|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 42995
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 3
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
نبذة من حياة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله)
بتاريخ : 15-11-2010 الساعة : 12:42 PM
نبذة من حياة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله)
بسم الله الرحمن الرحيم ولد في النجف الأشرف فجر المولد النبوي الشريف عام 1380 هجرية الموافق أيلول/1960 ونشأ في أسرة علمية دينية سجلت معاجم الأدب و الفكر والخطابة جملة منهم ومنهم أبوه الشيخ موسى وجده الشيخ محمد علي الملقب شيخ الخطباء وجده لأمه الشيخ مهدي وجد أبيه الشيخ يعقوب الذي نهل من المدرسة العرفانية و الأخلاقية للمرحوم الشيخ جعفر الشوشتري و المرحوم الشيخ حسين قلي الهمداني.
انتقل مع والده إلى بغداد عام 1968 لارتباط أبيه بنشاطات دينية واجتماعية وسياسية مع المرحوم الشهيد السيد مهدي الحكيم نجل المرحوم المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم (قدس سره) والذي كان يتمتع بزعامة دينية و اجتماعية في بغداد.
نهل المعارف الدينية منذ نعومة أظفاره حيث كان يرافق أباه ويحضر مجالس خطابته ويلتقطها بدقة ثم سردها بالتفصيل بعد عودته على والدته (رحمها الله تعالى) وكان أبوه (ره) يشيد بنبوغه المبكر أمام العلماء والفضلاء. وبدأ مطالعة الكتب وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وألّف بحثاً موسعاً بعنوان (الخمر أم الخبائث) وهو لم يبلغ الحلم، وكان نوع الكتب التي يطالعها تتعمق كلما مرت عليه الأعوام. والتحق أيضاً في بداية السبعينات بحوزة علمية دينية مصغرة أسسها المرحوم السيد علي العلوي في حي العبيدي ببغداد.
أكمل دراسته الأكاديمية في بغداد حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من كلية الهندسة /جامعة بغداد عام 1982 وكان عليه الالتحاق بالخدمة العسكرية بموجب التجنيد الإلزامي ، وكانت يومئذ الحرب العراقية الإيرانية مشتعلة إلا إن تربيته الرسالية جعلته يرفض أن يرتدي ملابس الظلمة ويكون جزءاً من منظومتهم ولو للحظة واحدة و انزوى في الدار رغم ان هذا القرار يكلفه حياته حيث كان جلاوزة النظام ينتشرون في كل مكان خصوصا في بغداد و يعدم رمياً بالرصاص المتخلف عن الخدمة العسكرية في حفلة علنية.
وتفرغ للمطالعة بدراسة وتأمل وتحقيق وبدا يكتب و يؤلف من دون أن يجد من يرعى كفاءته في تلك الظروف القاهرة حتى قيض الله تبارك وتعالى بلطفه طريقا سرياً عبر عدة وسائط للتواصل مع السيد الشهيد الصدر (قدس سره) وكان ذلك عام 1985 وأثمر عن عدة كتابات في الفكر الإسلامي والأخلاق وتهذيب النفس طبعت ضمن كتابين هما (الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه وكتاب (قناديل العارفين).
وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 رجع إلى النجف الأشرف وتزوج كريمة المرحوم شهيد الانتفاضة الشعبانية العلامة السيد محسن الموسوي الغريفي
شارك في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وخرج مع المجاهدين من أبناء النجف الأشرف للدفاع عن كربلاء المقدسة بعد أن زحفت عليها قوات الحرس الجمهوري لكنه لم يشارك في القتال ورجع مع غير المسلحين إلى النجف
ارتدى الزي الديني مطلع عام 1992 (شعبان /1413) وتوّجهُ بالعمامة المرجع الأعلى المرحوم السيد الخوئي (قدس سره), وكان السند الأول للسيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) والوحيد الذي آزره في بداية إعلان مرجعيته في تلك السنة وهذا ما ذكره السيد الشهيد الصدر نفسه و اقنع وجوده إلى جنبه (قدس سره) الكثيرين من داخل الحوزة العلمية وخارجها بالرجوع إلى السيد الشهيد (قدس سره) حتى انتشرت مرجعيته (قدس سره) واتسعت وأصبح الشيخ اليعقوبي الرجل الثاني بعد السيد الصدر(قدس سره) في هذه المرجعية الرسالية.
وكان "قده" يشيد به و يشير إليه ونشرت بعض هذه الكلمات في مقدمة كتاب (المشتق عند الأصوليين) و (قناديل العارفين) وقبل استشهاده بخمسة أشهر وبالضبط يوم 5/جمادى الثانية/1419 رشح الشيخ اليعقوبي لخلافته بقوله في لقاء مسجل مع طلبة جامعة الصدر الدينية: (.... والآن استطيع القول أن المرشح الوحيد من حوزتنا هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي وهو الذي ينبغي أن يمسك بزمام الحوزة من بعدي إذا شهد له بالاجتهاد).
ولم يعلن الشيخ اليعقوبي اجتهاده إلا بعد سقوط النظام الصدامي ونشر بعض بحوثه الاستدلالية فشهد له بالاجتهاد بعد الاطلاع عليها سماحة آية الله الشيخ محمد علي الكرامي (دام ظله الشريف) (المجاز بالاجتهاد من قبل سماحة آية الله الشيخ المنتظري (قدس سره)وسماحة آية الله الشيخ محمد الصادقي الطهراني (دام ظله الشريف)(المجاز بالاجتهاد من قبل السيد الخوئي (قدس سره) عام 1386) وآخرون, رحم الله الماضين وحفظ الباقين.
لازم السيد الشهيد الصدر حتى استشهاده في شباط /1999 وهو الذي تولى الصلاة على جسده الطاهر وولديه و واراه الثرى مع عدد الأصابع من الموالين في تلك الأجواء المشحونة الرهيبة ووسط جلاوزة النظام المدججين بالسلاح.
وتولى سماحة الشيخ اليعقوبي قيادة الحركة الإسلامية في العراق ورعاية قواعدها التي يشكل أتباع السيد الشهيد الصدر (قدس سره) غالبيتها و قد عمل بآليات جديدة بعد أن عطل النظام آليات عمل السيد الشهيد الصدر (قدس سره) وفي طليعتها صلاة الجمعة المباركة .
دراسته الدينية : بداً دراسته من السطوح المتوسطة (أي شرح اللمعة وأصول الفقه للمظفر (ر ه) ) في جامعة النجف الدينية برعاية المرحوم السيد محمد كلانتر (قدس سره) وقطع مراحل الدراسة بفترة قياسية بجد و اشتغال وتزامناً مع دراسته للسطوح العالية التحق ببحوث الخارج برغبة من السيد الشهيد الصدر (قدس سره) فحضر بحث الأصول اللفظية عنده (قدس سره) من شوال 1414 حتى استشهاده في ذي القعدة /1419 وحضر بحوث الأصول العملية عند سماحة آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض (1417- 1421) وحضر في الفقه عند آية الله السيد علي السيستاني في (1415- 1420) وعند المرحوم الشهيد آية الله الميرزا علي الغروي (قدس سره) (1416-1418) ودوّن كل تقريراتها.
بدا بتدريس المقدمات قبل مرور سنة على التحاقه بالحوزة العلمية في جامعة النجف ثم تدرج في تدريس السطوح المتوسطة (اللمعة وأصول الفقه) و العالية (المكاسب والكفاية) وكانت حلقته العلمية من أوسع الحلقات حضوراً و أكثرها عطاءً.
وبدا إلقاء محاضراته في البحث الخارج في الفقه في شعبان/1427, و اختار المسائل الخلافية لتكون موضوعاً لبحثه حيث يختار مسائل ذات عمق علمي ومثار جدل بين الفقهاء ليكون أكثر إنضاجاً للفضيلة العلمية حيث يحضر أكثر من (70) من فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية بحثه الشريف وقد حرر إلى الآن عدة مسائل مهمة علمياً وعملياً وتُطبع في كتاب عنوانه (فقه الخلاف), وقد صدرت منه خمس مجلدات ضمّت ثمان وثلاثين مسألة. ومن مميزات بحثه تعرّضه لآراء أساطين القدماء وأعلام المعاصرين من مدرستي النجف الأشرف وقم المقدسة.
له رسالة عملية بعنوان (سُبُل السلام) وقد صدر المجلد الأول منها عام 1430هـ ضم العبادات وأعيد طبعه مراراً، ويواصل إنجاز الجزء الثاني في المعاملات، كما صدرت له رسالة عملية موسعة في مناسك الحج وأعيد طبعها مرات.
مؤلفاته:
له مؤلفات عديدة غير ما ذكرناه أعلاه، منها:- الرياضيات للفقيه (مجلّد)، ملامح من تاريخ وخطاب القيادة الدينية في العراق (5مجلدات)، ثلاثة يشكون (مجلد)، دور الأئمة في الحياة الإسلامية (مجلد)، قناديل العارفين (مجلد)، المشتق عند الأصوليين (مجلد بجزئين) وهو تقرير بحث السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره)، الأسوة الحسنة (مجلد)، المعالم المستقبلية للحوزة العلمية (مجلد)، الفقه الاجتماعي (مجلدان) (نحن والغرب)، (من وحي الغدير)، (فقه طلبة الجامعات)، وغيرها من الكتب والكراريس.
كما أصدر كتباً وكراريس ساعده فيه عدد من الفضلاء من طلبته بأن يضع الخطوط العريضة لأفكار الكتاب لأحد الفضلاء من طلبته ثم يشرف عليه أثناء الكتابة حتى يحقق المطلوب لشعوره بسعة الحاجة بحسب سعة التحديات مما لا يستطيع بمفرده أن ينجزها ولإنضاج القابليات وتفجير الطاقات لدى الآخرين وقد تجاوز عددها المئة, وكلها كتبت لسد فراغ أو معالجة حالة شخّصها بفكره الثاقب.
وقد سجلّت له المئات من المحاضرات الأخلاقية والفكرية والاجتماعية في مناسبات شتى ودُوّن كثير منها مع مواقفه السياسية - إزاء مختلف الأحداث - وتوجيهاته ومواعظه في كتاب (ملامح من تاريخ وخطاب القيادة الدينية في العراق) وقد أنجز منه إلى الآن خمس مجلدات.
مشاريعه: عمل سماحة الشيخ اليعقوبي على تحويل المرجعية إلى كيان مؤسساتي حقيقي تبقى محافظة على ديمومتها بلطف الله تبارك وتعالى حتى بعد غياب شخصه, ولم يقف عند حدود مرجعية ترعى مؤسسات, فضلاً عن المرجعية التقليدية,
حيث يقف المرجع على قمة هذه المؤسسة ويرتبط به مباشرة مكتبه الذي يدير من خلاله الشؤون التقليدية للمرجعية
ويشرف سماحته بنفسه على إدارة كل المشاريع التي أسّسها بفضل الله تبارك وتعالى ريثما ينضج العاملون ليمسكوا بمفاصل المشروع الإصلاحي للمرجعية و التي يفترض أن تكون على رأسها (جماعة الفضلاء) التي تضم فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية الذين لهم نشاط اجتماعي, و تشرف على سائر المشاريع الأخرى و تضبط حركتها ضمن مشروع المرجعية وإطار الشريعة.
ومن المؤسسات القائمة الآن بلطف الله تبارك وتعالى غير جماعة الفضلاء نذكر :-
1-جامعة الصدر الدينية بفروعها التي تجاوزت العشرين في المحافظات وهي حوزات علمية دينية رافدة لحوزة النجف الأشرف وتضمن حوالي ألفي طالب.
2-جامعة الزهراء (عليها السلام) بفروعها البالغة أربعة عشر فرعاً في المحافظات وهي كجامعة الصدر, إلا أنها مخصوصة للنساء وبلغ عدد طالباتها المئات.
3-المؤسسات الإعلامية الإسلامية (إذاعة البلاد من بغداد وإذاعة الأمل من البصرة وإذاعة سبل السلام من الناصرية).
4- العشرات من منظمات المجتمع المدني ذات الأنشطة الثقافية والإنسانية والدينية والاجتماعية.
5- نقابة السادة العلويين لرعاية ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)وتفعيل دورهم في حياة الأمة.
ووجّه أتباعه لتشكيل حزب سياسي يشارك في العملية السياسية بعد سقوط صدام عام 2003 لتحقيق الأهداف الإسلامية والوطنية التي دوّنها (حزب الفضيلة الإسلامي) في نظامه الداخلي، وأصبح له دور فاعل وله عدة مقاعد في البرلمان, كما وجّه شرائح عديدة لتنظم شؤونها وتفّعّل دورها ـ ويواصل سماحته دعمه لها ـ , كالأساتذة والخريجين الجامعيين في كيان (جامعيون) والمهندسين في (التجمع المهندسين الإسلامي) والنساء في فروع (رابطة بنات المصطفى (صلى الله عليه وآله)وغيرها).
من مشاريعه الدينية تأسيس الزيارة الفاطمية إلى مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام) يوم 3/ جمادى الثانية من كل عام لإحياء ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء حيث يشارك عشرات الآلاف من المؤمنين في تشييع رمزي ينطلق إلى الحرم الشريف بعد أن يلقي سماحته خطاباً تاريخياً، وقد بدأت المناسبة أول مرة عام 1427 (2006) مما يساهم كثيراً في نشر القضية الفاطمية وإبراز تأثيرها العظيم كما نظم بعد سقوط صدام اللعين مواكب الوعي الحسيني لأساتذة وطلبة الجامعات التي شارك فيها حوالي (20) ألفاً منهم في كربلاء المقدسة في ذكرى عاشوراء الحسين (ع).
وللمزيد من التفاصيل عن حياة سماحته راجع ما دوّنه في كتبه:
1- الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه، 2- قناديل العارفين، 3- الشيخ موسى اليعقوبي: حياته، شعره 4- ملامح من تاريخ وخطاب القيادة الدينية في العراق.
30- شوال- 1431هـ المصادف 9/10/2010 م
|
|
|
|
|