المجاهد البترولي . . أمير المواسم
كاظم فنجان الحمامي
فجاة ومن دون مقدمات نضالية, ومن دون مواقف ثورية, ومن دون لمحات كفاحية وسجلات قتالية, خرج علينا من قمقم الخليج المارد الأسطوري الأزرق, والمجاهد البترولي الخارق, ليفتتح مواسم الانقلابات المتفجرة بقوة الغاز ونابض الإرجاع, ويحمل لواء التجديد والتجنيد والتجميد في عموم الأقطار العربية والإسلامية, ولكل المواسم والمناسبات الوطنية والثورية والفكرية والطائفية. .
نابغة فريد من نوعه, لم يخطر على بال البطل الوهمي (هاري بوتر), ولا على بال زبائن الحانات الشامية القديمة, من شريحة (أبو عنتر), و(أبو صيّاح), ولا على بال أشقياء باب الشيخ ببغداد, فالرجل فلتة زمانه ببر الوالدين, وسابق أوانه في الإصلاح الحربي والإحسان القتالي. . .
لم يكمل تعليمه الابتدائي لكنه يجيد التحدث باللغات الحية والميتة. لم يلتحق بالجيش, لكنه استطاع أن يصمم وينفذ أعقد الخطط التعبوية واللوجستية في الحروب, التي خاضها ضد القبائل العربية دفاعا عن حقوق الناتو, فكان في مقدمة المارشالات وقادة الفيالق, وفي طليعة رجال العصابات ورجال المخابرات, والناتو فات فات وبذيلو سبع لفات. .
مجاهد من الطراز البترولي سريع الاشتعال, ومحارب من الطراز المغولي بصورة أبي رغال, ومفكر من الطراز الجاهلي المتحجر, استحدث أكبر محطات التلفزة العربية, وقاد جهابذة الكتاب والصحافيين العرب والأجانب, فرسم لهم المسارات الإعلامية المضللة, وعلمهم مبادئ الوطنية على الطريقة البنتاغونية, ولقنهم أصول البر بالوالدين على طريقة الابن الضال, وعلمهم قواعد الكفاح المسلح والمملح والمشلح, وأصول التمرد والانقلاب على الأنظمة الصالحة والطالحة, فالانقلاب عنده من المواهب الربيعية التي ازدهرت بموارد البترول, وأينعت ثمارها في حدائق الموساد. .
سخر أرضه ومطاراته لقوى الشر, وسمح لها بدك مدننا في كل الحروب والغارات الجوية والبحرية, التي شنتها القوات المتحالفة ضدنا, لكنه كان أول المتباكين على أطلال مدننا المدمرة, وأول الساعين لتحرير أرضنا المغتصبة, في تناقض عجيب بين ممارسة الرذيلة والتظاهر بالفضيلة, وفي تداخل غريب بين الهموم التي تبثها قناة الجزيرة, وبين السموم التي تنفثها الأوكار الحربية من قاعدة (سنوبي) في قلب الجزيرة, وفي مشاهد يومية لا يصدقها العقل ولا يقبلها المنطق بين الادعاء بالوسطية وبين الولاء للماسونية العالمية. .
إمارة صغيرة تدلت من رحم الخليج كما البيضة الناتئة من مستودعات الغاز ودهاليز الألغاز, نافرة كما الثألول المتورم بين أرداف مضيق هرمز, كبرت وتعفرتت وانتفخت بما فيه الكفاية, وامتلأت بغازات البطون المتخمة, فاشرأبت بعنقها وعنفها, ومدت أذرعها الأميبية المتباهية بالتفوق الأطلنطي الزاحف مع بغال طروادة نحو حقول النفط والغاز في (سرت) و(رأس لانوف). .
ثم اشتركت بالهجوم على لبلاب القارة السوداء, ورفعت راياتها البترولية قبيل بزوغ فجر الأوديسا, وراحت تزف البشائر بأخبار انتصاراتها الساحقة على العرب, بقيادة ملك المواسم, وبدعم من الرفيق المجاهد (ساركوزي). .
عاد بعدها المارد الأزرق ليصنع الموت في حضرموت, ويثقب سد مأرب من جديد بتفويض خاص من شيخ قبائل القوارض, ثم ذهب ليخزِّن القات مع رجال القبائل المتناحرة, الذين فقدوا خنجر (جنبية) سيف بن ذي يزن في مستنقعات المشاريع الأنانية, الداعية للتشرذم بين الشمال والجنوب بدعم ومؤازرة واوية وعتاوي السيرك السياسي, ومازالت المعارك الضارية تدور رحاها في خنادق التويتر, وثكنات اليوتيوب, فتبرعت القناة الشريرة بنقل التقارير الحية المصورة لتفاصيل الإصلاحات الحربية, التي أنجزها ملك المواسم في قاطع الفيلق الآسيوي وقاطع الفيلق الأفريقي باستقطاب أوبامي واضح, وتردد عربي فاضح, على الأقمار (عرب سبات), و(عرب شتات). .
والله يستر من الجايات