بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة:185]
إن الله سبحانه وتعالى جعل فرصاً في أوقات لعباده المؤمنين، يتسابقون فيها إلى الخيرات، ويكثرون من العبادات، ويجأرون إلى الله بالذكر والتضرع والدعوات، ومن هذه الفرص الثمينة، والمواسم القيمة شهر رمضان المبارك، شهر القرآن والخير والبركة والصدقة والدعاء. إنه شهر القيام، إنه شهر الإحسان، إنه شهر العتق من النيران لمن تاب وأناب إلى الله سبحانه وتعالى.
أيها المؤمنون ينبغي النا أن نعيش بعض الوقت مع هذا الشهر العظيم المبارك، ومع هذا الضيف العزيز الخفيف الذي سرعان ما يحل بنا، وسرعان ما يولي من بين أيدينا وظهورنا، فلقد كنا نقول منذ يومين أو ثلاثة: غداً رمضان، وسوف نقول بعد وقت قليل: لقد انتهى رمضان، وها هي أيام الخير، وها هي أيام البركات والرحمات تولي سريعةً من بين أيدينا وأظهرنا، فالله الله في هذه الأيام، الله الله في شهر القرآن، الله الله في شهر الصيام، الله الله في شهر القيام : فقد جاء في خطبة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) التي أستقبل فيها شهر رمضان كما ورواها الحر العاملي في وسائل الشيعة ج 10 ص 313 : قال :
(أنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة، والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات،
هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله جعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب- فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه.
فإن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا ارحامكم واحفظوا السنتكم وغضوا عما لا يحل الاستماع إليه استماعكم وتحننوا على ايتام الناس كما يتحنن على ايتامكم وتوبوا الى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه ايديكم بالدعاء ...)