|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 34252
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 1,863
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الحوزويه الصغيره
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 08-11-2012 الساعة : 02:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم

تعريف الفلسفة
تعريف الفلسفة:
ولعل أوّل سؤالٍ يطرحه طالب هذا العلم هو: ما هي الفلسفة؟ فهو يريد تعريف هذا العلم، حتى يستطيع من خلال التعريف أن يميزه عن غيره من العلوم، وحتى يعرف طبيعة المسائل التي تذكر عادةً في هذا العلم. كما أنّ ملاحظة موضوع الفلسفة السابق يساعدنا كثيراً على فهم التعريف.
أ- التعريف اللفظي:
كثيراً ما نسأل عن أشياء لا نعرفها ويكون هدفنا من السؤال أن نعرف معناها اللغوي، فنسأل عن معنى كلمة تصادفنا أثناء مطالعاتنا، ما هي هذه الكلمة؟ أو ما معنى هذا اللفظ؟ فعلى سبيل المثال لو لم يعرف شخصٌ معنى كلمة الهدهد، فنجده سوف يسأل: ما معنى الهدهد؟ وبمراجعة كتب اللغة يجد أنّ الهدهد اسم طير. فكتب اللغة قد عرّفت له معنى الكلمة ومعنى اللفظ، لكن هذا التعريف يعبّر عنه أنّه تعريفٌ لغوي، أو هو تعبيرٌ آخر عن شرحٍ وتفصيلٍ لهذا اللفظ وهذه الكلمة، لذلك أُطلق على هذا النوع من التعريف اصطلاح التعريف اللفظي.
ب- التعريف المعنوي (الحقيقي):
ولكن كثيراً ما يكون الإنسان عارفاً المعنى اللغوي للفظ والكلمة، ولكنّه يجهل حقيقة هذه الكلمة، فنجده شوقاً للمعرفة يسأل: ما هو هذا اللفظ؟ وما هي هذه الكلمة؟ فمثلاً يقول: ما هو الهدهد؟
وفي الحقيقة إن هذا الشخص يسأل عن حقيقة الهدهد، فهو يراه أمامه مثلاً، ويعرف أن لفظ الهدهد قد وضع لهذا المعنى، ولكنه يريد معرفة حقيقة هذا الموجود، فيسأل أيضاً عنه بما هو، ويريد أن يعرف عنه أكثر وأكثر. فيأتيه الجواب هنا لا من اللغة، بل من الفيلسوف المتخصّص بمعرفة حقائق الأشياء: الهدهد حيوانٌ طائرٌ ذو جناحين. وهذا النوع من التعريف الذي لا يطلب منه شرح اللفظ، وإنما يطلب منه معرفة حقيقة الأشياء التي لا تختلف من علم لآخر هو الذي يعبر عنه بالتعريف الحقيقي، أو التعريف المعنوي.
وقد ذكرنا هذه المقدمة لأنّنا نجد للفلسفة تعاريف مختلفة. ونحن سوف نذكر بعضاً من هذه التعاريف. ومن خلال المقدمة السابقة نستطيع تمييز التعريف الحقيقي عن التعريف اللفظي.
وأما التعريف الحقيقي للفلسفة فهو العلم الباحث عن الأحوال العامة للموجود.

تعريفات أخرى للفلسفة:
بعد أن عرفنا ما هي الفلسفة، لا بأس بالإشارة إلى بعض التعاريف الأخرى المذكورة لهذا العلم:
أ- اسم لكل العلوم العقلية :
لقد كانت الفلسفة اسماً للعلم. والفيلسوف هو ذلك العالم الذي يطلع على كلّ العلوم. فلم تكن الفلسفة بالمصطلح الشائع بين المسلمين اسماً لفنٍّ خاصٍ، أو لعلمٍ مخصوصٍ، بل كانت شاملةً لجميع العلوم العقلية- في قبال العلوم النقلية من قبيل اللغة والنحو والصرف والمعاني والتفسير والحديث والفقه وعلوم القرآن، فقد كانت العلوم العقلية تقسّم عند أرسطو بشكل أساس إلى قسمين رئيسين:
1- العلوم العملية: وهي التي كان يدرس فيها ما ينبغي أن يعمل، وهي ثلاثة أقسام:
أ- الأخلاق: وهي ما ينبغي أن يفعله الإنسان مع نفسه.
ب- تدبير المنزل: وهو ما ينبغي أن يفعله الإنسان مع زوجه وعائلته.
ج- سياسة المدن: وهي ما ينبغي أن يفعله الإنسان مع المجتمع من حوله.
2- العلوم النظرية: وهي التي كان يدرس فيها ما ينبغي أن يعمل، وهي ثلاثة أقسام أيضاً:
أ- الرياضيات: وهي التي يدرس فيها الموجود من ناحية كونه كمّاً.
ب- الطبيعيات: وهي الفيزيك التي يدرس فيها الموجود من ناحية كونه جسماً.
ج- (الفلسفة الأولى): وهي التي يدرس فيها الموجود لا من ناحية خاصة.
وكل هذه الأقسام كان يطلق عليها اسم الفلسفة، والعالم بها فيلسوفاً.
ب- ما بعد الطبيعة، أو الميتافيزيك :
بعد أن جمعت آثار أرسطو في دائرة المعارف، لاحظوا أن أرسطو لم يضع اسماً خاصاً للقسم الأخير أي للفلسفة الأولى. وبما أنه قد وقع من حيث الترتيب بعد قسم الطبيعيات، أطلقوا عليه اسم ميتافيزيك. وميتا في اللغة اليونانية تعني بعد. وعندما ترجمت هذه اللغة إلى العربية ترجمت بما بعد الطبيعة. ومن هنا صار اصطلاح ما بعد الطبيعة أو الميتافيزيك اسماً خاصاً للقسم الثالث من العلوم النظرية، وهو خصوص الفلسفة الأولى.
وقد أدّت هذه التسمية إلى ترجمتها إلى اللغة العربية بما بعد الطبيعة كما ذكرنا. واشتبه على البعض وتصوّر أن هذا تعريف حقيقي للفلسفة، وأن هذا العلم قد وضع للتعرض للمسائل الغيبية التي لا ربط لها بالطبيعة كالبحث عن الله والروح والملاك وما شابه ذلك. واشتبه آخرون فقالوا إنه ينبغي تسميتها بما وراء الطبيعة. والصحيح ما تقدّم من وجه تسمية هذا العلم بما بعد الطبيعة.
وهي ليست إلا تسميات لهذا العلم الذي لم يضع أرسطو له اسماً خاصاً. وأما التعريف الحقيقي لهذا العلم: فهو العلم الباحث عن الموجود، سواء كان غيبيّاً أم لا، وسواء كان الله أم الروح أم الملاك أو أي موجود آخر لكن من جهةٍ عامة، ومن حيث وجوده.
ويطلق على هذا العلم تسميات أخرى من قبيل: الفلسفة الأولى، تمييزاً لها عن الفلسفة الثانية وهي الرياضيات والثالثة وهي الطبيعيات. ويطلق عليها اسم الفلسفة العليا مقابل الوسطى أي الرياضيات والدنيا أي الطبيعيات، وقد يعبر عنها بعض فلاسفة المسلمين بالإلهيات بالمعنى الأعم.

خلاصة الدرس
كثيراً ما نسأل عن أشياء لا نعرفها ويكون هدفنا من السؤال أن نعرف معناها اللغوي، فنسأل عن معنى اللفظ، وإذا حصلنا على تعريف اللفظ فيعبّر عنه بالتعريف اللغوي. ولكن إذا كنّا نعرف المعنى اللغوي للفظ ونجهل حقيقته، وسألنا ما هي هذه الكلمة؟ ونريد معرفة حقيقة هذه الكلمة، والجواب عبارة عن معرفة حقيقة الشيء، وهو المعبّر عنه بالتعريف الحقيقي، أو التعريف المعنوي.
والتعريف الحقيقي للفلسفة هو العلم الباحث عن الأحوال العامة للموجود.
وقد ذكرت للفلسفة عدة تعاريف أشهرها أنها ذلك العلم الجامع لكل العلوم النظرية والعملية. وقد يعبر عن الفلسفة بعلم ما بعد الطبيعة أو بالفلسفة الأولى أو الميتافيزيقيا. وأغلب هذه التسميات عبارة عن تعاريف لفظية.
|
|
|
|
|