اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
باسمك ابتدئ ياذا العلى
وأستئذنك في الدخول الى
بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه
وقفت على هذا الباب
لست وحيدة عندما وقفت
لكن ليس معي انسان
حملت معي كل احلامي
كل اوهامي
كل امالي
كل آلامي
وتريثت أثناء الدخول
هذه ستارة
قد اسدلت على باب من القصب والعيدان
ارتفعت الستارة الآن
انظر جيدا وبتمعن
ماذا رأيت خلف الباب؟
فناء منزل صغير
هنا رحى لطحن الحبوب
وهنا وُضِع التنور
وهناك مسبح صغير
في هذا الفناء أطفال يمرحون
قد امتلى البيت الصغير بسعادتهم
فأصبح يضيء لأهل السماء
ويطرب بأنغامه أهل الأرض
هناك عند الرحى
يدٌ قد مجلت لطول العمل
وعند التنور ثياب اصابها غبار الموقد
وهي بين هذا وذاك
والمكنسة في يدها تكـسح دارها
وعند المسبح طفلان
ينتظران ان تاتي لتغسل رأسيهما
الملابس البيضاء الزاهية
قد أُعِدت
والبيت قد تنظم
والامور مستقرة
تربي تغسل تطحن تعجن تخبز
تركع وتسجد , تهلل وتكبر و و و و
بسمة الرضا لا تغادر تلك الشفتين
اللتين لا تسلوان ذكر الاله
تلك الشفتان
يقسم من رآهما أنه لم يرى عليهما أثرا
للبكاء المحرق للقلب يوما ما
عشرون ربيعا
ما رؤيت باكية الا من خشية ربها
أهذا البيت ؟
لرجل فقير؟
وامرأة فقيرة؟
وعائلة فقيرة؟
ذهبت تشتكي لأبيها التعب الجسمي
فأرشدها لمايزيل التعب النفسي
ذهبت تطلب خادمة
وعادت بتسبيحة فاطمة
أيضن عليها ابوها بالمال؟
أيحجب عنها الراحة؟
أيرضى أن يقال عنها امرأة فقيرة؟
هي بنت من؟
ليرضى بذاك أبوها
إنها ابنة خديجة وما أدراك
ما ملكت خديجة
أملكت الف عبد والف أمة؟
أملكت جبلا من الذهب والفضة
لو وقف رجلا أمامه وآخر خلفه
لما استطاع أحدهما ان يرى صاحبه؟
أملكت سبعين الف ناقة؟
هل كافة قريش يعملون بأموال خديجة؟
نعم لكل ذلك
وزيادة عليه
فقد ملكت قلب حبيب الله
ملكت قلب محمد
فماذا
اورثت هذه الأم لابنتها الوحيدة
بأمر من رب السماء
وءاتِ ذا القربى حقه
يا محمد هب فدكا والعوالي لفاطمة
إرثا لها من خديجة بنت خويلد
إنه أمر سماوي
أمر ملكوتي
بل هو امر تعبدي
اترضى بأن ترحل
هذه المرأة عن الدنيا
وهي تطالب بإرثها
أمن العدل يابن أبي قحافة أن ترث أباك ولا أرث أبي؟
بل لم ترث اباها ولم ترث امها
وهناك من ورثت دار محمد لتدفن فيها اباها وصاحبه
هذه ورثت وتلك منعت ميراثها
فأما اليتيم فلا تقهر
عذرا إليك رسول الله
فقد قهرت يتيمتك
تلك الشفتان لم تُرى عليها إلا بسمتان
بسمة واباها على فراش الاحتضار يخبرها
بسرعة اللحاق
وبسمة وهي على نفس الفراش
مستبشرة باللحاق
انظر للصورة الآن
تأمل الصورة جيدا
ستارة ممزقة
وفناء بيت غطاه غبار الحزن
أطفال في ذهاب وإياب
سلوتهم قبر مسجى بين طبقات ترابه
حبيبهم حاميهم حافظهم مدللهم
وفي هذا المنزل
رحى مهجورة لان صاحبتها مريضة
وموقد مملوء بالرماد لم يتعاهده الخباز
وفراش تفترشه الأم ربة البيت الحزين
عاد الولدان من مسجد جدهما او من زيارة قبره
الباب مغلق
لأول مرة الباب مغلق
امرأة تجلس عند الباب جلسة الحزين المكتئب
لا نسمع صوت الانين
ربما نامت أمنا
هل نامت امنا يا اسماء؟
لا جواب
فلندخل بهدوء لنطمئن عليها
قفا ايها السبطان
انتظرا حتى تأكلا طعامكما
الدموع تنهمر
لم ؟تريدي ان تفرقي بيننا وبين امنا
هل رايتينا سابقا اكلنا منفردين؟
لا بد لنا من الدخول
اخي هذه امنا نائمة
سأجلس عند راسها
وانا ساجلس عند قدميها
طال الجلوس ولا حراك
ولا انفاس
طفلان حائران
قلبان يرتجفان
عينان دامعتان
انفاس تلهث
خوف .. ترقب .. تأمل .. شرود .. انتظار
صوت مبحوح يخترق السكون بهدوءه
أماه كلميني
انا عزيزك الحسين
كلميني يا أُمــــُــــــي
لا جواب
وتنسدل الستارة
عن هذا البيت
بعكس ما فتحت
حزن يخيم وبكاء وضجيج
وسواد اعتلى افق الدنيا
فغطى الكون بكاء وانين
فسلام على تلك الانفاس الطاهرة
وسلام على تلك الارواح الحائرة
وسلام على اؤلئك الأيتام الزاهرة
نسألكم الدعاء