[الباحث الطائي]

بسمه تعالى


انقل ادناه استشكال/ شبهة ، وردت الينا ونحاول الجواب عليها وكما ادناه :

عندنا قاعدة تقول ان المورد لايخصص الوارد
وهذا يعني ان لفضة الشيطان او ابليس الواردة في الروايات ليست بالضرورة تشخص ابليس بشخصة بل قد يراد منها الاعم من ذلك ونحن نعلم ان الشيطان لغة هو كل من شاط اي انحرف عن الحق
ولذا نقول شاطت السمكة عند صيدها اي اخذت تنحرف يمينا وشمالا*
ولذا هؤلاء الذين يطلقون الصيحة الثانية يريدن بذلك حرف الناس عن صيحة الحق والله العالم .

*********

واقـــــول : احسنت ، وطالما القاعدة تقول " المورد لا يخصص الوارد "*

فهنا تجري القاعدة فيما لو كان المورد هو " الشيطان " والذي يحتمل فيه اي مصداق للشيطان من جنس الجن او جنس البشر كما في قوله تعال :
( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون*) .

ولكن حيث انّ تعبير الروايات جاء بلفظ ابليس (1) بالتحديد وليس الشيطان في اكثر من مورد فهذا تخصيص للمورد في اصله ولا تجري عليه القاعدة.
وهنا يكون التخصيص لا يوجب التعميم كما ذهبتم اليه ( الا ان تخرجه من خصوصه بدليل) ،*

- - - - - -

(1) : ابليس كما معلوم للاخوة اسم خاص يستعمل لا لعموم كل شيطان بل هو احد الشياطين وهو صاحب امتحان السجود لآدم. المذكور في القران والاحاديث النبوية وغيرها من احاديث المعصومين.


************************************************** *****************

استشكال / شبهة ، اخرى من نفس الاخ :

الا ان ابليس هو ذات الشيطان واسم من اسمائه ولكن بحيثية اخرى وسمي ابليس ابليسا لانه ابلس من رحمة الله*.

****

الجــــواب ،

اقـــول : قولكم ، الا ان ابليس هو ذات الشيطان واسم من اسمائه ولكن بحيثية اخرى .*
لم تأتي بجديد فيه . لان ذالك كالقول زيد هو ذات الانسان ، واسم من اسماء زيد يصح تسميته بها ولكن بحيثية اخرى !

ولذالك ابليس هو صحيح ذات / جنس الشيطان - اي ان ابليس بالخصوص هو من الشياطين بالعموم - والشياطين من الجن .
ونحن بمحل اثبات تخصيص العام وكما بيناه , لا تعميم الخاص الذي لم يثبت للأن .


وقولكم ، وسمي ابليس ابليسا لانه ابلس من رحمة الله .
نقـــول ، نعم ابليس المخصوص سمّاه الله ابليس لهذه العلة \ الصفة كما ورد في بعض التفاسير ولا تجري على كل شيطان .( ابليس شيطاناً - وليس كل شيطان ابليس ... والشيطان من الجن - وليس كل شيطان من الجن ) .


وقولكم ، على اية حال تبقى كل الاحتمالات واردة
نقــول ، نحن حصرنا المقصد " بالدليل " في خصوصية ابليس لا عمومية اي شيطان ومصداقه . وانتم جعلتموه في الاحتمالات بلا دليل قطعي او معتبر لحد الان .


والله اعلم
الباحث الطائي