دخل إلى صومعته اليومية ,في ليلة باردة تناست رائحة احتراق الشمس بعدها
كانت يداه ترتجفان لشدة برودة ماء وضوئه النوراني
قلبه كان سعيدا جدا لأنه كان الوحيد من أبناء قريته من يقوم في ذلك الليل القارص
أراد أن يكبّر تكبيرة الإحرام ويدخل إلى رحلة المعشوق الأبدي ويعرج بصلاته إليه
سمع صوتاً من خلفه نحنحة أو تنهيدة (لم يعلم ما هي)
المهم أن هناك شخصا يراقب ماذا سيفعل
كبّر سبع تكبيرات وبداء يرتل أحرف السماء بطريقة محزنة باكية كأنه يسمع صوت جبريل حين نزل بها
ابتلت تلك الشعيرات البيضاء حين سالت على خده دموع الاستغفار والتوبة
شعر أن صلاته في هذه الليلة هي أفضل ما صلاه في كل دهره
كادت التربة التي يسجد عليها تأن من الالم وكادت تتكسر ألف قطعة لطول السجود عليها
أكمل صلاته وهو في كل خشوع أراد أن يعرف من هو الشخص الذي خلفه
التفت وكانت الصاعقة...
إنها حقا كصاعقة نزلت عليه من سماء الحقيقة
وجد كلبا مبتلا قد لاذ بدفء المسجد الصغير ,لم يجد من يؤيه إلا بيت الله
رجع مديرا وجهه إلى القبلة فاستحى من الله, صلاته لم تكن لله ,كانت لكلب أجرب مبتل
وتلك الدموع لم تذرف إلا لأجل ذلك الكلب لا لله
حيائه منعه من أن يجلس مقابلا للقبلة ,مع معرفته أن الله معه أينما يولي وجهه
خرج من المسجد يلملم أذيال عاره وما خسره ,ولكن الكلب لا زال لائذا ببيت الله ولم يخرج ,فكان أحسن من صاحبه .