بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
سوء الخلق وضغطة القبر
أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن سعد بن معاذ قد مات، فقام النبي (ص) وقام اصحابه معه فأمر (ص) بغسل سعد ـــ وكان يشرف على ذلك بنفسه ـــ وما أن انتهوا من تغسيله وتكفينه حتى وضعوه في التابوت بغية دفنه؛ فتبعهم رسول الله (ص) بلا حذاء ولا رداء ثم يأخذ يمنة التابوت مرة ويسرته اخرى حتى انتهى به الى القبر، فنزل رسول الله (ص) حتى لحده وجعل يأمرهم قائلاً:
ـــ ناولوني حجراً، ناولوني تراباً.
ثم سوى (ص) قبره بيده الشريفة، فلما فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره قال (ص):
ـــ اني لأعلم ان هذا القبر سيبلى ويصل البلى اليه. لكن الله يحب عبدا اذا عمل عملاً احكمه.
وبينما هم كذلك قالت أم سعد وهي واقفة بجانب القبر:
ـــ ياسعد هنيئاً لك الجنة.
فقال رسول الله (ص):
ـــ يا أم سعد مه لا تجزمي على ربك فان سعدا قد اصابته ضمة.
ثم رجع رسول الله (ص) ورجع الناس، فقالوا له:
ـــ يارسول الله! لقد رأيناك صنعت مع سعد ما لم تصنعه لأحد؛ انك تبعت جنازته بلا رداء ولاحذاء.
فقال (ص):
ـــ ان الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسيت بها.
قالوا: كنت تأخذ يمنة التابوت مرة ويسرته اخرى!
قال (ص):
ـــ لقد كانت يدي بيد جبرئيل فكنت آخذ ما تأخذه يده.
قالوا يارسول الله: لقد صليت على جنازته ولحدته في قبره وسويته بيدك وتقول لقد ضغط في قبره.
فقال (ص):
ـــ نعم لقد كان لسعد شيء من سوء الخلق مع أهل بيته.