يختلف كل طفل فى شخصيته عن الطفل الآخر، وبالتالى فإن المشاكل السلوكية عند الأطفال تتعدد مع الوضع فى الاعتبار أن عملية تربية الطفل تكون عبارة عن أن أهله سواء الأب أو الأم يقومان بمساعدته على اتخاذ القرارات والخيارات الصحيحة فى النهاية. إن الطفل يجب أن يكون لديه القدرة على التعبير عن نفسه بحرية وفى نفس الوقت فإنه يجب أن يتعلم كيف يتصرف بطريقة صحيحة ويراعى مشاعر الآخرين ويحترم القواعد والتعليمات. إن تربية طفلك بطريقة جيدة قد تحسن من سلوكه وتصرفاته مع الوضع فى الاعتبار أن بيئة المنزل يجب أن تكون إيجابية. ويجب عليك أن تدركى كأم أنه لكى تقومي بتصحيح سلوكيات طفلك الخاطئة يجب أن تفهمى فى البداية سبب تلك السلوكيات.
إن فقدان الأعصاب والعصبية هى أمور شائعة عند الأطفال ما بين 15 شهرا وثلاثة أعوام وهى أمور عادة ما يلوم الأهل وخاصة الأم أنفسهم عليها مع الوضع فى الاعتبار أن عصبية الطفل تكون عبارة عن صراع داخلى وتعبير عن شعور الطفل بالغضب والإحباط لأن الأمور لم تسر كما يريد. عندما يمر طفلك بنوبة عصبية فلا يجب أن تحاولى وقفها ولكن يجب أن تساعدى طفلك على تخطيها مع الوضع فى الاعتبار أنك إذا استسلمت لطفلك ولما يريده فى نوبته العصبية فهذا يعنى أنه سيصبح أكثر تطلبا وأكثر عصبية. واعلمى ان رد فعلك على نوبات طفلك العصبية وفقدانه لأعصابه سيعلمه كيف يتصرف ليحصل على ما يريده وكيف يتعامل مع الآخرين عندما يكونون غاضبين. يجب أن تكونى هادئة عند التعامل مع نوبات طفلك العصبية وحاولى أن تطلبى منه الهدوء لتتحدثا معا عن المشكلة التى تؤرقه.
على كل أم أن تعلم أن كل تصرفات وسلوكيات الطفل حتى السيئة منها هى وسيلة للتعبير وللتواصل مع من حوله، ولذلك يجب أن تسألى نفسك عن معنى أفعال طفلك وهل هذا المعنى هو الغضب أم أنه يريد أن يجذب انتباهك مثلا. إذا شعرت مثلا أن طفلك يضرب الآخرين لأنه يشعر بالغضب فعلميه أن يعبر عن غضبه بالكلام. يجب أن تركزى أيضا على ما تريدين لطفلك فعله وليس ما تريدينه أن يتوقف عن فعله.
يجب أن تعلمى أنك مثلك مثل أى أم لديك خيار أن تقومي بالتركيز على جعل طفلك يعترف بخطأه ويشعر بالسوء لهذا الأمر أو تقومى بالتركيز على مساعدته في تحمل المسئولية عن طريق اختبار نتائج وعواقب أفعاله. إذا كان طفلك مثلا قد رسم على الحائط وأنت تريدين منه أن يعترف بهذا الأمر، فاعلمى أنك إذا سألتيه سؤالا مباشرا فإنه سينكر لأنه يشعر أنه مهدد ولأنك عندما ينكر الطفل بهذا الأمر فستقومين بالصراخ عليه.
كثيرا ما قد يشعر الطفل برغبة ملحة فى التحدث معك ومشاركتك أمرا وخاصة عندما تكونين مشغولة، وعليك أن تعلمى أن الطفل يشعر أنه مهدد إذا شعر أن اهتمامك منصب على أمر آخر غيره. إذا قاطعك طفلك وأنت تقومين بأمر مهم فاطلبى منه بهدوء ألا يقوم بمقاطعتك، وإذا كنت مثلا ستتحدثين فى الهاتف أو ستستقبلين صديقة لك فاقترحى على طفلك أمرا يفعله أثناء انشغالك.
إن اللعب مع الآخرين مهارة يجب عليك أن تعلميها لطفلك مع الوضع فى الاعتبار أن هناك بعض الأطفال يحبون أن يكونوا قادة وآخرون لا يفضلون هذا الأمر. واعلمى أنه عندما يتمتع طفلك بروح القيادة فإن هذا الأمر قد يجعل أصدقاءه الصغار ينصرفون من حوله ولذلك يجب أن تعلمى طفلك كيف يكون متعاونا أثناء لعبه مع الأطفال الآخرين.
قد يكون طفلك من نوعية الأطفال الذين يقومون بالعض سواء كان يقوم بعضك أنت أو عض أشقائه أو عض أصدقائه. واعلمى أن الطفل إذا لم يكن قد بدأ فى استخدام مهاراته اللغوية للتعبير عن مشاعره فإنه سيلجأ للعض الذى يكون على الأرجح دليلا على إحباط الطفل وليس دليلا على أنه عدوانى ويريد إلحاق الأذى بالآخرين. إذا قام طفلك بعض أى شخص فى المنزل فيجب فى تلك اللحظة أن تبتعدى عن طفلك حتى يدرك أن ما قام به لن يجعلك تنتبهين إليه بطريقة إيجابية.