بعد مقتل عثمان بن عفان أصبحت أجواء المدينة المنورة لا تطاق ، فقد أصبحت كئيبة وحزينه
ومن اجل الترفيه عن النفس كان لا بد من الخروج منها والسفر إلى مدينة أخرى...
وأفضل مكان في ذلك الزمان ينسي الحزن والألام هي البصرة .
فالبصرة كانت تجذب السواح من كل مكان لما تتمتع به من هواء طلق والنقي وكثرة المعالم
السياحية والأثرية ولشهرتها بالاشجار والخضرة ..
فلذلك قررت عائشة مع ابناءها الزبير وطلحة وجيشها السفر إلى هناك ...
وايضا سافر علي بن أبي طالب عليه السلام بجيشه لنفس الغرض وهو الترفيه عن النفس
ولكنهم تقابلوا ومن ثم تقاتلوا على من يجلس تحت ظل الأشجار ويشم الهواء الطلق النقي ..
فقتل اكثر من ٣٠ الف ...بعد ذلك ندموا على ما فعلوا وعاد كل منهم إلى داره ..
وانتهت الحكاية ..
هكذا يريد منا الذهبي والعلماء من امثاله أن نروي واقعة الجمل ..فهو يقول :
وَأهل الْعلم يعلمُونَ أَنهم لم يقصدوا حَرْب عَليّ وَلَا عَليّ قصد حربهم لَكِن وَقع الْقِتَال بَغْتَة..(اي صدفة)
ثم يقول الذهبي : وَلَكِن الرافضة بهائم فَلَا فِي النَّقْل يصدقون وَلَا للصدق يقبلُونَ أَتبَاع كل ناعق (١)
اقول : ليتك قد قرأت تاريخك او تاريخ الذي سبقك كالطبري وابن الاثير او قرأت المصنف لابن أبي شيبة
فالبهيمة الذي يعتقد أن عائشة قد أرسلت في طلب الأحنف ابن قيس من اجل الاخذ بثائر عثمان (٢)
والبهيمة الذي يعتقد أن عائشة قد أرسلت كتابا إلى زيد من صوحان من اجل الاخذ بثائر عثمان
والبهيمة الذي يعتقد أن عائشة قد أرسلت كتب إلى أهل اليمامة والكوفة من اجل الاخذ بثائر عثمان (٣)
والبهيمة الذي يعتقد أن نتف شعر عثمان بن حنيف وسرقة بيت المال هو من اجل الاخذ بثائر عثمان (٤)
لا يعلم الكثيرين أن عائشة قد خرجت على علي عليه السلام في موقعتين
والذهبي يقول وقعت الحرب صدفة !!!
الأولى: عندما وصل جيش عائشة إلى المربد وهو مكان قريب من البصرة فمنعهم عثمان بن حنيف
من الدخول إلى البصرة وخرج بجيشه فتراموا بالحجارة ونشب القتال بينهم
وفي اليوم الثاني اقتتلوا قتال شديدا إلى أن زال النهار ثم وقع الصلح بينهم
وفي ليلة مظلمة غدروا بعثمان بن حنيف ونتفو شعره وسرقوا بيت المال (٥)
أما الثانية : فهي معروفة لدى الجميع فلذلك لا تحتاج إلى بيان .
فالذهبي وغيره لا يهمهم دماء اكثر من ٣٠ الف مسلم راحو ضحية لهوى عائشة والزبير وطلحة
المهم ان تكون ابنة أبي بكر سالمة ...وليذهب الجميع إلى الجحيم
================
١- كتاب المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي ص ٤٠٤ الفصل الثالث في امامة علي عليه السلام
٢- كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري للبرزنجي ج٣ ص ٣٨١ ، كتاب المصنف - ابن أبي شيبة - ت الشثري ج١٧ ص ١٣٥
٣- البداية والنهاية لابن كثير ج١٠ ص ٤٣٩ ت - التركي
٤-٥ - البداية والنهاية لابن كثير ج١٠ ص ٤٣٨ ت - التركي
كنت أود أن أضيف بعض التفصيلات ولكن مقالك الساخر ملأ فمي بكثير من الضحكات ولم يترك لي مجال للتعليقات فبعد كلامك لم يعد هناك مايقال ومن لم يكن بهيمه فسوف يفهمه ومن كان بهيمه فهو لا يحتاج الى فهم وإنما الى بعض من الأعلاف تكفيه فدبر بعضا من المال وأشتر به علفا لمن لا يفهمون وهكذا تكون قد أحسنت اليهم والله يحب المحسنين.