بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى أصحاب السنن أنه صلى الله عليه ةاله وسلم قال : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تزيد في الدنيا وتذكر في الآخرة )
رواه ابن ماجه في صحيحه باب ماجاء في زيارة القبور
وسؤالي : مامدى صحة هذا الحديث عند علماء الشيعه؟
وان صح فهل نستنتج منه أن النبي نهى عن زيارة القبور لفترة مؤقته لحكمة معينة ، لكنه بعد ذلك أمر الناس بها بل حثهم عليها ؟
الأدلة على جواز زيارة القبور هي :
أولاً : الكتاب الكريم ، قال سبحانه وتعالى : ((ولاتصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون)) (التوبة 84) .
نهت الآية عن الصلاة والقيام على قبر المنافق ، ومفهومها مطلوبية هذين الأمرين بالنسبة لغيره أي للمؤمن .
ثانياً : السنة النبوية ، فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جسّد بعمله مشروعية زيارة القبور ـ مضافاً إلى أنه أمر بها ـ و علّم كيفيتها وكيف يتكلم الانسان مع الموتى ، فقد ورد في غير واحد من المصادر ، أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) زار البقيع ، واليك بعض النصوص :
1 ـ روى مسلم عن عائشة إنها قالت : ((كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلما كان ليلتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون ، غداً مؤجلون و إنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللّهم أغفر لأهل بقيع الغرقد ))( صحيح مسلم : 7/41 ).
2 ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه قال : ( نهيتكم عن ثلاث وأنا آمركم بهنّ ، نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة) (كنز العمال : 15/248 ، الأحاديث 42563 ، 42564 ، 42565) .
وغير ذلك من الآثار النبوية الحاثة على زيارة القبور ، وللمزيد من التفصيل راجع أيضاً (سنن الترمذي : 3/370 ح 1054 و سنن النسائي 4/89 ، 91) .
ثالثاً : الفطرة ، فالنفوس السليمة تشتاق إلى زيارة لمن له بها صلة روحية أو مادية والإسلام دين الفطرة .
رابعاً : سيرة المسلمين ، فانها جرت على زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ وفاته وإلى يومنا هذا .
خامساً : تصريح أكابر الأمة الإسلامية وفقهائها على زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقد خصّ الإمام السبكي الشافعي في كتابه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام) باباً لنقل نصوص العلماء على استحباب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد بيّن أن الاستحباب أمر مجمع عليه بين المسلمين .
كما نقل العلامة الأميني في (الغدير : 5/109 ـ 125) كلمات أعلام المذاهب الأربعة بما يتجاوز الأربعين كلمة حول الزيارة ، هذا وقد تضافرت الأحاديث عن أهل البيت (عليهم السلام) حول زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منها مثلاً :
روى الصدوق بسنده عن الإمام الرضا (عليه السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : (من زارني في حياتي وبعد موتي فقد زار الله تعالى ....) (عيون أخبار الرضا : 1/115) .
روى ابن قولويه بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة) (كامل الزيارات : 12).
ثم بالإضافة إلى هذه الأدلة هناك آثار تربوية وأخلاقية واجتماعية تنطوي عند زيارة القبور ، ومن يشكّك في استحباب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الواقع يشكك في الأمور المسلّمة والمتفق عليها عند المسلمين .
أنا لا أعترض على استحباب زيارة القبور ، ولم يكنهدفي من الموضوع ذلك...
بل أعتقدمثلك تماما بالاستحباب وأزيدك ..أن من يعترض على زيارة القبور ويكفر الزائرين هم فقط اتباع محمد عبدالوهاب ، وهاهو قبره يزار وبجواره بئر يتبركون بمائه ..
انما سؤالي كان بخصوص الحديث الذي ذكرته انا ، وهو مشابه للحديث في مداخلتك هنا:
2 ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه قال : ( نهيتكم عن ثلاث وأنا آمركم بهنّ ، نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة) (كنز العمال : 15/248 ، الأحاديث 42563 ، 42564 ، 42565) .
.
بمعنى أن النبي الاعظم فعلا نهى عن زيارة القبور في بادئ الامر ..أليس كذلك؟
فقط هذه النقطة احببت التاكد منها
اصل هذه الرواية من مسلم النيسابوري
وعللها علماء السنة السبب في النهي حذرا من دعوة الجاهلية
وفحواها الجزع والاعتراض على الله عزوجل في الجاهلية
ولكن بعد اثبات اسس الاسلام في النفوس نسخ النهي
اقول وهذه الدعوى تحتاج الى بينة ودليل
ألا يمكن أن يكون سبب النهي المؤقت هو أن الأموات كانوا مشركين وعبدة أصنام وقد قطع الاسلام كل العلاقات مع الشرك واهله ، فنهى النبي عن زيارة القبور ؟؟ أما بعد ذلك فحبب الزيارة بعدما انتشر الاسلام ؟؟
كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها؛ فإنّها ترقُّ القلوب، وتدمعُ العين وتذكِّر الآخرة، ولا تقولوا هجراً»(1).
(1) رواه مسلم في صحيحه: باب استئذان النبي ربه في زيارة قبر أمه: ج 3، ص 65.
(
ولعلّ النهي كان بملاك أنّ أكثر الاَموات يومذاك كانوا من المشركين، فنهى النبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ عن زيارتهم، ولمّا كثر المؤمنون بينهم رخّص بإذن الله.
ولعلّ هناك ملاكاً آخر للنهي وهو أنّ زيارة القبور تُذكّر بالموتى والقتلى، وتورث الجبن عن الجهاد، وإذ قوي الاِسلام رخّص في الزيارة(6).