القول الجلي في حكمة استمرار الامامة في ذرية الحسين بن علي
بتاريخ : 05-08-2013 الساعة : 03:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة وأتم التسليم وافضل السلام على خيرة خلق الله اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعنه الدائمة والبراءة من اعدائهم أعداء الدين ومنكري فضلهم وجاحدي مقامهم من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين والذلة للمنافقين
السلام عليكم
لا يختلف أثنان من المسلمين بان من أهم قوام الشريعة المقدسة هو التوحيد ومن شعب التوحيد الاعتراف بان الله تعالى عالم حكيم فكل فعل يفعله الله تعالى حسن بحكم العقل والسمع وان لم ندرك تمام علة العفل الصادر منه جل جلاله , ولكن الله تعالى قد أيد الانسان بالعقل وجعلة الحجة الاولى علية ثم ايد هذه الحجة الذاتية بحجة أسمى منها وهي بعث الانبياء وأمدادهم بالاوصياء حتى ياخذو بيد الخلق الى جنان الجلد
وبمقتضى ايمان كل مسلم بان الله تعالى علم محض بالجزئيات والكليات لا ينبغى لهم ان يسالوا لماذا فعل الله كذا ولم يفعل كذا ؟! لانهم ان عرفوا العلة التامة للفعل او تقربوا من بعض أوجهه الحكمة لها او لا يعرفوها فان هذا الفعل حسن صحيح لا ينبغى الشك فيه اطلاقا وهذا هو محل اجماع ووفاق في الجملة بين ملل أهل القبلة .
ولكن قد أبتلى عقلاء المسلمون ببعض الهمج الرعاع ممن لا يحسن الحوار ولا يستطيع تقبل مذهب الاخرين فاخذوا يسالون أسئله اقل ما يقال في حقها بانها أسئله تدل على ان صاحبها ليس بمسلم اصلا , فهذه الحمير المستنفرة من المخالفين من عصر الائمة صلوات الله عليهم والهم والى الان تعتقد بانها تطعن في عقيدة الامامية مثلا حينما يقولون بان البداء هو شرك ؟! او لماذا كانت الامامة في نسل الامام الحسين صلوات الله عليه واله وليس في ذرية الحسن صلوات الله عليه واله ؟! فبهذا القول ينكرون علم الله تعالى لان النظرية القرانية بان الامامة هي بجعل اللهي بمعنى بان الامام علي بن الحسين هو الامام لان الله تعالى قد جعله اماما ولم يجعل عمه السيد محمد بن الحنفية امام لهذا سؤالهم هذا سالب بانتفاء الموضوع لاننا وهم متفقون - اذ كانوا من اهل القبلة - بان الله تعالى هو العالم وهو الحكيم وكل فعل يصدر منه وكل تشريع هو الاسلم والافضل ويشهد بذلك الواقع الخارجي بحيث ان تراجم الائمة الاثنى عشر عند النواصب حتى مرصعه بكلمات الثناء والفخر بهم رغم انهم نواصب يدسون السم في العسل الا انهم لا يستطيعون بل أنى لاحد ان يستطيع ان لا يقول بتميز الائمة وعلو كعبهم في العلوم وفي الشريعة وفي الاخلاق والعبادة .
ومن هذا الباب قررنا تحرير هذه الرسالة المختصرة بحكمة كون الامامة في نسل الامام الحسين صلوات الله عليه واله وليس في نسل السادة الحسنية الذين هم على مدى التاريخ كان غالبهم من علماء الشيعة الامامية ويشهد اليوم بان السادة الحسنية هم نجوم الفقه والعلم وهم يدينون بالولاء لابناء عمهم الائمة والسادة الحسينية بصورة عامة .
وقلنا حكمة وليس علة لان العلة واضحة وهي ان اختيار الله تعالى حكيم وان الائمة الاثنى عشرية جعلهم الله تعالى بقوله لجدهم ابراهيم
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (124) سورة البقرة
فتجدون بان دخول ياء المخاطبة والتي تعود الى الله تعالى تطهر الائمة من ذرية إبراهيم وتصرح بان لأمامة أناس قد خلقهم الله واصطفاهم بعلمه ناهيكم عن الآيات الاخرى في الكتاب الحكيم والاحاديثه الرسول الشريفة بفضل ذرية الامام الحسين وانهم هم الائمة بامر من الله تعالى البارى والخالق .
واما الحكمة في كون الامامة فهي كما ورد على لسان الامام ابى عبد الله الصادق صلوان الله عليه واله في الحديث الصحيح الذي جاء في بحار الانوار في ج 25 في باب ان الائمة من ذرية الامام الحسين ....
الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام الحسن أفضل أم الحسين ؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين، قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن ؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة ؟ وإن الله عزوجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون. قلت: فهل يكون إمامان في وقت ؟قال: لا إلا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه، والآخر ناطقا إماما لصاحبه وأما أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا...........
والحديث صحيح بناءا على رجوع علي بن الحسن بن فضال وابيه الى الحق وهذا الحديث من عمدة الادلة على ذلك كون الحسن بن فضال مات صحيح العقيدة وهو صريح في ان الامامة لا تجعل في اخوين بعد الحسن والحسين وهذا يهدم عقيدة الافطحية البائده , واما على عدم ذلك فالحديث حسن .
وكيف ما كان فالحديث صحيح المضمون موافق لعقائد اهل الحق من ان الامام الحسن صلوات الله عليه واله افضل من الامام الحسين صلوات الله عليه واله كما ان موسى افضل من هارون صلوات الله على نبينا واله وعليهما السلام .
وتجدون بان الامام عليه السلام قد أجاب بجواب يهدم بيت العنكبوت الذي يتخذه النواصب ذريعة في مقولتهم بان الشيعة تفضل ابناء الحسين على ابناء اخية فالامام يؤكد على ذات المعنى الذي تقدم بان الامامة بجعل اللهي واختيار اللهي ويؤيد ذلك ما ورد عن الامام الرضا صلوات الله عليه واله بسند مقبول في عيون اخبار الرضا ( عن محمد بن أبي يعقوب البلخى، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقلت له: لأي علة صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلا م، فقال: لأن الله عز وجل جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن، والله لا يسئل عما يفعل)
وفيه تاكيد صريح على العلة الحقيقة بان امر الجعل هو بيد الله تعالى وما يؤيد ذلك أيضا بان النبوة قد استمرت في ذرية لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ولم تستمر في ذرية يوسف النبي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
فالله تعالى العالم بكل شي وهو الاعلم والاعرف بالمصلحة ومن يكون ولية في ارضة وحجه عليها
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (32) سورة فاطر
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا*} (58) سورة مريم
والحمد لله رب العالمين والصلاة التامة على خيرة خلق الله اجمعين محمد واله الطيبن الطاهرين والعاقبة للمتقين