بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
-------------------------
حفظ الشيء ، منعه / صيانته / وقايته من التغير او الاندثار ، او كل ما يتعلق بتغير مادته او صفته او حقيقته .
الذكر / القران سيكون حفظه بان يمنع عنه كل تغير او اندثار او كل ما يتصور من تغيير
فلمّا كان الذكر هو هذه الآيات القرانية وسورها ، ( في مرتبة اللفظ )
فان حفظ القران سيكون متعلقه بقاء هذا الكتاب بسوره وآياته محفوظ من التغير ،
وحيث انّ هذه الايات والسور هي ليست كلمات ومقصود منها ظاهرها ، بل معاني ومقاصد لحقائق
فان الحفظ هنا يتطلب بالاضافة الى حفظ الكتاب ، حفظ حقيقة معانيه ومقاصده ، اي تفسيره الحق ومقاصده كما ارادها الله .
وعدى ذلك فلا يتحقق الحفظ فقط بحفظ الكتاب دون مقاصده ومطالبه التي هي الغاية منه .
وهنا لا يوجد من يمكن له ان يحفظ هذه المعاني والمقاصد والتاويل والتنزيل والبطون الا من نزل القران على قلبه وارسل به او من ينوب عنه*
فاما الاول فهو بلا شك الرسول الخاتم محمد ص .
واما من ينوب عنه ، فلم يدّعي ولا يستطيع احد ، غير العترة من ال البيت عليهم السلام . كما اثبت النقل والواقع .
هذا لحد الان حفظ القران / الذكر بمرتبته اللفظية وغايته القصدية
وأما في مراتبه الاعلى التي نزل منها ، فان القران يبين من الحافظ له هناك واين
اذن هذا القران / الذكر في مرتبته اللفضية محفوظ في اللوح المحفوظ / الكتاب المكنون / ( ام الكتاب في تعبير اخر )
بمعنى هو محفوظ بان اصله الذي نزل / تنزل منه هو عند الله في اللوح المحفوظ
وهو ايضا محفوظ في مرتبته اللفظية التنزلية من خلال الحفظة الكرام البررة المصطفين محمد وال بيته المطهرين .
ولا يخفى على المتأمل ، بان ضرورة الحفظ وذكرها بالقرآن ليس فقط انشاء واعلام عن حقيقة ما !!!
بل ورائها حقائق ضرورية !!!
ومن اهم هذه الحقائق هو ان القران اللفظي حتى يحقق غايته لا بد وانّ له مفسّر / مترجم لمعانيه وحقائقه التي يريدها الله وكما يريدها الله فهو بمنزلة القرآن الفعلي / العملي / التطبيقي - الحق الحقيقي له .
وهذا هو دور المعصوم ع ( وما سنة الرسول والمعصوم إلا تطبيق ومصاديق حقيقية حقّه لحقائق ومعاني وتشريع القران ولذلك كانت ثابته ومنصوص عليها لاخذ الدين منها وفهمه عنها )
اي ان الرسول او الامام هو القرآن الناطق كما يوصّف احيانا ، بل هو القران الحي المتجسّد عن ذلك القران اللفظي وحقيقته ومعانيه ومقاصده وتاويله وبواطنه وغيرها من حقائق .
وحيث ان القران والعترة لا يفترقان ، ولا يجب ان يفترقان ، للزوم وترابط الاثنين وجــــــودا وغـــــايتا
فان المعصوم ( القران الناطق ) لا بد وان يكون في كل زمان ، وإلا انتفى التلازم الضروري وهذا بدوره يعني انتقاض الحفظ .
وهذا لعله استدلال اخر على ضرورة بقاء / دوام حُـجّـة لله في ارضه حتى يوم القيامة ، لان القران هو التشريع الخاتم والباقي الى يوم القيامة ، وحفظه يتطلب بقاء القران الناطق الى يوم القيامة ( اي بقاء الحجة ) ، فتامل
والله اعلم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 24-04-2015 الساعة 11:45 AM.