ليس هنالك شيء يسمى اللون في العلوم الفيزيائية، بل هنالك فقط أطوال موجية مختلفة للضوء. فعندما تنظر أعيننا إلى جسم ما فإننا نرى الضوء المنعكس من هذا الجسم. والعين المجردة لديها القدرة على التمييز بين مئات الأطوال الموجية الضوئية و ذلك عندما يتم استقبالها بواسطة خلايا قزحية العين الحساسة. وهذه القدرة تجعل الأمر ممكنا بالنسبة لنا لنستقبل ونرى العالم بالألوان.
تسمية الألوان:
ولكن ماذا نعني عندما نقول بأن السماء زرقاء وبأن الوردة حمراء؟.. إن أعيننا تستطيع أن تميز بين الأطوال الموجية للضوء، ولذلك فإن قاموس العين واسع وكبير جدا في هذا المجال بسبب أن الأطوال الموجية للضوء متنوعة ومختلفة. وهكذا فإن اسم اللون يدل على إدراكنا لطول موجي معين للضوء. على سبيل المثال، الكلمة أحمر تدل على طول موجي ضوئي معين.
و يعتبر الإدراك السيكولوجي للون وتأثيراته النفسية مسألة تجربة. ومن جهة أخرى، و طبقا لأسس العلم البيولوجي في رؤيتنا للألوان، فإن هنالك درجة عالية من الشمول والإنتشار الواسع في استخدام مصطلحات الألوان عبر الثقافات واللغات.
التأثيرات السيكولوجية لللون:
أثبتت دراسة علمية أن الإشعاع الأحمر على الأرجح ينتج نوبات صرع أكثر من اللون الأزرق. علاوة على ذلك، عند قياس ضغط الدم المرتفع و نبضات القلب فإن اللو ن الأحمر يكون في هذه الحالة أكثر تأثيرا ثم الأبيض ثم الأزرق.
وإذا تساءل بعضنا عما إذا كان للون تأثيرات على تصرفاتنا أو أحاسيسنا؟ فإن الجواب نعم.
حيث إن ردة الفعل على اللون محددة باتحاد عوامل بيولوجية ونفسية وفيزيولوجية واجتماعية وثقافية. ويمكن تقسيم الألوان من حيث تأثيراتها النفيسة لقسمين أساسيين هما:
الألوان الدافئة: عادة تتضمن الأحمر، و البرتقالي، والأصفر والأصفر المخضر. وتصحب هذه الألوان مشاعر الفرح والإثارة و الارتياح.
الألوان الباردة: عادة تتضمن الأزرق والأزرق الفاتح والأخضر بأنواعه. وتتراوح المشاعر التي تصحب مثل هذه الألوان من مشاعر الهدوء و الاطمئنان إلى مشاعر الحزن.
معاني مختلفة
و للألوان عادة معان رمزية مختلفة لدى الثقافات المختلفة. على سبيل المثال، اللون الأبيض هو لون العرس و الزفاف في المجتمعات الغربية، بينما هو لون الطقوس الجنائزية عند الصينيين (تقليد صيني). كما أن اللون الأحمر مرتبط بالصخب والضجة في أمريكا، غير أنه مرتبط بالسعادة و السرور في الصين. وفي عالم الديكور والزي الأمريكي، فإن اللون الأزرق مخصص للأولاد بينما الوردي مخصص للبنات.
وفي عروض الأزياء والدعايات الإعلانية فإن اللون من أحد أهم العناصر المؤثرة، حيث يرى بعض علماء النفس بأن انطباع اللون يمكن أن يكون له من قبول المنتج أو رفضه.