السيدة
الزهراء 
خلقت لتبقى نموذجا ايجابيا مؤثرا، ونبراسا لكل إنسان وبالذات لصانعة الإنسان وهي "الأم" ولكل أمرأة ، ـ حيث إن حقوق الأمة و الناس ضاعت، والعلاقات الأسرية تفككت وتراجعت.. نتيجة لتراجع وغياب وتغييب دور المرأة وبالتحديد "الأم" الحقيقي عن مسؤولية التصدي(..) ـ فالزهراء ليست مجرد تلك المرأة العظيمة التي ترتدي السواد في أيام المصاب ويصرخ محبيها باسمها يا زهراء تفاعلا مع مظلوميتها، وليست مجرد أميرة للجنان ترتدي الثوب الأخضر وتضع تاج الإمارة على رأسها والجميع يصفق فرحا يا زهراء يا زهراء، .. وللتوضيح ان التفاعل بالبكاء لمصابها، والفرح لفرحها مطلوب ورسالة مهمة ..، ولكن الأهم من ذلك الذوبان مع رسالتها وفكرها، وجعلها نموذجا حيا في
شخصية كل محب لها، وكل أم ثم إلى كل إنسان، والسير على منهجها وطريقتها بشكل عملي في العبادة والتربية والإصلاح والتغيير...، لكي تكون
فاطمة الزهراء بفكرها موجودة في كل موقع في العالم فهي تمثل رسالة إلى جميع شعوب العالم للارتقاء بالإنسانية.
كان للزهراء علاقة متميزة وفريدة مع والديها وبالخصوص علاقتها المتميزة بوالدها سيد الكائنات الرسول محمد "ص" حيث كانت له أما رحيمة رغم صغر سنها تحن عليه وتداويه عندما يتعرض للأذى من قبل أعداء الرسالة (فاطمة أم أبيها)، وكانت مصدر الفرح والسعادة والبهجة لوالدها الذي يخصص لها الوقت رغم انشغاله بمسؤولية الرسالة، وإدارة أوضاع الأمة والزوجات؛ حيث كان يستأنس برؤيتها، ويمر على منزلها بشكل يومي رافعا صوته قائلا
السلام عليكم يا آل البيت، والاطمئنان عليها، وكانت
الزهراء هي أول
شخصية يراها عند دخوله المدينة واخر
شخصية يودعها... وما أحوج أبناء الأمة لمعرفة تفاصيل حياة السيدة
فاطمة الزهراء مع والدها النبي محمد

منذ ولادتها ولغاية وفاته.
- الرسالة الروحية والأخلاقية:
حياة السيدة فاطمة الزهراء
تفيض بنفحات الروحانية الإيمانية من خلال عبادتها بكثرة صلواتها وصومها وادعيتها الخاصة، وخطبها، وتفسيرها للقران الكريم، والدعاء للمسلمين والمسلمات، وقيامها بتعليم النساء أمور دينهم ودنياهم، وتعاملها الأخلاقي الراقي السامي مع من يتعامل معها...، بشهادة من رب السماء حيث نزلت في حقها عدد من آيات القران الحكيم ، وخصت بضعة النبي بتسبيحات روحانية خاصة معروفة باسم تسبيحات الزهراء؛ ولمعرفة المزيد من الجانب الروحي والأخلاقي لشخصية الزهراء
لابد من الاطلاع على أمهات الكتب.
جسدت الزهراء مع زوجها الإمام علي "عليهما السلام" النموذج الإسلامي في فن العلاقة الزوجية ؛ فكانت الزهراء مصدر الحب والراحة والآمان والفرح لزوجها, عندما يدخل المنزل يرى من زوجته ما يحب كل رجل أن ير في زوجته وحبيبته من جمال وإيمان واهتمام ورعاية وحنان ..، وكان الإمام علي
كما تريد أي امرأة أن تجدوه في زوجها من حب ومودة وتقدير ورعاية واهتمام...، فكانا علي وفاطمة "عليهما السلام" مثال الزوجين المتفقين الذين يذوبان في بعضهما حبا ورأفة ورحمة ومودة ليقدمان للبشرية أفضل نموذج بشري في فن العلاقة الزوجية؛ وبقى الحبيبان الزوجان معا يقدمان أفضل الصور في تجسيد العلاقة الزوجية وتربية الأبناء وتحمل المسؤولية والمساعدة والمشاركة والصبر على شدة وقسوة الحياة المعيشية، ولم يفرق بينهما سوى الموت.., وما أصعب الفراق ورحيل احدهما عن الاخر.. يصوره الأمام علي "ع" بكلماته:

منقوووووووووووووووووول