العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية م_علي
م_علي
عضو برونزي
رقم العضوية : 69851
الإنتساب : Dec 2011
المشاركات : 553
بمعدل : 0.12 يوميا

م_علي غير متصل

 عرض البوم صور م_علي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Waz2 أين مشهد.. يا ماما ؟
قديم بتاريخ : 28-09-2012 الساعة : 07:17 PM


الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ

بمناسبة الميلاد الميمون للامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهما السلام
أتقدم بالتهنأة لمقام امامنا المفدى خليفة الله في ارضه وحجته على خلقـه
الحجة بن الحسن صاحب الزمان روحي لتراب قدميه الفداء
والى المرجع الكرام وللمولين عامة ولكم اسرة منتديات انا شيعي العالمية خاصة
وكل عام والجميع بالف الف خير
وبهذه المناسبة اخترت لكم مما قرأت من كرامات امامنا الثامن عليه صلاة الله وسلامه هذه المعجزة

أين مشهد.. يا ماما ؟



المريضة المعافاة: زهرة رضائيّان. العمر: 6 سنوات. من مدينة بندر امام خميني. الحالة المرضّة: سرطان الدم ALL

أمواج الأيدي المتدافعة تحمل الصبيّة، كأنّها طير صغير على أمواج بحر متلاطم. النسوة الحاضرات يُزَغرِدن، والرجال المتجمهرون لمشاهدة ما حدث ينظرون إلى الصبيّة بعيون مبتلّة بالدموع. السماء أشدّ زُرقة من أيّ وقت مضى، وأشدّ زرقة من البحر.

* * *
وضَعَت المرأةُ فنجان الشاي أمام زوجها، وراحت تسأله:
ـ ماذا قال الطبيب ؟
نظر الرجل إليها نظرة تَعْبى، وقال:
ـ ينبغي أن نأخذها إلى المختبر.
فزعت المرأة وندّت منها صيحة:
ـ ما الذي أصاب ابنتي ؟!
قال الرجل وهو يحتسي فنجان الشاي:
ـ أذكري الله يا امرأة.
في تلك اللحظة حضَرَت الصبيّةُ ووقفت عند باب الغرفة، وألقت على والدَيها السّلام. رشف الرجل آخر رشفة من الشاي وضحك للصبيّة:
ـ عليك السّلام يا بُنيّتي، أين كنتِ لحدّ الآن ؟
دنت الصبيّة من أبيها وألقَت نفسها في أحضانه، مُسنِدةً شعرها المتموّج الطويل على عضده:
ـ ذهبت إلى الشاطئ.
داعب الأب شعر ابنته ومنحه قبلة، وجالت في عينه قطرة من الدمع انحدرت بهدوء على وجنته.

* * *
ـ فات الأوان كثيراً. لا يمكن عمل شيء. لا نستطيع أن نعمل أيّ شيء.
قال الطبيب هذا بعد أن لاحظ بدقّة كلّ نتائج الفحوصات والاختبارات، ثمّ أطرق برأسه إلى الأرض.
صاح الرجل، وانهارت المرأة تبكي.. وحاول الطبيب أن يهدّئ من روعهما:
ـ الله رحيم، لا فائدة من الجزع. ليكن توكّلكم على الله.
تمالك الأب نفسه وقال:
ـ ما رأيك لو نأخذها للعلاج في طهران ؟
وضع الطبيب يده على كتف الأب، وقال:
ـ لا يخلو من فائدة، فربّما ساعد الله فاستطاعوا أن يعملوا شيئاً.
تهالكت المرأة على الأرض وارتفعت زعقاتها، فوضع الرجل كفّه تحت عضدها وأنهضها:
ـ تصبّري يا امرأة.. تصبّري.
إنه هو نفسه يعلم أنّ الصبر صعب. كيف يمكن الصبر على مثل هذه الكارثة ؟!

* * *
هبّت نسمة هواء داعبت ستارة النافذة، فملأت الغرفةَ رائحةُ الرطوبة والمطر. الصبيّة ـ بوجهها الشاحب النحيل ـ راقدة على السرير، وعلى شفتيها الجافّتين الزرقاوَين ابتسامة باهتة. فتحت عينيها بهدوء، ثمّ حاولت الجلوس على مهل حتّى جلست على السرير وكأنّها تتابع بنظرها أحداً في الغرفة وهي تبتسم له.
النسيم أزاح الستارة إلى جانب من النافذة. أطلّت أشعّة الشمس الذهبيّة ـ بعد عتمة الغيوم ـ وألقت شعاعاً على وجه الصبيّة. أغمضت الصبيّة عينيها، ورفعت يديها إلى السماء وأطلقت صيحة من أعماق القلب. حضَرَت الأمّ مضطربة، فاحتضنت الصبيّةُ أمّها:
ـ مشهد! أين مشهد يا ماما ؟

* * *
كانت حافلة الركّاب تُغِذّ السير متّجهةً نحو الشرق البعيد حينما ارتفع في داخلها صوت الركّاب بالصلاة على محمّد وآل محمّد. أشار الأب بيده لِيُري ابنته نقطة معيَّنة على البُعد:
ـ هناك يا ابنتي. تلك هي القبّة والمنارة.
ألصَقَت الصبيّة رأسها بصدر أبيها، وأنّت بصوت خفيض:
ـ يعني.. أشفى يا بابا ؟
تأوّه الأب وهمس:
ـ إن شاء الله.. إن شاء الله يا ابنتي.
أمّا الأمّ فقد وضعت كفّيها على صدرها احتراماً، ومن مكانها بدأت بالسّلام على الإمام، وتمتمت هامسة:
ـ أيّها الإمام الرضا، أيّها الإمام الرضا.. أدرِكْني.

* * *
لم تكن الصبيّة قد رأت مِن قبلُ مثلَ هذه الجموع المتحشدة في مكان واحد. كلّهم مشغولون بالدعاء والمناجاة رافعين أيديهم إلى السماء. المكان كلّه هيبة وجلال، ونور ومعنوية.
شدّت الأمّ طرف حبل في عنق الصبيّة، وأوثقت طرفه الآخر في الشبّاك الفولاذي، وجلست في جوارها تتضرّع وتبوح بآلام القلب. كانت الصبيّة تنظر حولها إلى الوجوه المكروبة المتعَبة لهؤلاء المرضى الذين جاءوا مثلها إلى هنا يحدوهم الأمل والرجاء. تخشع الصبيّة وتنخرط في بكاء خافت طويل: يعني ممكن أن يتفضّل علَيّ الإمام بالشفاء ؟!
الإمام نفسه كان قد أراد منها أن تأتي إلى مشهد، فلابدّ أنّ هناك أملاً من وراء هذا المجيء.
بكت الصبيّة.. حتّى أخذها النوم. وضعت الأمّ رأس الصبيّة على ركبتها، وأرسلت نظراتها من بين فتحات الشبّاك الفولاذي إلى الضريح، وراحت تتوسّل وتبثّ الهموم.
حين أفاقت الصبيّة.. كانت الأمّ قد أغفت ونامت. وكان الأب على مقربة يقرأ في كتاب الزيارة مقابل الشبّاك العريض. مدّت الصبيّة يدها إلى الحبل المشدود إلى عنقها وإلى الشبّاك وأخذت تسحبه على مهل، فهوى طَرَفه المعقود بالشبّاك على الأرض! لقد انحلّت عقدة الحبل وسقط، فهل تكون قد بلغت المراد ؟ وبدون اختيار انطلقت منها صيحة عالية. أفاقت الأمّ من النوم، وهرع الأب مُقْبلاً، وتعالت أصوات النساء بالزَّغاريد، وتسمّر العابرون في أماكنهم ينظرون. تحلّقت الجموع حول الصبيّة التي وجدت نفسها تُرفَع على الأكفّ. ووقعت الأم قرب الجدار في حالة إغماء. فاضت الدموع في العيون، واندفع الأب تلقاء الجموع المنفعلة بهذه الكرامة الرضويّة، فانتزع ابنته واحتضنها راكضاً لا يلوي على شيء، ومضى بها إلى داخل الروضة الشريفة. ولمّا جلس في مقابل الضريح المقدّس وضع ابنته على الأرض وخرّ في سجدة شكر، وكان ثَمّة عطر روحيّ عجيب يغمر المكان.
«اللّهمّ صلِّ على عليِّ بن موسى الرضا المرتضى، عبدِك ووليِّ دينك، القائم بعدلِك، والداعي إلى دينك ودين آبائه الصادقين، صلاةً لا يقوى على إحصائها غيرك».
وحين فتحت الأمّ عينها.. كانت ابنتها أمامها تضحك. حمائم الحرم الرضَويّ تحلّق في الفضاء. وكانت السماء أشدّ زُرقةً من أيّ وقت مضى، وأشدّ زرقة من البحر.

(ترجمة وإعداد: إبراهيم رفاعة من مجلّة الحرم ـ العدد 38 ـ ايلول 1996)

نسألكم الدعـاء لي ولوالدي


من مواضيع : م_علي 0 الغراب في القرآن
0 فلسفة البكاء على الإمام الحسين عليه السلام
0 الخليفة الشرعي
0 أعظم الله اجورنا بمصابنا بالحسين سلام الله عليه
0 تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ٍ
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:27 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية