منار الولاية - « إعداد شبكة منار الولاية » - 21 / 1 / 2011م - 9:30 ص
أربعين الحسين ( عليه السلام ) محطة من محطات الحزن والأسى التي مر بها ركب الحسين (عليه السلام) فيوم الأربعين هو يوم زيارة جابر و الركب الحسيني لسيد الشهداء و التقائهم في أرض كربلاء .
فيما سبق يوم الأربعين كانت فترة قاسية و مؤلمة لإمامنا السجاد (عليه السلام ) وعمته زينب (عليها السلام ) فكانت المصائب عظيمة بداية باستشهاد الحسين ( عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه و سبي النساء والأطفال و المرور بهم على مختلف البلدان ووفاة بعض بنات الرسالة و دخول الحوراء (عليها السلام ) مع النساء و الأطفال و الإمام السجاد ( عليه السلام ) مقيداً إلى مجلس الطاغية ، وبعد سلسلة المصائب التي مر بها الركب الحسيني عاد إلى كربلاء ليجدد العهد بالشهيد المظلوم .
ومن حيث أن زيارة الأربعين من علامات المؤمن كما جاء في الرواية الشريفة عن الأمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) اكتسب هذا اليوم قدسية خاصة وأهمية كبيرة .
إن إحياء الأربعين فرصة لبيان مظلومية أهل بيت النبوة وما جرى على الركب الحسيني منذ مقتل الحسين حتى يوم الأربعين ، وقد درج الخطباء في هذه الذكرى على بيان مصائب الركب الحسيني الأليمة من دخول الطاهرات لمجلس الطاغية و خطبة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) واستشهاد طفلة الحسين رقية (عليها السلام ) ختاماً بزيارة جابر و الركب لأرض كربلاء .
إحياء الأربعين في القطيف :
لم تكن القطيف تحيي هذه المناسبة الخالدة فيما مضى من الزمن الغابر حيث لم يلتفت جهابذة علمائها الأفاضل آنذاك بحثالمؤمنين لإحياء هذه الذكرى العظيمة ، فخلد الذكرى سماحة العلامة الشيخ منصور المرهون و خرج بموكب العزاء من حسينية مياس إلى حسينية الجشي منشداً قصيدته المشهورة و التي باتت إحدى أهم القصائد التي يتم انشادها في مناسبة الأربعين بالقطيف :
زينب من الشام اليوم جت كربله
والراس عند السجاد في محمله
لقد أدرك سماحة العلامة الشيخ منصور رحمه الله أهمية إحياء ذكرى الأربعين حينما خرج بموكب العزاء فكان له الفضل أن أحيا ذكرى الأربعين في القطيف و ثبت مفاهيم الموكب ومسيرة العزاء لدى الناس .
كتاب يوم الأربعين :
سماحة العلامة الشيخ عبد الحي المرهون رحمه الله احد العلماء الفضلاء و الخطباء الأتقياء زامل سماحة العلامة الشيخ منصور شطراً من الدراسة كان أثره الوحيد هو كتاب يوم الأربعين ، حيث تلمس رحمه الله الحاجة لكتاب يرصد الأحداث و المصائب التي مرت على الركب الحسيني منذ مقتل السبط الشهيد يقول الحجة الشيخ فرج العمران في كتابه الأزهار الأرجية عن كتاب يوم الأربعين أنه " الممثل فاجعة الأربعين بأجلى روعتها و المظهر لها بأجلى مظاهرها مع ما اشتمل عليه من الأحاديث الصحيحة و الأخبار الحسنة والشواهد المستحسنة و الأسلوب البديع و التركيب العجيب " .
وقد توفي الفاضل الشيخ عبد الحي رحمه الله في يوم العشرين من صفر المصادف ليوم الأربعين سنة 1366هـ ، ويذكر الحجة الشيخ فرج عن وفاة الشيخ عبد الحي في كتابه الأزهار " كان هذا يوم عطلة وأهل وطنه مجتمعون غير مشتغلين بأي شغل إلا بقراءة كتابه هذا فصار له تشييع باهر عديم النظير مشفوع بصراخ وعويل و لما وضعت الجنازة للصلاة عليه نادى بعض المشيعين بلوعة وأسى : ياشيخ هذا يوم الأربعين و هذا كتابك و هؤلاء المستمعون قد حضروا فقم واقرأه لنستمع لقراءتك يرحمك الله ، فافتجع الحاضرون وغلبهم الوجد والأسى " .