قال الميرزا عبدالله الأفندي " إن فيروز قد كان من أكابر المسلمين والمجاهدين بل من خلص أتباع أمير المؤمنين (عليه السلام) " و أضاف " و إن المعروف كونأبي لؤلؤة من خيار شيعةعلي ( عليه السلام) " .
و روى عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب( سلام الله عليه ) أنه قال مخاطبا ً الخليفة الثاني " إني أراك في الدنيا قتيلا ً بجراحة من عبد أم معمر تحكم عليه جورا ًفيقتلك توفيقاً!! "
المصدر : سفينةالبحار ج 7 صفحة 559 .
إذن إن الإمام (عليه السلام ) يعتبر ما فعله أبو لؤلؤة هو من توفيقات الله قاصم الجبارين و تأيداته الغيبية .
و هذا مدح علني له ،و إن كان فعله جرمل كان الأولى من الإمام ( عليه السلام) أن لا يمتدحه بشيء !!
و يمكن تأييد كلامي على إن الإمام ( عليه السلام ) ما مدح أبي لؤلؤة إلا لكونه مسلم شيعي رافضي فالمشهور عن الإمام ( عليه السلام ) أنه لا يمدح الناس عن هوى نفس أوعبثا ً أولكسب مالا ً ،فهو صريح في عباراته و دقيق في كلماته .
فقد جاء في سفينةالبحار ج7 صفحة 561 .
إن بعد قتل الخليفة الثاني بادر عبيدالله ابن عمربقتل بنتا ً صغيرة ً بريئةً لأبي لؤلؤة إنتقاما ً ، فأشار الإمام علي ( عليه السلام )لعثمان بن عفان أن يقتله فأبى عثمان !!
و هذه الحادثة تكشف المظلومية التي عاشها ابي لؤلؤة هو و عائلته فقد ذبحت ابنته دون ذنب يذكر !!! فإذا أجرموا الأباء فما ذنب الأبناء؟!
على العموم هذا ليس موضوعنا ، فإذن هنا يعتبر الإمام ( عليه السلام ) ابنة أبي لؤلؤة من جملة أهل الإسلام و يطالب من الحاكم الجديد بتطبيق حكم الله على قاتلها .
فقد قال تعالى(( ياأيهاالذين آمنوا عليكم القصاص في القتلى)) ،و إذا لم تكن ابنة ابي لؤلؤة مسلمة فكيف يطالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقتل عبيدالله بن عمر ؟!
و هذايؤكد إنها كانت مسلمة على الفطرة إتباعا ً لوالديها ، و هنا تبطل تلك الأقاويل والروايات المصنوعة التي لصقت زورا ً و باطلا ً من قبل أقلام بني أمية المرتزقة المستأجرة بأبي لؤلؤة على أنه مجوسي .
و قد ورد في جملة الأحاديث حديث عن الإمام الهادي ( عليه السلام ) إن حذيفة اليماني رضوان الله عليه الملقب ( بذي الشهادتين ) و هو من الذين عاصروا رسول الله و من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أنه روى رواية الحادثة وما سيجري على أهل بيت النبوة و الى حادثة قتل أبي لؤلؤة الخليفة الثاني، و قد ذكر في أواخر كلامه " فإستجاب الله دعاء مولاتي فاطمة عليها السلام ..... حتى قال : و أجرى قتله على يد قاتله رحمة الله عليه"
المصدر : يمكنكم مراجعة سفينةالبحار ج31 ص120 إلى ص132وج20 ص332 / وج95 ص351 إلى ص 355 بالإضافة ما كتبفي تحقيق و توثيق الروايات في الهوامش البحار.
وجاء في كتاب زوائدالفوائد و في كتاب المحتضرللشيخ حسن بن سليمان ص44 حتى ص55و أيضا ًفي دلائل الإمامة ،وأيضاً في مصباح الأنوار للشيخ هاشم بن محمدو أخيرا ً في مستدرك الوسائل ج1ص155 عن شيخ الطائفة الشيخ المفيد رحمة الله عليه .
و هنا يجب أن نفهم إن الرواية مروية عن الامام الهادي عليه السلام ، و يجب ان نعرف .. من هو حذيفة ؟؟وما أدراك من حذيفة؟؟إن حذيفةاليماني هو من كبار الفقهاء في صدر الإسلام كحبر الأمة ابن عباس من الذين رووا الحديث عن رسول الله ، و هو الثقة الصادق الصديق الصدوق التي تعدل شهادته وحده فقط عن شهادة شخصين عادلين ، و خصه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بلقب ذي الشهادتين على ذلك .
وبعد ما عرفنا عن حذيفة ،نعود الى حديثه فقد كان يذكر إسم أبي لؤلؤة و يخصه بعبارة(رحمة الله عليه) أي يترحم عليه !!
و هو لم يترحم عليه غفلة ً أو سهواً إلا لأنه كان عارفا ً لمنزلته و مقامه ، و مدركا ً حقاً بأنه كان مواليا ً لأهل البيت ( عليهم السلام) .
روي عن الصحابي جابرالأنصاري( رضوان الله عليه ) أنه قال : لما طعن أبو لؤلؤة عمراً فقال عمر: ياعدو الله ما حملك على قتلي؟ ومن الذي دسك إلىقتلي؟!
قال: اجعل بيني وبينك حكماً حتى أتكلم معك.
فقال عمر: بمن ترضى بيننا حكم عدلٍ؟!
قال:بعلي بن أبي طالب عليه السلام.
فلما جاءه الإمام علي عليه السلام،قال عمر لأبي لؤلؤة: تكلم فقد حكم بيننا حكم عدل!
فقال: أنت أمرتني بقتلك يا عمر !!!
قال عمر : وكيف ذلك؟!
قال: إني سمعتك تخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنت تقول : كانت بيعتنا لأبي بكر فلتة وقانا الله شرها،فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه، وقدعدت أنت إلى مثلها .
فقال عمر له : صدقت ،ثم أغمي عليه و مات .
المصدر / عقد الدرر ص 80 مع 81 .
و أخيرا ً رحم الله فيروزأبي لؤلؤة و سلام ٌُعليه يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيا .