دخلت يوماً إلى سوق الحياة ..وبدأت أتمشى في طرقاته .. ووجدت أموراً عجيبة ..رأيت بضائع ..ومشتري .. وبائع ..
رأيت المسكين .. والرخيص .. والمبذر .. والسلطان ..
أكملت المشي في طرقات هذه السوق ..
سوق الحياة ..
فوجدت ..قلوباً تُباع .. وعقولاً تُشترى ..وجدت ..مشاعر ملقاة على أرض الزمن يُداس عليها ..وجدت ..
إبتسامه .. أصليه .. غالية .. نقيه ..
و
إبتسامه .. مزيفه .. مغلفه .. زهيدة ..
ولكن الابتسامتان عليها الإقبال ذاته ..!!
وجدت ..
الصدق .. في متجره .. مهجور ..لا أحد يمر بجانبه ..ووجدت ..الكذب .. في متجره .. مُتهافتٌ عليه ..فالكل من حوله ..وجدت ..
الإخلاص بضاعة .. من طراز قديم ..!!
ووجدت ..الأمل .. يحمل أثمن الأثمان ..ومضيت أكتشف ما بداخل هذه السوق ..؟؟
سوق الحياة ؟؟
.. أكثر ما أثار اشمئزازي .. حد الغثيان ..
هو ذلك (( الإحترام )) الذي يتوسل للآخرين أن يحترموه بتحقير نفسه ..!!
وتلك (( الكرامة )) التي تطلب حقها بإذلال نفسها ..!!
وذلك الهدوء الماكر الذي يسبق العاصفة.. وتلك الأصوات العالية ..التي تنادي للبيع .. على حساب الغير ..!!
وذلك النزف الأكثر إقبالاً من جروح المشتريات فالكل كان يحب أن يشتري ذلك النزف ..!!
رأيتها .. سوق لا تحمل .. مسمى الحياة ..فالبيع الرخيص فيها .. أثمن من الشراء .... بكثيــــــــــــــر ..
تعلمون بهم .. ولمصالح حقيقية توارون ..
فكم بلاء يصيب الاهل ولا تبالون ..
وكم تجمع النفس من حرام حتى تكتفون ...
الى متى نبقى نأمل وأنتم في تيه ضائعون ....
هلموا إنهضوا صححوا الأخطاء ..
ودعوا الأنا العقيمة وما تستنبطون
فالحياة سادتي ليست طولية ..
إما تكون فيها أو لا تكون ...