شاهدت احدى المواضيع قال الوهابي لأحدى الموالين المؤمنين :
مازال الجواب معلقا على سؤالي
ان هذه الكتاب تقول ان لله عين ولسان واذن الا وهو الائمة
ثم قال الوهابي للموالي :
ارجوا الجواب هل انت مع هذا الرواية التي ذكرتها ام لا
وماذا تقول بمن يقول مثل هذا الرواية هل هم كفار ام مجتهدين ولهم درجتين
والوهابي يقصد هذه الرواية :
كتاب التوحيد - باب 24 : باب معنى العين والأذن واللسان
1 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لله عز وجل خلقا من رحمته خلقهم من نوره ورحمته من رحمته لرحمته فهم عين الله الناظرة، وأذنه السامعة ولسانه الناطق في خلقه بإذنه، وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة، فبهم يمحو السيئات، وبهم يدفع الضيم، وبهم ينزل الرحمة، وبهم يحيي ميتا، وبهم يميت حيا، وبهم يبتلي خلقه، وبهم يقضي في خلقه قضيته، قلت: جعلت فداك من هؤلاء؟ قال: الأوصياء.
الرد :
قلت أنا كتاب بلا عنوان هذه المعاني و الكلمات معروفة عند جميع الشيعة و تأويلها :
عين الله و أذنه السامعة تأويلها : رؤيتهم ومشاهدتهم لأعمال الناس وشهادتهم بذلك يوم القيامة كما قال تعالى : {وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُون} فالأئمة عليهم السلام عين الله الناظرة في خلقه.
وكذلك ايضاً جاء في كتب السنة تروي بأن عمر قال لأحدى التابعين بأن الامام علي عليه السلام هو عين الله :
النهاية في غريب الحديث - لابن الاثير - المجلد الثالث - باب العين مع الياء
(ه) وفي حديث عمر <أنَّ رجلا كان يَنْظُرُ في الطَّوَاف إلى حُرَم المسلمين، فلَطَمه عَليٌّ، فاسْتَعْدَى عليه عمرَ، فقال: ضَربَك بِحَقٍّ أصَابَته (في الهروي: <أصابتك ) عينٌ من عُيون اللّه> (عزا الهروي هذا التفسير الى ابن الاعرابي، وذكر قبله عن ابن الاعرابي ايضا: <يقال: أصابته من اللّه عين: أي أخذه اللّه> ) اراد خاصَّة من خَواصّ اللّه عزّ وجل، وَوَليّاً من اوليائه.
و أما وجه الله تأويلها و معناها عند الشيعة : ما يقابله الإنسان حيثما يتوجه الى شيءففي مجمع البحرين : قوله {فثم وجه الله} أي جهته التي أمر الله بها
وقد جاءت روايات تفيد المعنى السابق
في عيون أخبار الرضا بسند موثق في الصفحة 117 من الباب الثامن : ما جاء في الرؤية
21 -حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله، قال: حدثنا علي ابن ابراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبدالسلام بن صالح الهروي، قال: قلت لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام....إلى أن قال ... يا ابن رسول الله فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله؟ فقال عليه السلام: يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم، هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته، وقال الله عزوجل: (كل من عليها فان و يبقى وجه ربك) وقال عزوجل: (كل شئ هالك إلا وجهه) فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة) وقال عليه السلام: (إن فيكم من لايراني بعد أن يفارقني) ياأبا الصلت إن الله تبارك و تعالى لايوصف بمكان، ولاتدركه الابصار والاوهام....إلخ
وكذلك في كمال الدين بسند صحيح رجاله إمامية :
ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن عمر بن أبان عن ضريس الكناسي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قال نحن الوجه الذي يؤتى الله منه
قلت أنا كتاب بلا عنوان : اي تأتي الدين الصحيح و تتوجه الى الله عن طريقهم لا عن طريق غيرهم
وكذلك في بصائر الدرجات بغض النظر عن ضعف إسناده بصالح لأن متنه يشهد على صحته :
الحجال عن صالح بن السندي عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلاَّ وَجْهَهُ قال نحن و الله وجهه الذي قال و لن يهلك يوم القيامة من أتى الله بما أمر به من طاعتنا و موالاتنا ذاك الوجه الذي قال الله كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ليس منا ميت يموت إلا خلف منه إلى يوم القيامة
و كذلك في كتاب التوحيد و بحار الانوار ج 24 بحذف إسناده :
قال الامام الصادق عليه السلام : و لو لا نحن ما عبد اللهبيان قوله ع : لو لا نحن ما عبد الله أي نحن علمنا الناس طريق عبادة الله و آدابها أو لا تتأتى العبادة الكاملة إلا منا أو ولايتنا شرط قبول العبادة و الأوسط أظهر
و في كتاب التوحيد باب 12 و بغض النظر عن ضعف إسناده لأن المتن له شواهد و متابعات :
عن صفوان عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قال من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد و الأئمة من بعده صلى الله عليه و آله فهو الوجه الذي لا يهلك ثم قرأ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ
و قد ذكر الصدوق في كتابه التوحيد في الباب 12
9 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز، عن ابن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله واحد، أحد، متوحد بالوحدانية، متفرد بأمره، خلق خلقا ففوض إليهم أمر دينه....ونحن العاملون بأمره، والداعون إلى سبيله، بنا عرف الله، وبنا عبد الله، نحن الأدلاء على الله..إلخ
لسانه الناطق : تأويلها هو أنهم يبلغون الدين بما جاء به الله تعالى
و أما قوله بهم يمحو السيئات و بهم يدفع الضيم : اي التوسل بهم الى الله سبحانه و تعالى ( و أبتغوا إليه الوسيلة) صدق الله العظيم
و أما بقية الحديث فهو مصداق قوله عليه السلام : لو بقيت الارض بغير إمام لساخت .كناية عن فناء الحياة و البشرية
وقد قال الله سبحانه و تعالى : (( وَمَا كَانَ اللَّه ليعَذّبَهم وَأَنتَ فيهم )) (الأنفال: 33).صدق الله العظيمو عني بهذه الآية الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله
وقد ورد في كتاب الكافي الشريف - المجلد الاول - باب ان الارض لا تخلو من حجة بسند صحيح :
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ وَ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو إِلَّا وَ فِيهَا إِمَامٌ كَيْمَا إِنْ زَادَ الْمُؤْمِنُونَ شَيْئاً رَدَّهُمْ وَ إِنْ نَقَصُوا شَيْئاً أَتَمَّهُ لَهُمْ .
و قد قال أحدى مشايخ الشيعة : ففي قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 31) فكان نشوء الحياة على الأرض عائدا إلى جعل الله تعالى فيها خليفة، وهو آدم عليه السلام، فيكون هو العلة، ويكون وريثه في محلّه وقائما مقامه، وفي زماننا هذا هو سيدنا ومولانا وارث آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وسائر الأئمة والأنبياء والمرسلين الحجة بن الحسن المهدي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين