الأقسام في القرآن
دراسة مبسطة حول الأقسام الواردة في القرآن الكريم
تأليف العلاّمة المحقّق جعفر السبحاني
إنّ الغاية إمّا هي تحقيق الخبر ودعوة المخاطب إلى الاِيمان والاِذعان به، كما هو الغالب، أو إلفات النظر إلى عظمة المقسم به، وما يكمن فيه من أسرار ورموز، أو لبيان قداسته وكرامته، كما في قولهلَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون) .
ومن خلال هذا البيان، يتضح الجواب على ما ربما يقال من أنّحلفه سبحانه إن كان لاَجل الموَمن فهو يصدقه بلا حلف، وإن كان لاَجل الكافر فلا يفيده.
والجواب: انّ إيمان الموَمن بصدق إخباره سبحانه لا ينافي تأكيده بالحلف، مضافاً إلى ما عرفت من أنّ حلفه سبحانه بشيء إشارة إلى كرامته وقداسته أو إلى عظمته وما يكمن فيه من أسرار ورموز.
..........................
واللّه سبحانه يحلف بحياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويقوللعمركَ انَّهُمْ لَفي هو قوله انَّهُمْ لَفي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون) ، والمراد أقسم بحياتك وبقائك يا محمد، انّهم لفي سكرتهم وانغمارهم في الفحشاء والمنكر متحيرين لا يبصرون طريق الرشد.
وأمّا الصلة بين المقسم به والمقسم عليه.
قال ابن عباس: ما خلق اللّه عزّوجلّ وماذرأ ولا برأ نفساً أكرم عليه من محمد، وما سمعت اللّه أقسم بحياة أحد إلاّ بحياته فقال لعمرك. (1)
المجازات النبوية تأليف الشريف الرضى 406 ه - 1015 م
بتحقيق وشرح فضيلة الدكتور طه محمد الزينى الاستاذ بالازهر
منشورات مكتبة بصيرتي قم - شارع إرم
ص [ 442 ]
[النص طويل أستقطع موضع الشاهد ]
358 - وجاء عن ابن عباس رحمة الله عليه أنه قال: من كرامات الله سبحانه لنبينا عليه الصلاة والسلام أنه أقسم في القرآن بحياته ولم يفعل ذلك بنبى غيره، قال تعالى: " لعمرك أنهم لفى سكرتهم يعمهون "، وكأنه سبحانه قال: وحياتك إنهم كذلك. وإذا صح ما قلناه صار القائل لعمر الله، كأنما حلف بحياة يحيى الله بها، لا حياة يحياها ، لانه سبحانه يتعالى عن أن يحيا بحياة، أو يتكلم بأداة، أو يفعل بآلات.
الكتاب : بحار الأنوار
المؤلف : العلم العلامة الحجة فخر
الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسيى " قدس الله سره "
الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان
عدد الأجزاء : 110
مصدر الكتاب : موقع يعسوب الدين عدا الجزء الثالث بعد المائة فانه اخذ من موقع الكوثر .
[ الكتاب مرقم آليا موافق للمطبوع ]
جزء 16 / صفحة[ 348 ]
وأقسم بحياته في كتابه، فقال جل ثناؤه: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " أي وحياتك يا محمد، وكفى بهذا رفعة وشرفا من الله عز وجل ورتبة .
-فر: علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن الاعمش قال: خرجت حاجا إلى مكة، فلما انصرفت بعيدا رأيت عمياء على ظهر الطريق تقول: بحق محمد وآله رد علي بصري، قال: فتعجبت من قولها وقلت لها: أي حق لمحمد وآله على الله ؟ إنما الحق له عليهم، فقالت: مه يا لكع والله ما ارتضى هو حتى حلف بحقهم، فلو لم يكن لهم عليه حقا ما حلف به، قال: قلت: وأي موضع حلف ؟ قالت قوله: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " والعمر في كلام العرب الحياة قال فقضيت حجتي ثم رجعت فإذا بها مبصرة في موضعها وهي تقول: أيها الناس أحبوا عليا فحبه ينجيكم من النار، قال: فسلمت عليها وقلت: ألست العمياء بالامس تقولين: بحق محمد وآله رد علي بصري ؟ قالت: بلى، قلت: حدثيني بقصتك، قالت: والله ما جزتني حتى وقف علي رجل فقال لي: إن رأيت محمدا و آله تعرفينه قلت: لا ولكن بالدلالة التي جاءتنا، قالت: فبينا هو يخاطبني إذ أتاني رجل آخر متوكئا على رجلين فقال: ما قيامك معها ؟ قال: إنها تسأل ربها بحق محمد وآله أن يرد عليها بصرها فادع الله لها، قال: فدعا ربه ومسح على عيني بيده فأبصرت، فقلت: من أنتم ؟ فقال: أنا محمد وهذا علي، قد رد الله عليك بصرك اقعدي في موضعك هذا حتى يرجع الناس وأعلميهم أن حب علي ينجيهم من النار.
بحار الأنوار / جزء 90 / صفحة [145]
ومنه قال: كنية النبي صلى الله
عليه وآله في القرآن قوله: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " (5) وأقسم الله به في
القرآن في قوله عزوجل: " والنجم إذا هوى " يعني رسول الله صلى الله عليه وآله.
[ 148 ]
و نظما قول الشّيخ صفيّ الدّين في مدح النّبي صلّى اللّه عليه و آله :
كم بين من أقسم اللّه العليّ به
و بين من جاء باسم اللّه في القسم
فانّ مطلوبه تفضيله عليه السلام على ساير الأنبياء ، و احتجّ على ذلك بقسم اللّه سبحانه به في قوله :
13 - آيات القسم الإلهي بشخص النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله):
لقد وردت آيات عديدة يُقسم فيها الله تعالى بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) نذكر بعضاً منها:
1 ـ قوله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} ، والقسم بعمر النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) من قبل الله تعالى يدلّل على تعظيمه وتشريفه، خصوصاً وأن المفسّرين ذكروا أن الباري تعالى لم يقسم بعمر أحد في القرآن الكريم، سوى القسم بعمر خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين (صلى الله عليه وآله).
2 ـ قوله تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِد وَمَا وَلَدَ}، قال بعض المفسّرين أن (لا) في قوله تعالى: {لاَ أُقْسِمُ} أصلية نافية، والمعنى هو أن الله تعالى لا يقسم بمكّة والنبيّ حلّ وحالّ فيها وذلك تعظيماً له (صلى الله عليه وآله)، وأنه مع وجوده في مكّة هو الأحرى أن يقسم به دون غيره، ذكر ذلك أبوالبقاء العكبري في إملائه، حيث قال:
(وقيل: لا أقسم به وأنت حلّ فيه، بل أقسم بك)(1).
والبعض الآخر من المفسّرين قال إن (لا) أصلية أيضاً، ولكن المعنى هو: لا أقسم بهذا البلد وأنت لا حرمة لك في هذا البلد، يستحلّون دمك وقتالك، وفي ذلك دلالة واضحة على عظمة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ; وذلك لأن القسم لأجل عظمة المقسوم به والنبيّ (صلى الله عليه وآله) له عظمة فوق ذلك، فهو (صلى الله عليه وآله) موضع قسم أيضاً; إذ لو كان ما هو دونه من موارد القسم ولا يقسم به لعظمة النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فكيف بك بذات النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)، الذي هو أعظم من الكعبة؟ وعلى هذا يكون في هذه الآية مديح له (صلى الله عليه وآله) بأنه أكرم الخلق على الله تعالى.
ذكر هذا المعنى عدد وافر من المفسّرين:
منهم: علي بن إبراهيم القمّي، حيث قال في تفسيره: ({وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} كانت قريش لا يستحلّون أن يظلموا أحداً في هذا البلد، ويستحلّون ظلمك فيه)(2).
ومنهم: الطبرسي في مجمع البيان، قال: (وقيل: معناه لا أقسم بهذا البلد وأنت حلّ فيه، منتهك الحرمة، مستباح العرض، لا تحترم، فلم يبن للبلد حرمة،
____________
1- إملاء ما منّ به الرحمن / أبو البقاء العكبري: ج 2 ص 287.
2- تفسير القمي: ج 2 ص 422.
--- ... الصفحة 130 ... ---
حيث هتكت حرمتك، عن أبي مسلم، وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كانت قريش تعظّم البلد، وتستحلّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) فيه، فقال: لا أقسم بهذا البلد، وأنت حلّ بهذا البلد، يريد أنهم استحلّوك فيه، فكذّبوك وشتموك... فاستحلّوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لم يستحلّوه من غيره، فعاب الله ذلك عليهم)(1).
____________
1- مجمع البيان: ج 10 ص 361.
..............................
منهم: الشيخ الطوسي، حيث قال بعد تصريحه بأن (لا) زائدة: (وقيل: معناه أنت حلّ بهذا البلد أي أنت فيه مقيم وهو محلّل، والمعنى بذلك التنبيه على شرف البلد بشرف من حلّ فيه من الرسول الداعي إلى تعظيم الله وإخلاص عبادته المبشِّر بالثواب والمنذر بالعقاب)(1).
____________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم كثيرا كثيرا .....
بحث أنيق جدا ويشرح النفس واقعا للقراءه فنحن اليوم بامس الحاجة الى تعريف المساكين من عوام اهل الخلاف بحقيقة رسول الله الاعظم
ولا تنسى بان الله في كتابه قد عبر صريحا بان رسول الله هو الرؤوف الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم
بارك الله بكم مولانا امجد
على الطرح الرائع نتمنى ان نرى البقية
وصل الله على نبينا محمد وال محمد الطيبين الطاهرين