[عاشق البقيع]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، بارئ الخلائق أجمعين، حمداً يقصر عنه كل حامد، حمداً يتضاعف أضعافاً مترادفة حمداً ظاهره موافق لباطنه، وباطنه موافق لصدق النية.

والصلاة والسلام على نبينا محمد وأهل بيته الطاهرين وبعد
الحديث عن الزهراء (ع ) حديث ذو شجون، لأنه حديث عن الحق المضيع وحديث عن الأمة المتقلبة على أعقابها، والتي لم تحفظ نبيه (ص) في بضعته التي طالما أوصى بها فهي سيدة نساء العالمين ومبشرة الأولياء حليفة الورع والزهد وتفاحة الفردوس والخلد التي شرف الله تعالى مولدها بنساء الجنة وأستلّ منها أنوار الأئمة، وأرخى دونها حجاب النبوة.
كما أن الحديث عن الزهراء حديث عن العظمة كل العظمة حديث عن القيم العليا والمثل السامية، حديث عن المرأة التي جعلت الإسلام أكبر همها ، فكان بكاؤها للرسالة لا للذات وفرحها للرسالة لا للعبث وغضبها للحق لا للقرابة والنسب.

إن فاطمة الزهراء(ع) هي السبب المباشر لهذا الإشعاع الديني الإيجابي الذي يملأ أقطار الدنيا وهي السبب المباشر لوجود القوامين على الدين المحافظين عليه الذين لولاهم لساخت الأرض بأهلها وهم الأئمة المعصومون الذين شاء الله تعالى ألا تخلو الأرض من قائم لله بحجة منهم،
فحق للزهراء الطاهرة العابدة الزاكية المجاهدة أن تكون كما سماها الجليل كوثراً(إنا أعطيناك الكوثر)

ولاشك أن الزهراء (ع) في غنى عن مدح المادحين وثناء المثنين فقد نطق القرآن على لسانها ولسان ابن عمها أمير المؤمنين (ع) قائلا: إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، لأنها تتحرك في كل نشاطاتها ومواقفها في الحياة لوجه الله تعالى وتلك هي القيمة الإنسانية أن يعطي الإنسان كل ما يملكه لله ورجاء رحمته وعفوه.وعلى هذا فإنه وإن كان ذُكر مناقب الزهراء ومآثرها وكراماتها ومواقفها الكريمة في المجالس والمحافل عبادة عظيمة إلا أنها بالتأكيد لا تصل منا أن نصف عملاً حسنا من أعمالها أو موقفا إنسانياً من مواقفها ثم نخالفهُ.
فهل نعقد العزم للسير على خطى الزهراء (ع) ؟وهل نعاهد أنفسنا وضمائرنا على أن يكون سلوكنا في الحياة تصديقاً لما تكُنه قـُلوبنا من حب وولاء للزهراء(ع) ؟
هذا ما نأمله إن شاء الله تعالى فلقد كانت الزهراء (ع) رائدة الخلق الرفيع والسلوك المُنهل في حِسن العِشرة والتَعامل.وكانت سلام الله عليها رياً لظمأ الطالبين ونوراً يضئ سبيل التائهين.وما جالسها أحد إلا قام بزيادة في عِلم أو ُنقصان من جهل ولا غرو في ذلك !!فهي الكتاب الناطق والنور الساطع والضياء اللامع.


وإن عد غيري في المفاخر نسوة ***** كفاني إذا ما قلت فاطمة الزهرا
لئن سادت العذراء نسوة عصرها ***** فقد سادت الزهراء في قدرها العُصرا
تعجبت للتاريخ يكتم أمرها ***** فساء لته يومًا فأبدى لي العُذرا
وأعرض عني قائلاً إن في فمي ***** فقلت أقذف الماء الذي يورث القهرا
وحدِّث عن الزهراء بضعة أحمد ***** ومن كانت الآيات في حقها تترى
ألم تكُ أما للنبي وكوثرا ***** وكان رسول الله يوصي بها خيراً
فهل حفظوا بعد النبي مقامها ***** وضانوا لها وداً وكانت لهم ذكرى



فسلام عليك يوم ولدت ويوم انصبت عليك المصائب ويوم انتقلت ُروحك إلى جنان الخلد .




نسأل الله تعالى أن يرزُقنا شفاعتك وشفاعة أبيك محمد (ص) وأن يُثبتنا على مَحبتكم وولايتكم إنه سميع مجيب .
مع تحياتي

عاشق البقيع