|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.53 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
ماذا بعد طارق الاموي
بتاريخ : 04-01-2012 الساعة : 03:53 PM
لم يكن نائب رئيس جمهورية العراق طارق الاموي وليد لحظة انية في ساحة الصراع السياسي العراقي وليس هو برجل الصدفة الذي امتطى موجة مفاجئة قلبت الواقع العراقي بكل ابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .. بل طارق الاموي هو نتاج سياسة بناء ((لهدم )) ,, تولدت منذ بداية نخر الجسد البعثي المتهرئ بعد تحرير الكويت من براثن صدام المجرم ..
كانت انظار المشروع العروبي السني الممتطى كحصان طروادة تحت قادة البيت الابيض واللوبي الاسرائيلي العالمي ,, والمُطوِّع بكل تفانٍ لمصالحه بما يلائم مصالح الغرب الاميركي المتصهين ,, تنصب بأهتمام ( مايكروسكوبي) على الساحة العراقية لدراسة خيارات الداخل العراقي والخارج المعارض للنظام البعثي المجرم ,, والاحتمالات التي ممكن ورودها في ظل تطورات الساحة السياسية لما بعد طاغية تكريت .. فكانت شخصية الدكتور اياد علاوي هي شخصية البناء العروبي القومي التي سوف تسكت صوت التظلم الشيعي وهوالذي يمكنه ان يضمن هدم اي مشروع شيعي اسلامي قوي قد يظهر في العراق ,, مع ابقاء علاوي -الشيعي الجذور - تحت وصاية اللوبي العروبي السني من خلال ايجاد شخصية رجل الظل القوي وصاحب القبضة الفولاذية -المخمرة - بدماء الابرياء والمدعوم طائفياً بجميع القوى السنية العراقية على اختلاف توجهاتها وهو طارق الاموي ( المعروف بأنه عراب العمل الارهابي في العراق ) في سبيل ضمان عدم التسامح في قيام اي توجه شيعي اسلامي قد يناغم المشروع الاممي الشيعي الاسلامي القائم في ايران والذي راح يتمدد في الجسد الاسلامي العالمي بقوة ويظهر كوجود مرعب في جنوب لبنان متمثلا في حزب الله ..
وبالرغم من هذا المخطط فقد نجح السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في تفكيك النسيج الطائفي القومي البعثي السني العروبي المتمثل في القائمة العراقية من خلال عمليات المماطلة وكسب الوقت ومعادلات المد والجزر السياسية التي تمخض عنها تناسي واهمال مشروع مجلس السياسات الاستراتيجية الذي من المفترض ان يتزعمه علاوي ,, و حصر الملف الامني بيد رئيس الوزراء وبالتالي بيد الوجود الشيعي في الساحة العراقية من خلال عدم الاتفاق على صيغة مثلى في تحديد صلاحيات لمجلس السياسات الستراتيجية وعدم الاتفاق على وزراء امنيين ,, ولعل الضربة الاقوى التي وجهها السيد رئيس الوزراء لخصوم الشيعة هي اعتقال المئات من البعثيين قبيل رحيل قوات الاحتلال الاميركي والتي تكللت بآخر انجاز يحسب لقائد حزب الدعوة الاسلامية والسياسي الشيعي الابرز في الساحة هو كشف تورط طارق الاموي بقتل العراقيين و تنفيذه لعمليات ارهابية طائفية واعلان خيوط الجريمة على الملأ من اجل تسقيطه اعلاميا وسياسيا في الداخل والخارج ,, ويبدو ان الحكمة من عدم القاء القبض عليه بصورة مفاجئة تتوضح بعد مشاهدة القائمة العراقية تتشضى يوميا نتيجة شعورها بخطر الافلاس السياسي او امكانية التورط الذي بات يلوح بالافق ,, بينما لو القي القبض على الاموي مباشرة لتعرض السيد المالكي لضغوط دولية واقليمية ومحلية خطيرة ولربما صنع من طارق الاموي بطلا قوميا بدلاً من زعيم عصابة للقتل والتصفية الطائفية .. وبهذا يكون السيد المالكي قد وجه لكمة قاضية للمشروع العروبي السني الذي لربما اخذ الضوء الاخضر من قادة البيت الابيض الحانقين على رئيس الوزراء بعد فشلهم في اقناعه بأبقاء قواتهم المقاتلة في العراق تحت حصانة قانونية الامر الذي جعلهم ينسحبون مسجلين نقطة تفوق لصالح الارادة الايرانية في منطقة الشرق الاوسط ..
والسؤال الذي ينبغي ان نبحث له عن اجابة هو .. ماذا بعد طارق الاموي .. وكيف سيعوض اللوبي العروبي السني المتأمرك هذه الخسارة الجسيمة في مخططه الهدام وهل من بدلاء لمن كشفت اوراقهم وتعرت جرائمهم على الملأ .. ام ان هنالك امل في ترميم شخوصهم واعادتها الى الساحة من جديد؟
|
|
|
|
|