لقد حدد النبي محمد ( صلى الله عيه و آله وسلم ) العلاقة الحقيقية بين الإمام علي ( عليه السلام ) و القرآن الكريم فنجده يقول (( علي مع القرآن والقرآن مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة )).
فهل العلاقة في عبارة النبي علاقة تكاملية يكمل كل منهما الآخر كالعلاقة بين الهيدروجين و الأوكسجين تكاملا فكونا الماء أم هي علاقة اتحادية و هي أن يكمل أحدهما الآخر مع أستحالة التفريق بينهما كالعلاقة بين النار و الحرارة ؟
هنا يقرر النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) أن العلاقة بين علي و القرآن هي علاقة اتحادية فعبارة ( علي مع القرآن و القرآن مع علي ) يأتي بعدها علامة جزم وهي(لن يفترقا) لأن علي (عليه السلام) يجسد القرآن الناطق في سلوكه و تصرفاته ،بل هو كما وصف نفسه في معركة صفين (أنا القرآن الناطق).
و هنا ندرك أن العلاقة بين الإمام و القرآن الكريم تتجاوز مجرد التلاوة للقرآن بل تتعداه إلى خلق رسالةقرآنيةتسعى إلى إيصالها للمجتمع وتعمل على إعطاء القرآن المكانة الحقيقية التي أرادها الله له.
فقد جاء في وصية لأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أولاده (( الله الله في القرآن فلا يسبقكم بالعمل به غيركم )) فهنا أراد الإمام أن يجعل من القرآن كتاب حياة يتربى على يديه و يتغذى على تعاليمه ، ليصاغ من خلاله المسلم الواعي القريب من القرآن و أن التلاوة القشرية لا تخلق المؤمن الحقيقي ، الذي يرقى بمشاعره و أحاسيسه لإدراك المعاني العليا للقرآن الكريم
مع الشكر والتقدير لكم اخوكم محمد حميد البنداوي
احد خدام امير المؤمنين (ع)