كنت أتسائل عن معنى كلمة (انترنيت ) في أول نزوله في بلد لم يشم رائحة الحرية بعد ,حين كان محصورا في أماكن خاصة وعلى أناس خاصين أيضا لأن الناس كانوا بين جائع معوز وغني مترف ولا ثالث بينهما , سألت بعض المترفين عن معنى اسمه أو ترجمته إلى اللغة العربية فقالوا لي إنها كلمة تعني (الشبكة العالمية) ثم عرفت بعد حين إن هذه الترجمة هي ترجمة حرفية وليست تدل على المعنى الحقيقي ,ثم مرّ زمان ليس بالبعيد فتبدلت الترجمة لهذه الكلمة حالها حال الكثير من الوجوه التي كنا نعدهم من المعوزين وأصبحوا اليوم من المترفين (الحمد لله إن نسبة المترفين لا زالت في ازدياد ) المهم كانت الترجمة الجديدة هي ( الشبكة العنكبوتية) ,استغربت من هذا الاسم لما يحمله من وصف بشع أو قبيح قد تربينا عليه فهو (بيت العنكبوت) يجلب الفقر ومنظره دائما ذو دلالة على إن المكان قديم وغير نظيف مع أن الذي نشاهده في جهاز الحاسوب هو قمة التطور والعصرنة والأناقة وما تهواه النفوس بشتى أشكالها ومعادنها (عينك وما اشتهت) وحين جلوسي في يوم من الأيام وأنا انظر إلى شبكة عنكبوت جديدة وإذا بفراشة جميلة لكنها حديثة العهد بهذا العلم بعد خروجها من الشرنقة إلى فضاء الحرية الجديد ,الظاهر إنها اغترت بلمعان قطرات الندى فوق تلك الشبكة الملعونة فإذا بها تهفو إليها هفوا أدى بها إلى أن تكون وجبة دسمة لذلك العنكبوت الرابض في طرف الشبكة , لم تكن تراه ولم ترى الخيوط, كل ما رأته هو قطرات الندى فقط ,
هنا بدأت افهم سرّ التسمية لهذا الاختراع العظيم (بالشبكة العنكبوتية)
تذكرت قول علي _ع_ حين قال (ومن عشق شيئا أعشى بصره وأمرض قلبه ).