[تشرين ربيعة]

السلام عليكم ورحمة الله

أستاذ خالد عندي تعقيبات على بعض من ردك على عبدالحسن ، وأولها هو بخصوص التدخل الناصري في اليمن ...

أنت تقول أن تواجد قوات عبدالناصر في اليمن كان لقمع الجماعات الجنوبية المطالبة بالانفصال ....

فأقول وعلى الله التوكل:

إن الانقلاب الذي قام به التعساء من آل حاشد على الأئمة الزيديين المتوكليين في الشمال وبمساعدة عبدالناصر قد وقع عام 1962 ، وفي تلك الأثناء كان الجنوب يرزح تحت نير الاحتلال البريطاني حيث لم ينل استقلاله سوى عام 1967 أي بعد خمسة أعوام من الانقلاب الحاشدي ...

ومن حقي أن أسأل كيف حشرت اسم سلطنة عمان في الموضوع وهي آنذاك كانت منشغلة بشؤونها الداخلية ومواجهة الاضطرابات التي وقعت داخل البيت السلطاني؟

______________________________

في الجانب الآخر كان على جمال عبدالناصر ألا يتدخل في شأن العراق ولا يلتفت إلى مناشدات عبدالسلام عارف ذي الميول الأموية البغيضة ، فالتيار القومجي العربي أصلا قام على أكتاف أناس لهم دوافع بغيضة أضيق من أن تشمل مختلف الشرائح الاجتماعية .

والذي كان سببا في نجاح الانقلاب القومجي ضد الزعيم عبدالكريم قاسم هو اشتراك الشيوعيين والبارتيين الكردستانيين إلى جانب القوميين في الإطاحة به ، خصوصا ان عبدالكريم قاسم قد أعدم عشرات الشيوعيين والبارتيين الكردستانيين جراء قيامهم بالمجزرة البشعة المخزية في مدينة كركوك عام 1959 ، وهرب زعيمهم الملا مصطفى البرزاني إلى خارج العراق بعد صدور فتوى المقدس مرجع الشيعة الأعلى السيد محسن الحكيم - وهو والد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم - بكفر وإلحاد الشيوعية ، ولم يرجع البرزاني إلا عام 1963 بعد إعدام قاسم حيث بات حليفا وعضدا قوية لصدام حسين لعنه الله ...

______________________________

جمال عبدالناصر نجح داخليا ونجح خارجيا في الجزائر فقط ، أما مع باقي البلاد العربية فكانت خياراته خاسرة جدا ، حتى الوحدة المصرية - السورية التي بناها قد ساهم بنفسه في تخريبها عندما قام باستدعاء كبار القيادات العسكرية السورية وإسكانهم في مصر (وكان بينهم حافظ الأسد وصلاح جديد ومحمد عمران وعدد من الضباط الشيعة العلويين) فأصبحت سورية بدون قيادة عسكرية وطنية .

كما أخطأ خطأ جسيما بتكليف المأفون عبدالحكيم عامر بإدارة الملف السوري بدلا من إسناد المهمة لأحد السوريين من ذوي الكفاءة والضمير ، بعد أن أصاب بإقالته رئيس وزراء الوحدة آنذاك وهو الطائفي التكفيري الحموي أكرم الحوراني - لعنه الله - بسبب تخطيطه لتهجير الشيعة العلويين من موطنهم في الساحل السوري الغني بالموارد والخيرات (وللعلم فخطة الحوراني تلك وتستره بكون العلويين كفارا ، هي نقطة البداية لصدور فتوى المرحوم الشيخ محمود شلتوت) .

أضف إلى ذلك أيضا أن عبدالناصر استعجل كثيرا بتطبيق سياسة الإصلاح الزراعي في سورية بعدما نجحت في مصر لتوفر ظروفها الملائمة ، حيث أن المجتمع السوري المحكوم بنظام إقطاعي قوي لن يتقبل الأمر بسهولة ولابد من اتباع التدرج البطيء ، وكان من الطبيعي أن تتجمع عدة عوامل أسفرت عن إسقاط الوحدة والانفصال عن مصر وخلال فترة وجيزة وبتأييد شعبي وعسكري .

ولعل الطريف المضحك في الأمر هو العلة التي اختارها السوريون للانفصال عن مصر وهي قيام عبدالناصر بتغيير النشيد الوطني لدولة الوحدة حيث كان النشيد السابق عبارة عن اندماج النشيد الملكي المصري ونشيد الجمهورية السورية ، فقام عبدالناصر بتغييره إلى نشيد معروف هو (والله زمان يا سلاحي) وهذا الأمر أزعج السوريين الذين لم يستخدموا نشيدا آخر غير نشيدهم الحالي (حماة الديار عليكم سلام) منذ تأسيس الجمهورية عام 1936 .

في الختام تقبل مروري