تشهد المنطقة العربية منذ مطلع عام 2011 موجة من الانتفاضات والثورات التي تهدف، بشكل اساسي، الى القيام بتغييرات اجتماعية وسياسية بحيث تكون المجتمعات التي اشتعلت بها الاحتجاجات اكثر عدالة في توزيع ثرواتها، واكثر حرية في ممارستها السياسية، واكثر مساواة في الحقوق والواجبات بين ابنائها.
وكانت المرأة العربية حاضرة بقوة في هذه الموجة من الانتفاضات، فقد رأينا مجموعة من الناشطات اللاتي قمن بقيادة الدعوة للحرية والديمقراطية في عدة دول عربية، مثل مصر وتونس واليمن. ولم يقتصر حضور المرأة العربية على مجرد ابداء الرأي، بل رأينا مشاركة واسعة من المرأة في التظاهرات والاحتجاجات التي صاحبت الربيع العربي، ورأينا ايضا من الناشطات من تعرضن للسجن او الاعتداء في سعيهن لتغيير مجتمعاتهن.
موضوعات ذات صلة
قضايا الشرق الأوسط
ولم يتوقف هذا الحراك عند الدول التي شهدت ثورات او انتفاضات، بل ايضا رأيناه في دول اخرى بها درجة ملحوظة من الاستقرار السياسي، لكنها تشهد، في ذات الوقت، مطالب واسعة للقيام بتغييرات اجتماعية خاصة، فيما يتعلق باوضاع المرأة، مثل السعودية.
مشاركة قوية للمرأة العربية في حركات التظاهر والاحتجاج
وكان من الطبيعي ان تصطدم كل جهود التغيير باتجاه الحرية، بما فيها حرية المرأة، بالقوى التقليدية في المجتمع التي ترفض أي انفتاح او تغيير، بما في ذلك القوى السياسية والدينية التي ترتبط بالانظمة الحالية وتدافع عنها.
ومن الطبيعي ايضا ان يثير هذا الصراع، بين القوى التي تطالب بالحرية والانفتاح والقوى التي تريد استمرار الاوضاع على حالها، اسئلة كثيرة حول مدى الحرية المنشودة، ودرجة توافقها مع المجتمع.
وبالنسبة للمرأة، يتسآل كثيرون عن مفهوم حرية المرأة، وما معناه لدى المرأة العربية، ولدى المجتمع؟ والى أي مدى يمكن ان تتقبل المجتمعات العربية اشكالا مختلفة لحرية المرأة؟ وعلى سبيل المثال ما هي حدود حرية التعليم والزواج والانجاب بالنسبة للمرأة؟ وما هي معوقاتها؟
وتثار نفس الاسئلة في مناطق كثيرة في العالم، وليس في المنطقة العربية وحدها، ولهذا خصصت الامم المتحدة يوم 8 مارس/آذار من كل عام، باعتباره اليوم العالمي للمرأة، للاحتفال بما تحققه المرأة في سعيها لتحقيق المساواة في مختلف المجالات.