عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية خادمة الشيخ المهاجر
خادمة الشيخ المهاجر
شيعي حسيني
رقم العضوية : 4050
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 5,797
بمعدل : 0.89 يوميا

خادمة الشيخ المهاجر غير متصل

 عرض البوم صور خادمة الشيخ المهاجر

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادمة الشيخ المهاجر المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-01-2008 الساعة : 09:28 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِكْرِهِ وَخَلَقَ الاشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الَْمحْمُودِ
وَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ اُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد






معركة صفين

كلن الامام يختار الصالحين من أهل التقوى والإدارة والحزم ولاة على المدن ؛ لهذا عين مالكا الأشتر حاكما على الموصل وسنجار ونصيبين وهيت وعانات ، وهي مناطق واقعة على حدود الشام .
كان معاوية قد أعلن العصيان للخلافة وانفرد بحكم الشام .
حاول الإمام إقناع معاوية بالطاعة فبعث برسائل عديدة وأوفد اليه من يتحدث معه ولكن بلا فائدة .
لهذا جهز الإمام جيشا وأسند قيادته الى مالك الأشتر .
زحف الجيش باتجاه الشام ووصل منطقة " قرقيسيا " فاصطدم بجيش الشام تحت قيادة "أبي الأعور السلمي "
حاول مالك الأشتر إقناع " قائد الجيش " بإنهاء التمرد والدخول في طاعة أمير المؤمنين الذي ارتضاه الناس خليفة لهم فرفض ذلك .
وفي الليل ، انتهز جيش الشام الفرص وقام بهجوم دون سابق انذار :
وكان هذا العمل مخالفا للشريعة والأخلاق لأنه عذر .
قاوم جيش الخلافة الهجوم المباغت وكتبد المهاجمين العديد من القتلى وأجبره على الانسحاب الى مواقعه.
ومرة أخرى تجلت فروسية مالك الأشتر ، فأرسل الى " ابي الاعور " مبعثوا يدعوه للمبارزة .
قال الرسول :
-يا أبا الأعور إن مالك الأيتر يدعوك للمبارزة .
جبن قائد جيش معاوية وقال .
-لا أريد مبارزته .
وصلت إمدادات كبيرة بقيادة معاوية ملتحقة بجيش الشام .
وتقابل الجيشان في سهل " صفين " على نهر الفرات .
احتلت قطعات من جيش معاوية الشواطئ وفرضت حصارا على النهر .
كان هذا العمل أيضا مخالفا للشريعة الإسلامية ولتقاليد الحروب .
بعث االإمام أحد صحابة النبي (ص) وهو " صعصعة بن صوحان" للتفاوض :
دخل صعصعة خيمة معاوية وقال :
-يا معاوية إن عليا يقول : دعونا نأخذ حاجتنا من الماء حتى ننظر فيما بيننا وبينكم ، وإلا تقاتلنا حتى يكون الغالب هو الشارب .
سكت معاوية وقال :
-سوف يأتيك ردي فيما بعد .
خرج مبعوث الإمام ؛ واستشار معاوية رجال فقال الوليد بحقد :
-امنع الماء منهم ، حتى يضطروا للاستسلام .
وحظي هذا الرأي بتأييد كامل .
لقد جمع معاوية حوله كل الأشرار الذين لا يعرفون حرمة للدين والإنسانية .
كان مالك الأشتر يراقب ما يجري على الشواطئ فشاهد وصول تعزيزات عسكرية ، فأدرك أن معاوية يفكر بتشديد الحصار .
شعر جنود الإمام بالعطش ، وكان مالك عطشان أيضا ، فقال له جندي :
-في قربتي ماء قليل اشربه .
رفض مالك ذلك وقال :
-كلا حتى يشرب جميع الجنود .
ذهب مالك إلى الامام وقال :
-يا أمير المؤمنين ان جنودنا يصرعهم العطش ولم يبق أمامنا سوى القتال .
أجاب الإمام :
أجل لقد اعذر من أنذر .
وخطب الإمام في الجنود وحثهم على الاستبسال قائلا :
-الموت في حياتكم مقهورين .
والحياة في موتكم قاهرين .
أي أن الموت هو أن يرضى الإنسان بالذل .
وان الحياة في أن يموت المرء شهيدا .
وقاد مالك الأشتر أول هجوم في حرب صفين وراح يقاتل ببسالة ويتقدم باتجاه شواطئ الفرات .
وبعد اشتباكات عنيفة تم تحرير ضفاف النهر وإجبار جيش معاوية على الانسحاب .
أصبح جيش معاوية بعيد عن المياه ، ولهذا فكر في حيلة لاستعادة مواقعة على نهر الفرات .
وفي اليوم التالي سقط سهم بين جنود الإمام وكان في السهم رسالة قراها الجنود باهتمام .
وانتقلت الرسالة بين الجنود بسرعة وانتشر الخبر : " من اخ ناصح لكم في جيش الشام : ان معاوية يريد أن يفتح عليكم النهر ويغرقكم ، فاحذروا " .
وصدق الجنود ما ورد في تلك الرسالة فانسحبوا وانتهز جيش الشام الفرصة فأعاد احتلاله للشواطئ مرة أخرى .
غير ان جيش الإمام شن هجوما كاسحا وحرر المنطقة من قبضة الاحتلال .
شعر معاوية بالقلق ، فسأل عمرو بن العاص :
-هل تظن ان عليا سيمنع علينا الماء ؟
أجاب عمرو بن العاص :
-إن عليا لا يعمل مثلما تفعل أنت .
كان جنود الشام يشعرون بالقلق أيضا .
ولكن سرعان ما وصلت الأخبار بأن الإمام عليا سمح لهم بورود النهر وترك لهم مساحة من الشواطئ كافية .
أدرك بعض أهل الشام الفرق بين معاوية وعلي ، فمعاوية يفعل كل شئ من أجل ينتصر ، أما علي فلا يفكر في ذلك ، إنه يسير في ضوء المثل والأخلاق الإنسانية .
لهذا تسلل بعض الجنود ليلا وانتقلوا إلى جبهة علي لانها تمثل الحق والإنسانية .
معاوية

كان معاوية يشعر بالقلق من وجود مالك الشتر ، لأن شجاعته وبسالته في القتال ألهب الحماس في جيش علي وبثت الذعر في جنود الشام .
فكر معاوية في القضاء عليه عن طريق المبارزة الفردية . فعرض المر على مروان ، ولكن مروان كان يخاف من مالك فاعتذر الى معاوية وقال :
-لماذا لا تكلف " ابن العاص " بذلك فهو ساعدك الأيمن :
عرض معاوية اقتراحه على عمرو بن العاص فاضطر لقبوله .
خرج ابن العاص يطلب مبارزة الأشتر .
تقدم مالك نحوه وبيده رمحه : ولم يترك له فرصة للدفاع فسدد له ضربة عنيفة جرحت قسما من جهة فلاذ عمرو بن العاص بالفرار .
استشهاد عمار

تصاعدت حدة الاشتباكات وكان عمار يقود الجناح الأيسر من جيش الإمام ، ويقاتل ببسالة رغم شيخوخته .
وعندما جنحت الشمس للمغيب طلب عمار شيئا يفطر به لأنه كان صائما .
أحضر أحد الجنود إناء مليئا باللبن وقدمه اليه ، استبشر عمار بذلك وقال :
-ربما أرزق الشهادة هذه الليلة فقد قال لى رسول الله (ص) : يا عمار تقتلك الفئة الباغية ، وآخر شرابك من الدنيا ضياح (إناء) من لبن .
أفطر الصحابي الجليل وتقدم إلى ساحات القتال بقلب عامر بالايمان وظل يقاتل حتى هوى على الارض شهيدا .
جاء الإمام وجلس قرب الشهيد وقال بحزن:
-رحم الله عمارا يوم أسلم ، ورحم الله عمارا يوم استشهد ، ورحم الله عمارا يوم يبعث حيا هنيئا لك الجنة يا عمار .
كان لإستشهاد عمار بن ياسر في ساحة الحرب أثره في سير المعارك ، فقد ارتفعت معنويات جيش الإمام فيما انخفضت لدى جنود معاوية : لأن المسلمين جميعا يحفظون حديث سيدنا محمد (ص) لعمار بن ياسر : " يا عمار تقتلك الفئة الباغية " أي المعتدية .
وأدرك الجميع ان معاوية وجنوده هم المعتدون وان عليا واصحابه على الحق .
لهذا تصاعدت حدة الحملات الهجومية في جبهة الإمام ، وراح معاوية وجيشه يستعدون للهزيمة .
حيلة جديد ة

فكر معاوية بحيلة جديدة يخدع بها جيش الإمام ، فاستشار " عمرو بن العاص "
قال عمرو بن العاص :
-أرى أن نخدعهم بالقرآن . نقول لهم : بيننا وبينكم كتاب الله .
فرح معاوية لهذه الحيلة وأمر برفع المصاحف على الرماح .
عندما شاهد جنود الإمام المصاحف ، فكروا في ايقاف الحرب وبذلك انطلب الحيلة على كثير من الجنود .
قال الإمام : انها مكيدة . أنا أول من دعا إلى كتاب الله وأول من أجاب اليه . انهم عصوا الله فيما أمرهم ونقضوا عهده .
ولكن عشرين ألفا من الجنود عصوا أمر الإمام وقالوا :
-اصدر أمرك بايقاف القتال وقل للأشتر ينسحب .
أرسل الإمام أحد الجنود إلى مالك الأشتر يأمره بايقاف العمليات الحربية .
استمر مالك الأشتر في القتال وقال :
-ما هي إلا لحظات ونحرز النصر النهائي .
قال الجندي :
- ولكن الإمام محاصر بعشرين ألف من المتمردين وهم يهددون بقتله اذا لم توقف القتال .
اضطر مالك الأشتر للإنسحاب وقال :
-لا حول ولا قوة إلا بالله .
التحكيم
كان مالك الأشتر يدرك أن ما قام به معاوية هو مجرد حيلة ، ولكنه انصاع لأمر الامام حتى لا تحدث الفتنة ، فكان قائدا شجاعا وجنديا مطيعا .
توقفت المعارك واتفق الطرفان على الاحتكام الى كتاب الله .
فأرسل معاوية عمرو بن العاص ممثلا عنه في المفاوضات .
وأراد الإمام أن يختار رجلا عاقلا فطنا عالما بكتاب الله فاختار عبدالله بن عباس حبر الامة.
ولكن المتمردين رفضوا ذلك مرة اخرى وقالوا :
نختار " أبا موسى الاشعري ""
فقال الإمام (ع) ناصحا :
-أنا لا أرضى به وعبدالله بن عباس اجدر منه .
رفض المتمردون ذلك فقل الامام .
-إذن اختار الاشتر .
فرفضوا أيضا وأصروا على " أبي موسى الأشعري"
وحتى لا تحدث الفتنة قال الإمام :
-اصنعو ما شئتم .
وهكذا اجتمع الممثلان للمفاوضات .
فكر عمرو بن العاص أن يخدع" الأشعري " فقال له :
-يا أبا موسى إن سبب الفتنة وجود معاوية وعلي ، فتعال لنخلعهما عن الخلافة ونختار رجلا آخر .
كان " الأشعري " لا يحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فرحب بالفكرة ، فقال أمام الجميع :
-إنني أخلع عليا عن الخلافة كما أخلع خاتمي من يدي .
ثم نزع خاتمه .
وهنا قال عمرو بن العاص بخبث :
-أما أنا فأثبت معاوية في الخلافة كما أثبت خاتمي في يدي .
ثم لبس خاتمه .
شعر المتمردون بالندم ، وبدل أن يتوبوا ويعودوا إلى طاعة أمير المؤمنين فإنهم طلبوا من الإمام أن يتوب ويعلن الحرب .
ولكن الإمام كان إنسانا يحترم العهود والمواثيق وقد اتفق على الهدنة وإيقاف القتال لمدة سنة .
طلب الإمام منهم أن يصبروا هذه المدة ولكنهم عصوا أوامره أيضا وخرجوا على طاعة الإمام لهذا سموا " الخوارج" .
مصر

فكر معاوية أن يستولي على مصر ، فأرسل جيشا كبيرا لاحتلالها .
كان الوالي على مصر محمد بن أبي بكر " الخليفة الأول " .
أرسل الوالي يطلب الإمدادات العسكرية بأقصى سرعة قبل أن تسقط مصر بأيدي الغزاة .
فأرسل الإمام مالكا الأشتر وقال له :
-توجه إلى مصر رحمك الله ولست أوصيك بشيء لأنني أكتفي برأيك .
استعن بالله .
استعمل اللين في مواضعه والشدة في مواضعها .
وانطلق الأشتر إلى مصر .
السم والعسل
شعر معاوية بالقلق فهو يدرك ان وصول مالك الأشتر الى مصر يعني إنقاذها ، لهذا فكر بقتله .
كان معاوية اذا أراد أن يغتال شخصا دس اليه العسل المخلوط بالسم .
وكان معاوية يستورد هذه السموم من القسطنطينية ؛ وكان الروم يسمحون بتصديرها لأنهم يعرفون ان معاوية يستخدمها لقتل المسلمين .
قال عمرو بن العاص :
-اني أعرف رجلا يسكن مدينة القلزم على حدود مصر وهو يملك أراض واسعة ولا بد أن يمر الأشتر في هذه المدينة ويتوقف فيها للاستراحة .
قال معاوية :
-إذن اتصل به واخبره إذا تمكن من اغتيال الشتر فسنعفيه من دفع الضرائب مدى الحياة .
وهكذا انطلق مبعوث معاوية على وجه السرعة ، وأخذ معه العسل المسموم ليتصل بذلك الرجل ويقنعه بهذه المهمة .
الشهادة

وافق الرجل على اقتراح معاوية وأخذ الخليط القاتل ؛ يترقب وصول مالك الأشتر .
وبعد ايام قليلة وصل مالك مدينة القلزم .
دعا الرجل والي مصر الجديد لأن يحل ضيفا في منزله .
لبى الأشتر الدعوة شاكرا .

وضع الرجل إناء العسل المسموم في مائدة الطعام .
وعندما تناول الضيف معلقة واحدة شعر بألم شديد في أمعائه وأدرك المؤامرة ، فقال وهو يضع يده على بطنه .
-بسم الله .... إنا لله وإنا اليه راجعون .
واستقبل مالك الأشتر الموت بشجاعة المؤمن المطمئن الذي يعرف ان طريقه هو طريق الإسلام والجنة .
وعندما استشهد مالك الاشتر ، كاد معاوية أن يطير من الفرح وقال :
-لقد كانت لعلي بن أبي طالب يدان .
قطعت إحداهما يوم صفين وهو عمار بن ياسر .
وقطعت الأخرى اليوم وهو مالك الاشتر .
أما أمير المؤمنين علي (ع) فقد شعر بالأسف العميق وقال بحزن .
-رحم الله مالكا .
فقد كان لي كما كنت لرسول الله (ص) .
أي ان مالكا ( رضوان الله عليه ) كان يحب عليا ويطيعه كما كان علي (ع) يحب سيدنا محمدا (ص) ويطيعه .
وهكذا ختم مالك الاشتر ( رض ) حياته الحافلة بالجهاد لتبقى سيرته المضيئة مثلا لشباب الإسلام في كل مكان .
منقووول للفائدة
دمتم برعاية بقية الله الأعظم

توقيع : خادمة الشيخ المهاجر
من مواضيع : خادمة الشيخ المهاجر 0 خادمة الشيخ المهاجر تحييكم في ذكرى ميلاد وليد الكعبة
0 وفي محـراب العشق ذابت روحي إلى أن سجدت بقلم/ خادمة الشيخ المهاجر
0 ܔೋ҉ܔ وقفة تأمل لشباب أهل البيت مع سيد شباب أهل الجنةܔೋ҉ܔ ‏
0 ♥ ۩♥ قطوف دانية من فقه سبط الـرسول ♥۩ ♥
0 ♥ وجهت أشرعتي بحب الحُسين .... بفرشاة خادمة الشيخ المهاجر ♥
رد مع اقتباس