**السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكَّده ** هكذا نخاطب الامام عليه السلام في زياره ال يسين فما تفسير ذلك
تقول آيات القرآن إن الله تعالى أخذ مواثيق الناس والملائكة في عالمٍ قبل عالمنا هذا. وتقول أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله وآله عليهمالسلام إن الناس نسوا مواثيق الله عليهم ، وسوف يُذَكَرُونَ بها فيذكرونها!
قال الله تعالى : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. « الأعراف : 172 ».
وقال : وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا. « الأحزاب : 7 ».
وقال : وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ « آل عمرا : 187 ».
وقال : وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. « الحديد : 8 ».
كل ما نفعله هنا اخترناه في عالم الذر والميثاق
في الكافي « 1 / 428 » عن الإمام الصاق عليهالسلام : « في قول الله عز وجل : لايَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ، يعني في الميثاق. أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ، قال : الإقرار بالأنبياء والأوصياء عليهمالسلام وأمير المؤمنين خاصة ، قال : لاينفع إيمانهالأنها سُلبته ».
ومعنى ذلك : أن الأصل في الأعمال والجزاء ، امتحاننا في عالم الذر والميثاق ، وحتى لو آمن الإنسان في الدنيا وأقر بالأنبياء والأوصياء عليهمالسلام ولم يكن آمن بهم في عالم الذر ، فلا ينفعه ذلك ، لأنه يُسلب منه قبل موته!
كل مقادير الإنسان اختارها في عالم الميثاق
في الكافي « 5 / 504 » : « عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان علي بن الحسين عليهالسلام لا يرى بالعزل بأساً ، فقرأ هذه الآية : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى. فكل شئ أخذ الله منه الميثاق فهو خارج ، وإن كان على صخرة صماء »
بصراحه اثار هذا المقال سؤال اضعه امامكم اخواني الاني اتوسم بكم جميعا المساعده وخاصه شيخنا المعطاء بقاه الله لنا ذخرا ان شاء الله -- سؤالي هو كيف الربط بين ماذكره الائمه عن المواثيق مع مبداء لاجبر ولا تفويض لكن امرا بين ذلك او الدنيا دار عمل اذا مافائده العمل -- انا مؤمنه بكلام ائمتي لكن هناك حلقه مفقوده عندي امانه الله الذي يستطيع مساعدتي لايبخل وشكرا لكم جميعا.
واعتقد وللتوضيح ، ان ما ثبت على كل ذي نفس في عالم الذر باختيارها ، سوف يظهر له في عالم الدنيا تحققه باختياره ايضا لا جبرا عليه- وذالك حتى تتم الحجة الكاملة عليه ،
وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون - لانه إنّا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا
فأما الشاكرين لنعمة الهداية ، فيقول الله عنها: وسنجزي الشاكرين او وسيجزي الله الشكرين .
الشاكرين لنعمة الهداية ، واكبر نعمة هي نعمة الولاية ، لانها طراط مستقيم( صراط الذين انعمت عليهم)
فمن سارى عليه وصل ومن انحرف الى جهنم نزل ،
وأما الكافرين مقابل الشاكرين ، فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل( من قبل: في مرتبة عالم الذر)
وبالتالي فانهم انحرفوا عن الصراط في اختبار عالم الدنيا بانحرافهم عن الذين انعم الله عليهم من الانبياء والمرسلين وبقية الحجج التي اصطفاها الله لتكون هادية داعية الى الله وصراطه المستقيم
وعليه فانهم في الاخرة : فاهدوهم الى صراط الجحيم. لانه الطريق الذي سلكوه في الدنيا باختيارهم وسيظهر لهم في الاخرة
اضيف شيئا بسيطا متواضعا على ما تفضل به الاخ العزيز الطائي من الجواب الشافي جزاه الله خيرا
بسم الله
اقول:
لابد من تمحيص وابتلاء وغربلة للمؤمنين او لمن قالوا امنّا في الدنيا حتى يميّز المؤمن الحقيقي من المدعي فليس كل من قال امنّا فهو مؤمن بل لابد ان يمر بسلسلة من الابتلائات والامتحانات فيثبت من يثبت فيها ويفشل من يفشل باختياره
مثله مثل الطالب في المدرسة (لتقريب الصورة ) فليس كل من قال انا جيد جدا في المدرسة فهو كذلك , فان الامتحان او الاختبار هو الذي يميز الطالب الجيد من غيره
فالعهد والدين ليس لعقا على السن الناس لابد ان يمحصوا ويغربلوا وعندها نجد بعد التمحيص ما اقل الديانون ..
والشواهد التاريخية واضحة ففي يوم الجمل سقط من سقط وفاز من فاز وهاهو الزبير الذي كان من الموالين والمبايعين لامير المؤمنين اول الامر ولكن عاقبته كانت السوء بعد ان سقط في هذا الابتلاء
وكذلك يوم الطف وما ادراك ما يوم الطف فخير شاهد على ذلك وغيرها من الابتلائات الاخرى
وهنا نلاحظ ان تلك الابتلائات اختيارية وليس اجبارية فالزبير في الجمل وغيره وانصار الحسين واعدائه اختاروا بانفسهم الطريق ولم يجبروا عليه لذا قال الحر رضوان الله عليه
يوم الطف اني اخيّر نفسي ما بين الجنة والنار ولا اختار على الجنة شيئا
والفرق الشاسع بينه وبين عمر بن سعد الذي اختار النار باختياره واعترف بذلك صراحة
اولا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
ثانيا الحمد لله الذي رزقني باخوان جمعني الله معهم على حب امامي وال بيت رسول الله صلى الله عليه واله وعجل فرجهم -- عاجزه عن الشكر جمعنا الله جميعا في يوم نصره صاحب العصر والزمان روحي لمقدمه الفدى
ثالثا الان اسطيع ان. اقول والله اعلم ان الحلقه المفقوده هي اننا وفي عالم الذر اخذت منا المواثيق بعد ان عرضت علينا حقائق الامور بكل تفاصيل الحياه الدنيا ونحن وبعد اطلاعنا على هذه الحقائق والتفاصيل وبعد ان عرفنا الله بنفسه وانبيائه والائمه اعطينا المواثيق التي نسيناه في رحلتنا في هذه الحياه ولكن ربنا الرؤف العطوف يذكرنا بها ولكن يذكرها الذي لبا واعطا موثقا والا فلا -- واما الامتحانات والتمحيص الذي نتعرض له في هذه الدنيا هي لاعطاء الدرجات
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
واراى من المناسب جدا ذكر مايلي للتوضيح ان شاء الله
وميثاق الخلق على الإقرار بنبينا وآله صلىاللهعليهوآله
وفي الكافي « 2 / 8 » عن الإمام محمد الباقر عليهالسلام قال : « إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذباً وماء مالحاً أجاجاً ، فامتزج الماءان ، فأخذ طيناً من أديم الأرض فعركه عركاً شديداً ، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون : إلى الجنة بسلام ، وقال لأصحاب الشمال : إلى النار ولا أبالي ، ثم قال : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. ثم أخذ الميثاق على النبيين ، فقال : ألست بربكم وأن هذا محمد رسولي ، وأن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا : بلى. فثبتت لهم النبوة. وأخذ الميثاق على أولي العزم أنني ربكم ومحمد صلىاللهعليهوآله رسولي ، وعلي أمير المؤمنين ، وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي ، وأن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي ، وأُعبد به طوعاً وكرهاً؟ قالوا : أقررنا يا رب وشهدنا ». فالإيمان بالمهدي عليهالسلام من ميثاق الله تعالى.
وربما لدينا دليل ملموس كل منا صادفه فانت تراى اناس اولربما حتى لم ترهم تكلمهم او تسمع بهم وتحس وانك تعرفهم من زمان ويربطك بهم شيء عميق ايجابي او سلبي يمكن تجد التعلل في ان اخذ ميثاق المؤمنين على محبة بعضهم
في علل الشرائع « 1 / 84 » عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد وهم أظلة قبل الميلاد ، فما تعارف من الأرواح ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ».
--
وفي الختام اقول
معنى : السلام عليك يا ميثاق الله
معناه : أنت ياسيدي الحلقة الأخيرة والحاسمة في الميثاق الذي أخذه الله لجدك محمد صلىاللهعليهوآله على الأنبياء والعباد ، وأكد عليهم العمل به.
وهو ميثاق ثقيل يوجب على الجميع الإقرار والطاعة.
وهذا الميثاق ياسيدي متجسد فيك ، فأنت ميثاق الله تعالى.
وأنا يا سيدي وفيٌّه لميثاقي في الإقرار بكم ، ونفسي وأهلي ومالي فداءٌ لكم ، ونصرتي لكم معدة ، وأنا رهن أمرك.
يمكنكم الاستفاده من شرح زياره ال يسين للشيخ الجليل علي الكوراني نصره الله على قدر ما افادنا
التعديل الأخير تم بواسطة am-jana ; 24-06-2014 الساعة 10:42 AM.