عرض مشاركة واحدة

أبو باقر
عضو برونزي
رقم العضوية : 5808
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 949
بمعدل : 0.15 يوميا

أبو باقر غير متصل

 عرض البوم صور أبو باقر

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : أبو باقر المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-09-2007 الساعة : 09:50 AM


اشتغال أمير المؤمنين (ع) بجمع القرآن
فجلس أمير المؤمنين (ع) في بيته، واشتغل بجمع القرآن ـ كما أوصاه النبي (ص) ـ من يومه ذلك ـ وهو اليوم الثالث من وفاة النبي (ص)، أي يوم الأربعاء(24) ـ فأكثر الناس في تخلّفه عن بيعة أبي بكر، واشتدّ أبو بكر وعمر عليه في ذلك فخرجت أُمّ مسطح بن أثاثة فوقفت عند القبر وقالت:
كانت أُمور وأنباء وهنبثة
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها
واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب(25)
قالوا: وكان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي (ع) فيتشاورون ويتراجعون أُمورهم، فجاء عمر وكلّم فاطمة الزهراء (ع) وحلف لها وقال: إن اجتمع هؤلاء النفر عندكم آمر بإحراق البيت عليهم(26).. وفي رواية: أن يهدم البيت عليهم..(27).

فوقفت فاطمة (ع) على بابها فقالت: " لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله (ص) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقّاً "(28)(29).
وفي رواية: ".. وقطعتم أمركم فيما بينكم فلم تؤمرونا ولم تروا لنا حقّنا، كأنّكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم، والله لقد عقد له يومئذ الولاء ليقطع منكم بذلك منها الرجاء، ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيّكم، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة "(30).

المراجعات مع أمير المؤمنين (ع)
ثم إن عمر أتى أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة(31)؟ فإنّ الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته وهؤلاء النفر(32)..!
وفي رواية سلمان: أرسل إلى علي فليبايع، فإنّا لسنا في شيء حتّى يبايع.. ولو قد بايع أمنّاه(33).
وفي رواية: يا هذا! ليس في يديك شيء منه مالم يبايعك علي، فابعث إليه حتّى يأتيك فيبايعك، فإنّما هؤلاء رعاع.. فبعث إليه قنفذاً فقال له: اذهب فقل لعليٍّ: أجب خليفة رسول الله (ص)، فذهب قنفذ فما لبث أن رجع فقال لأبي بكر: قال لك: " ما خلّف رسول الله (ص) أحداً غيري(34)، لسريع ما كذبتم على رسول الله (ص) "(35).
وفي رواية ابن عباس: قال علي (ع): " ما أسرع ما كذبتم على رسول الله (ص) وارتددتم، والله ما استخلف رسول الله (ص) غيري، فارجع ـ يا قنفذ ـ فإنّما أنت رسول، فقل له: قال لك علي (ع): " والله ما استخلفك رسول الله (ص)، وإنّك لتعلم مَنْ خليفة رسول الله "، فأقبل قنفذ إلى أبي بكر فبلّغه الرسالة فقال أبو بكر: صدق علي..! ما استخلفني رسول الله (ص) (36).
وفي رواية اُخرى: لمّا جاء قنفذ قال لفاطمة (ع): أنا قنفذ رسول أبي بكر ابن أبي قحافة خليفة رسول الله (ص)، قولي لعليّ: يدعوك خليفة رسول الله..!
قال علي (ع): " قولي: ما أسرع ما ادّعيت ما لم تكن بالأمس، حين خاطبت الأنصار في ظلّة بني ساعدة ودعوت صاحبيك عمر وأبا عبيدة ". فقالت فاطمة ذلك. فرجع قنفذ، فقال عمر: ارجع إليه فقل: خليفة المسلمين يدعوك.

فردّ قنفذ إلى عليّ فأدّى الرسالة، فقال علي (ع): "من استخلف متسخلَفاً فهو دون من استخلفه، وليس للمستخلَف أن يتأمّر على المستخلِف.." فلم يسمع له ولم يطع(37).
فبكي أبو بكر طويلاً(38). فغضب عمر ووثب وقام، وقال: ألا تضمّ هذا المتخلّف عنك بالبيعة..؟! فقال أبو بكر: اجلس، ثم قال لقنفذ: اذهب إليه فقل له: أجب أمير المؤمنين أبا بكر.. فأقبل قنفذ حتّى دخل على علي (ع) فأبلغه الرسالة، فقال: " كذب والله! انطلق إليه فقل له: لقد تسمّيت باسم ليس لك، فقد علمت أنّ أمير المؤمنين غيرك.. " فرجع قفنذ فأخبرهما(39).
وفي رواية سلمان عنه (ع): " سبحان الله! ما والله طال العهد فينسى، والله إنّه ليعلم إنّ هذا الاسم لا يصلح إلاّ لي، ولقد أمّره رسول الله (ص) ـ وهو سابع سبعة ـ فسلّموا عليّ بإمره المؤمنين، فاستفهم هو وصاحبه من بين السبعة، فقالا: أمر من الله ورسوله، فقال لهم رسول الله (ص): " نعم حقّاً من الله ورسوله إنّه أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وصاحب لواء الغرّ المحجّلين، يقعده الله عزّ وجلّ يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءَه الجنّة وأعداءه النار "(40).

فوثب عمر غضبان فقال: والله إنّي لعارف بسخفه..! وضعف رأيه..! وإنّه لا يستقيم لنا أمر حتّى نقتله.. فخلّني آتيك برأسه، فقال أبو بكر: اجلس! فأبى، فأقسم عليه فجلس، ثمّ قال: يا قنفذ! انطلق فقل له: أجب أبا بكر.. فأقبل قنفذ فقال: يا علي! أجب أبا بكر، فقال علي (ع): " إنّي لفي شغل عنه، وما كنت ُ بالذي أترك وصيّة خليلي وأخي وأنطلق إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور "(41).

وفي رواية: قال أبو بكر: ارجع إليه فقل: أجب! فإنّ الناس قد أجمعوا على بيعتهم إيّاه، وهؤلاء المهاجرون والأنصار يبايعونه وقريش، وإنّما أنت رجل من المسلمين لك ما لهم وعليك ما عليهم، وذهب إليه قنفذ فما لبث أن رجع، فقال: قال لك: " إنّ رسول الله (ص) قال لي وأوصاني إذا واريته في حفرته: أن لا أخرج من بيتي حتّى أُؤلف كتاب الله فإنّه في جرائد النخل وفي أكتاف الإبل "(42).
أقول: يستفاد من ظاهر بعض الروايات وقوع الهجوم الأخير في هذا اليوم، لذكره عقيب هذه المراسلات، كما يظهر من كلام المسعودي، ولكن روى سليم عن سلمان أنّ إرسالهم كان بعد عرض القرآن عليهم قال سلمان:
لما بعث إليه علي (ع): " إني مشغول وقد آليت على نفسي يميناً أن لا أرتدي برداء إلاّ للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه.. " سكتوا عنه أياماً، فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله (ص) فنادى علي (ع) بأعلى صوته: " أيّها الناس! إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله (ص) مشغولاً بغسله، ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد، فلم ينزل الله على رسول آية منه إلاّ وقد جمعتها، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله (ص) وعلّمني تأويلها.. ".

ثم قال علي (ع): " لئلا تقولوا غداً إنّا كنا عن هذا غافلين، لا تقولوا يوم القيامة إنّي لم أدعُكم إلى نصرتي.. ولم أُذكّركم حقّي.. ولم أدعُكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته ".
فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه!
ثم دخل علي (ع) بيته(43). ثم ذكر مراودات القوم معه كما مرّ.. وقال: فسكتوا عنه يومهم ذلك.


توقيع : أبو باقر
**************************
من مواضيع : أبو باقر 0 براءة ذمه من الاخوه والاخوات أعضاء المنتدى
0 "اللهم أعز الاسلام بأحد العمرين"
0 اللعــــــــــــــــــــــن كمـــــــــــــا اره
0 الشـــــــــــــيعه قــــــــــــــــــــــادمون
0 أتحداكم ياشيعه
رد مع اقتباس