سيظل سؤال الأخلاق ماثلاً وملحاً أمام أي عمل يدّعي صاحبه بأنه إبداعي، بينما هو يسيء للآخر ويشوّه صورته في عيون الناس، فإذا تذرّع مخرج فيلم (الفتنة) جيريت فيلدرز الهولندي، ومن وافقه وأيدّه بممارسة الحرية في أعمالهم الفنية، فإننا نضع نصب أعينهم حقيقة فطرية يؤمن بها جميع بني البشر من دون استثناء، وهذه الحقيقة هي ما هو المخرج الأخلاقي للاعتداء على الآخرين وعلى معتقداتهم بالتشويه والاستهزاء؟..
لم يخلُ المجتمع الغربي من تناول سؤال الأخلاق في مجمل أعماله الاستكشافية أو الاختراعية، فمازال هذا السؤال ملحاً على المستحدثات من الأعمال والأفعال، باعتبار أن هنالك طرفاً آخر في أي معادلة وإن لم يكن الطرف الآخر موجوداً فالذات والنفس تستحق أن تحترم..
فيما يحدث في الغرب من تموّجات ضد الإسلام بصوره المختلفة نجد أن جميع القيم التي يؤمن بها أصحاب الإدعاء تلاشى وتتبدد، مادام أن الطرف الآخر هو الإسلام أو المسلمين، أما إذا وضعت في الطرف الآخر اليهود مثلاً، فإنه لن يحق لك حتى النقاش العلمي التاريخي في محرقة اليهود (الهولوكوست)، لأنك بكل بساطة ستتعرض للمحاكمة في البلدان الغربية نفسها..