى الله مقامه :
صحيح الترمذي ج2 ص298
روى حديثاً مسنداً عن علي (عليه السلام) وفيه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « رحم الله علياً ، اللهم أدر الحق معه حيث دار » .
أقول: ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ج3 ص124 وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، وذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير البسملة فقال : أما إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فقد اهتدى ، قال : والدليل عليه قوله ـ يعني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ « اللهم أدر الحق مع علي حيث دار » ، وقال أيضاً ـ بعد مضيّ ما يقرب من ستين صفحة ـ ومن اتخذ علياً إماماً لدينه، فقد
استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه .
مستدرك الصحيحين ج3 ص119
روى بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : لما سار علي (عليه السلام) إلى البصرة دخل على أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يودعها فقالت : سر في حفظ الله وفي كنفه فوالله إنك لعلى الحق والحق معك ، ولولا أني أكره أن أعصي الله ورسوله ـ فإنه أمرنا (صلى الله عليه وآله وسلم) أن نقر في بيوتنا ـ لسرت معك ، ولكن والله لأرسلن معك من هو أفضل عندي وأعزّ علي من نفسي ابني ; قال الحاكم : هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين .
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج14 ص321
روى بسنده عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر علياً (عليه السلام) ، وقالت : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : « علي مع الحق والحق مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة » .
الهيثمي في مجمعه ج7 ص235
قال : وعن محمد بن ابراهيم التيمي أن فلاناً دخل المدينة حاجاً فأتاه الناس يسلمون عليه فدخل سعد فسلم فقال : وهذا لم يعنا على حقنا على باطل غيرنا ، قال : فسكت عنه فقال : ما لك لا تتكلم ؟ فقال : هاجت فتنة وظلمة فقال لبعيري : إخ إخ فأنخت حتى انجلت فقال رجل : إني قرأت كتاب الله من أوله إلى
آخره فلم أر فيه إخ إخ فقال : إما إذ قلت فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : علي مع الحق ـ أو الحق مع علي ـ حيث كان ، قال : من سمع ذلك ؟ قال : قاله في بيت أم سلمة ، قال : فأرسل إلى أم سلمة فسألها ، فقالت : قد قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي ، فقال الرجل لسعد : ما كنت عندي قط ألوم منك الآن ، فقال : ولِمَ ؟ قال : لو سمعت هذا من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم أزل خادماً لعلي حتى أموت ، قال : رواه البزار .
أقول: كلمة إخ إخ بكسر الهمزة وسكون الخاء المعجمة صوت إناخة الجمل ، والظاهر أن في الحديث سقطاً والصحيح هكذا : فقال الله لبعيري : إخ إخ فأنخت وذلك بشهادة قول الرجل : إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أر فيه إخ إخ ، ثم إن المراد من فلان في صدر الحديث ـ كما ذكرنا ـ هو معاوية بن أبي سفيان ومقصوده من عدم إعانة سعد على حقه عدم نصرته له يوم صفين لأنه كان منعزلاً عن الطرفين .
الهيثمي أيضاً في مجمعه ج9 ص134
قال : وعن أم سلمة أنها كانت تقول: كان علي (عليه السلام) على الحق من اتبعه اتبع الحق ، ومن تركه ترك الحق عهد معهود قبل يومه هذا ، قال : رواه الطبراني .
الهيثمي أيضاً في مجمعه ج7 ص234
قال : وعن أبي سعيد ـ يعني الخدري ـ قال : كنا عند بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نفر من المهاجرين والأنصار ـ إلى أن قال ـ : ومر علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : « الحق مع ذا ، الحق مع ذا » ، قال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات .
أقول: وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق ص65 مختصراً عن أبي يعلى ، والمتقي أيضاً في كنز العمال ج6 ص157 وقال : لأبي يعلى وسعيد بن منصور .
كنز العمال ج6 ص157
قال : تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق ـ يعني علياً (عليه السلام) ـ قال : أخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة .
ثم إن في المقام حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب :
الأول ما ذكره المتقي في كنز العمال ج3 ص158 قال : عن أبي مجلز قال : قال عمر : من تستخلفون بعدي ؟ فقال رجل من القوم : الزبير بن العوام ، فقال إذاً تستخلفون شحيحاً غلقاً ـ يعني سيّء الأخلاق ـ فقال رجل : نستخلف طلحة بن عبد الله ، فقال : كيف تستخلفون رجلاً كان أول شيء نحله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أرضاً نحله إياها فجعلها في رهن يهودية ، فقال رجل من القوم : نستخلف علياً ، فقال : إنكم لعمري لا تستخلفونه ، والذي نفسي بيده لو استخلفتموه لأقامكم على الحق وإن كرهتم . . . الحديث . قال : أخرجه ابن راهويه .
الثاني ما رواه البخاري في الأدب المفرد في باب من أحب كتمان السر ، روى بسنده عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القاري عن أبيه أن عمر بن الخطاب ورجلاً من الأنصار ، كانا جالسين ، فجاء عبد الرحمن بن عبد القاري فجلس اليهما ، فقال عمر : إنا لا نحب من يرفع حديثنا ، فقال له عبد الرحمن : لست أجالس أولئك ياأمير المؤمنين ، قال عمر : بلى فجالس هذا وهذا ولا ترفع حديثنا ثم قال للأنصاري : من ترى الناس يقولون يكون الخليفة بعدي ؟ فعدّد الأنصاري رجالاً من المهاجرين ولم يسمّ علياً ، فقال عمر : فما لهم عن أبي الحسن فوالله إنه لا حرام إن كان عليهم أن يقيمهم على طريقة من الحق .