تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل
بتاريخ : 04-08-2013 الساعة : 11:05 PM
تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التحية والسلام على الإمام الهمام صاحب العصر والزمان وعلى أباءه الكرام نقول
روى شيخنا الكليني رضوان الله عليه عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء ! تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل .
ما قاله أمامنا الصادق عليه السلام هو " إشارة إلى القوة النظرية المسماة بالعقل النظري وإلى القوة العملية المسماة بالعقل العملي إذ بالاولى يعلم المعارف الإلهية والأحكام الشرعية والأخلاق الحسنة النفسانية ، وبالثانية يعمل بها ويهذب الظاهر والباطن وبالعلم والعمل يتم نظام عبادة الرحمن واكتساب الجنان " .
فمعاوية عليه الهاوية من ناحية العقل العملي كان شيطاناً لأنه لم يستخدم عقله في عبادة الرحمن واكتساب الجنان من خلال التطبيق العملي والفعلي لشريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله ...
فقوله عليه السلام ( تلك النكراء ) هو " المنكر والأمر الشديد وكل ما قبحه وكرهه العقل أو الشرع فهو منكر أي تلك القوة التي كانت في معاوية وكانت سببا لتحصيله المصالح الدنيوية واكتساب الامور الشريرة، وانحرافه عن الله وعن أمر الآخرة قوة منكرة شنيعة قبيحة " .
أما قوله عليه السلام ( تلك الشيطنة ) فهذا من " شطن عنه إذا بعد ، ومنه الشيطان لبعده عن رحمة الله سبحانه والمراد بها رؤية نفسانية تكتسب بها أعمال الجاهلين وملكة شيطانية يقترف بها أفعال الشياطين، وقوة داعية إلى الأغراض الفاسدة والشرور وتحصيل المطالب بالحيل والمكر وقول الزور " .
وهذه الشيطنة كما قال أمامنا عليه السلام شبيه بالعقل فما لم يكن المرء تابعاً ومسلماً لله ورسوله وأهل البيت فسوف لا يميز ولا يعرف أن ذلك الشخص أو هذا يملك عقلاً مشيطن أو عقلاً رحمانياً من هنا أن اردنا أن نعرف الماضين أو اردنا ان نختبر أنفسنا فعلينا أن نطبق هذه القاعدة وهي أن كان المرء في سلوكه وتصرفاته مطبقاً لما أمر به رسول الله وأهل البيت عليهم السلام فهو يملك عقلاً يعبد به الرحمن ويكتسب به الجنان وإلا فلا ...
والحمد لله رب العالمين
26 رمضان المبارك / 1434 هـ
4 / 8 / 2013 م
المحتاج إلى عطف الحجة أبن الحسن
صفاء علي حميد