|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 3042
|
الإنتساب : Mar 2007
|
المشاركات : 92
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
عودوا إلى محمد وعلي (عليهما السلام).. تعود إليكم القدس بالمهدي (عليه السلام)!
بتاريخ : 10-04-2007 الساعة : 02:11 AM
عودوا إلى محمد وعلي (عليهما السلام).. تعود إليكم القدس بالمهدي (عليه السلام)!
قبل ثلاثة وثلاثين عاما، تجمهر الجنود الإسرائيليون حول حائط المبكى بعد انتصارهم واقتحامهم مدينة القدس الشريف في حرب 1967 وهتفوا مع قائدهم موشي دايان قائلين: «حطوا المشمش عـ التفاح.. دين محمد ولّى وراح«! وهتفوا أيضا وقد تملكتهم نشوة الانتصار: «محمد مات.. خلّف بنات»، وأضافوا: «هذا يوم بيوم خيبر»!
وحتى تتضح الصورة أكثر فأكثر، فلندقق في ما كتبه الكاتب الصهيوني (إيرل بوغر) في كتابه «العهد والسيف» حيث اعتبر أن «المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لا بد أن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معها، ولكي يصبح هذا التعاون ممكنا فيجب القضاء على جميع العناصر التي تغذّي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي، وهي عناصر رجعية تتمثل في رجال الدين والمشايخ»! أما (غوريون) رئيس وزراء إسرائيل الأسبق فقال في تصريح: «إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم الإسلامي محمد»!
هذه إذن طبيعة المواجهة، إنها ليست مواجهة سياسية، بل هي مواجهة دينية عقائدية بالأساس. فالصهاينة اليهود يرون في الإسلام مصدر تهديد حقيقي لأسس بقاء كيانهم الاستعماري وأطماعهم التوسعية ومصالحهم الاستراتيجية. وعلاوة على ذلك، فإنهم يختزنون حقدا كبيرا تجاه المسلمين منذ ذلك اليوم الذي هزموهم فيه بموقعة خيبر، وينصب حقدهم بالدرجة الأولى على شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إنه «الثأر» الذي يحكم عملية الانتقام المنظمة، ولذا نراهم هتفوا بهذه الهتافات ما إن استولوا على الأقصى الشريف. وباعتبار أن معول القوة والشجاعة والعزة لدى المسلمين يتمثل في علمائهم الربانيين فإن رؤوس حِراب الصهاينة توجهت نحو أولئك العلماء، كما نقلنا عن (بوغر) الذي وصمهم بالعناصر الرجعية التي تحول دون خضوع العرب لإسرائيل، ذلك الخضوع الذي أطلق عليه مسمى «التعاون».. فيا لله وللتعاون!
وما من شك بأن المخططات الصهيونية ارتكزت على هدفية التفريق بين الشعب المسلم ودينه، ذلك لأن توافر الحالة الإيمانية في ما بين الصفوف من شأنه أن يكون سدا منيعا أمام كل محاولات الهيمنة والاستعباد، في حين أن تفشي ظواهر الانحلال والفساد والأفكار المنحرفة من شأنه أن يمهد طريق الخضوع والخنوع ويسهل عملية الانقياد.
وحيث ابتعدت هذه الأمة عن دينها وتركت حضارتها وتخلت عن أئمتها وعلمائها، فإن ما حدث ويحدث لها من انحدار وتقهقر ومذلة ليس سوى نتيجة حتمية طالما حذّر منها المخلصون الواعون. وهاهو دم الطفل الفلسطيني محمد الدرة يسجل وصمة عار كبرى على جبين المسلمين الذين مازالوا يخطئون الجادة الصائبة المؤدية إلى استعادة كرامتهم بتحرير أراضيهم المقدسة في فلسطين.
أما وقد أدركنا ذلك، واستوعبنا أن العلة كامنة فينا، فهل لنا أن نعود إلى صوابنا ورشدنا باتباعنا ما أمر الله تعالى به؟ ألم نقل أنها مواجهة دينية وصراع عقائدي.. فإذا كان الأمر كذلك لزم أن تكون آليتنا الدفاعية أيضا، دينية إيمانية عقائدية في محورها.
ومن هذا المنطلق، ووفق هذا المنظور، فلنراجع أنفسنا وندقق في أحوالنا، لنكشف مكامن الخلل ونقاط الضعف الذي اعترانا. ولعلنا إن فعلنا ذلك لتيقنّا من أن إسرائيل لا تتحمل وحدها مسؤولية دم محمد الدرة والشهداء.. بل نحن أول من يتحمل المسؤولية! ونحن أول من فتح الباب على مصراعيه لوقوع هذه المجازر بحق شعبنا الفلسطيني المجاهد! فما انقيادنا إلى زعماء عملاء وتخاذلنا عن النصرة والجهاد وابتعادنا عن قيمنا وتعاليمنا وقبولنا بحال التفرقة والتشتت التي ألمت بنا.. ليس كل ذلك إلا عوامل قدمت لأعدائنا فرصا ذهبية لإذلالنا واستعبادنا وإهانتنا في عقر دارنا!!
فما هو سبيلنا الآن بعد إذ أدركنا أن الخلل فينا؟ ألا ينبغي لنا أن نراجع أدواتنا الدفاعية ونرتبها أولويا حتى نصيب الهدف؟ ألا يجدر بنا أن ننظم جهودنا ونصب طاقاتنا في مصب واحد حتى نستعيد كرامتنا ومجدنا؟
والإجابة عن هذه التساؤلات لا تبدو صعبة، ولربما كانت أوضح من قرص الشمس لكن تعامي الأمة عن الحقيقة جعلها - أي الإجابة - متوارية عن الأنظار، ربما لأن أطرافا منّا أرادت ذلك أيضا، إذ هي تخشى الحقيقة مع الأسف!
إننا نختصر الإجابة فنقول أن السبيل إلى استعادة الكرامة والعزة إنما يكمن في قيامنا بأمر واحد تتشعب منه كل الأمور الأخرى، ألا وهو «العودة إلى الله.. وآل الله». وهذا ما نعني به ترتيب الخطوات حتى تصب في ما بعد في مصب تحقيق الهدف. ولعل إجابتنا تحتاج إلى تفسير لمعنى العودة، فأية عودة هي وكيف تكون؟
إن العودة الحقيقية إلى الله تعالى تكمن في الالتزام بما أمر الله، وأهم ما أمر به هو الولاية لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام، لأنهم قدموا لنا منهجا إسلاميا صافيا نقيا يوصلنا إلى حيث العزة والكرامة، وغيره من المناهج الناقصة إنما أوصلتنا إلى ما نحن فيه! فلو أن الأمة سلكت منذ البداية سبيل أهل البيت عليهم السلام، وهم الأئمة المبلغون عن الله والهادون لهداه، لعرفت أن طريق النجاة يكمن في تطبيق تلك التعاليم الحضارية والقوانين السامية التي أتوا صلوات الله عليهم بها إلينا، لكننا مع الأسف أهملناها وجعلناها من وراء ظهورنا فتسلط علينا من لا يرحمنا ومن أدخلنا في تسويات تفاوضية وصفقات استسلامية جعلت احتلال الآخرين لمقدساتنا.. تحصيلا حاصلا!
ويتبادر هاهنا سؤال: لماذا نحصر سبيل النجاة بأهل البيت عليهم السلام؟ هل فقط لأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى»؟ بالطبع لا.. ليس هذا هو السبب الأوحد، وإنما لأن الولاء لأهل البيت عليهم السلام والتمسك بهم والتزام تعاليمهم يخلق في الفرد المؤمن الواعي قوة ذاتية فاعلة تحركه باتجاه الظلمة والمفسدين، فتتخلص الأمة أولا من أولئك الذين يعبثون بنا باسم الدين تارة، وبسلاح السلطة أخرى، فتتوجه بعدئذ جهودنا نحو عدونا المشترك وندحره و«ما النصر إلا من عند الله».
وما من حل لمشاكلنا وأزماتنا إلا عند آل الرسول صلوات الله عليهم، وما الإنقاذ إلا منهم، فإذا رمنا ذلك منهم، فاللازم علينا أن نتحرك باتجاههم، حتى ينهض ذلك المنقذ الغائب معنا ويسترجع لنا حريتنا وكرامتنا. وكما نقلنا عن (غوريون) إذ قال: «إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم الإسلامي محمد»!
نعم.. إنهم يخافون أن يظهر شخص اسمه محمد وهو يماثل محمدا صلى الله عليه وآله، فمن يكون سوى الحجة بن الحسن المهدي صلوات الله عليه؟! ومن سواه يا ترى؟! هل نظن أن اليهود لا يعلمون أن بقاءهم مرهون بالحيلولة دون ظهور محمد؟! بلى.. إنهم مدركون لذلك تمام الإدراك، وكتبهم المقدسة تشهد بذلك. ولعلنا لا نحتاج إلى إثبات إذا عرفنا بأن الاسم الأول في قائمة المطلوبين للأمن الإسرائيلي هو لشخص يدعى: «محمد المهدي»!!
فأفيقوا أيها المسلمون.. إن النصر لا يتحقق إلا بالتمهيد لهذا المهدي عليه السلام الذي سيظهر ليقتلع أولئك الأنجاس من بيت المقدس، ويقيم دولة الحق والعدل والحرية والعزة والكرامة. فإن أردتم أن يتحقق ذلك؛ فعليكم أن تسلكوا سبيل آل محمد عليهم السلام، حتى يدفعكم ذلك إلى اكتشاف دينكم من جديد من منظارهم صلوات الله عليهم، فتأخذوا بأسباب العزة التي أوصونا بها، وتبذلوا قصارى جهدكم لتطبيقها. عندئذ يتحقق التمهيد ويظهر لكم محمد.. عجل الله تعالى فرجه الشريف.
في منتصف هذا الشهر تمر علينا ذكرى ولادته صلوات الله عليه، وهو لا شك يتألم مما جرى في قدسنا وأقصانا، لكنه يتألم أكثر منا لأنا تركناه وتركنا آباءه الأطهار، وركنا إلى من سواهم، ولم نعد نتقن إلا الهتاف بالشعارات، فنقول «خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سيعود». ونتساءل: من صاحب خيبر؟ من قالع بابها؟ أي جيش سيعود؟
وكما لم يتحقق النصر في خيبر على يدي من استلما المهمة أولا، ثم تحقق على يدي الذي «يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»، فإن النصر اليوم في فلسطين لن يتحقق إلا على يدي من يقتدي بذلك الذي سمته أمه «حيدرة» صلوات الله عليه. وهل جنوب لبنان إلا دليلا واضحا؟!
ولنترك الحديث عن الحقيقة لرئيس المخابرات الفرنسية الأسبق (ألكسندر دي مارانش) إذ يقول: «إن أكبر الأخطار التي تواجه الشرق الأوسط هي قيام إمبراطورية شيعية من حدود الهند إلى شواطئ البحر المتوسط، وإن إسرائيل عند قيام هذه الإمبراطورية ستدفع ثمنا غاليا»! (جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 14/10/1986). فهذه إذن مخاوفهم الحقيقية.. ممن يحملون تراث محمد وعلي!
أيها المسلمون! عودوا إلى محمد وعلي.. تعود إليكم القدس بالمهدي!
|
|
|
|
|