|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الشيخ عباس محمد
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 30-12-2017 الساعة : 09:24 PM
السؤال: الأدلة على ولادته (عجل الله فرجه) (2)أتمنى منكم أن تسردوا لي الأدلة على ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف من أمهات كتبنا, وأتمنى أن تكون الرواية صحيحة سندا, لأن هناك من المشككين من يريد أن يثبت بأنه لا توجد رواية صحيحة على ذلك من كتبنا بل كلها لا تصح سندا
أرجو الرد
الجواب:
هناك نوعان من الادلة تثبت ولادة الحجة (عج)
الأولى: نسمّيها بالادلة الممّهدة، والثانية: بالادلة الصريحة.
أما الأدلة الممهدة: فهي مجموعة أحاديث ظاهرة الدلالة في أنّ الحجة (عج) سيولد في آخر الزمان وهي:
أولا: ما رواه الصدوق في (الاكمال ص382 ـ ج40) قائلاً: حدثنا أبي (رض) ومحمد بن الحسن (رض) قالا حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي مهزيار عن الحسن بن محبوب عن حماد بن عيسى عن اسحاق بن جرير عن عبد الله بن سنان.
ورواه النعماني في (الغيبة ص161 ـ ح4) قائلاً: حدثنا محمد بن همام حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى والحسن بن ظريف جميعاً عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن سنان: قال دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله (عليه السلام): (فقال كيف أنتم اذا صرتم في حال لا ترون فيها أمام هدى ولا علماً يرى, فلا ينجو من تلك الحيرة إلا مَنْ دعا بدعاء الغريق فقال أبي هذا والله البلاء فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟ قال: اذا كان ذلك فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر).
التحقيق: هذه الرواية صحيحة السند ورجالها كلهم ثقات حسب قواعد علم الحديث والرجال.
ثانياً: ما رواه النعماني في (الغيبة ص162 ـ ح5) بسنده أيضاً عن محمد بن همام حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى والحسن بن ظريف عن الحارث بن المغيرة النصري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له إنّا نروي بانّ صاحب هذا الأمر يفقد زماناً, فكيف نصنع عند ذلك؟! قال: (تمسكوا بالامر الاول).
التحقيق: وهذه الرواية أيضاً صحيحه السند.
ثالثاً: ما رواه النعماني في كتاب (الغيبة ص175 ـ ح1ـ ح2) قائلاً حدثنا ابن عقدة حدثنا علي بن الحسن عن عمر بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن اسحاق بن عمار.
وقال أيضاً: حدثنا الكليني عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن اسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (للقائم غيبتان احداهما قصيرة والأخرى طويلة, الغيبة الاولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصه شيعته, والأخرى لا يعلم بمكانه إلا خاصة مواليه).
التحقيق: وهذه الرواية أيضاً صحيحة السند.
رابعاً: النعماني في كتابه (الغيبة ص194) قال: أخبرنا محمد بن يعقوب عن عدة من رجاله عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم.
وقال أيضاً: حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إنْ بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها).
التحقيق: وهذه الرواية ايضاً صحيحة السند.
خامساً: ما رواه الشيخ الصدوق في كتابه (الاكمال ص375) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن صفوان بن مهران الجمال: قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): (أما والله ليغيبَنَّ عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم, ما لله في آل محمد حاجة, ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلاًّ وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً).
التحقيق: هذه الرواية سندها حسن رجالها كلهم موثقون غير شيخ المصنف فهو صدوق لأنه من مشايخ الاجازة وقد اعتمده اكثر علمائنا.
سادساً: ما رواه الصدوق في (الاكمال أيضاً ص373) قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي الله عنهما) قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد بن جعفر الحميري جميعاً عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (أقرب ما يكون العبد الى الله عز وجل وأرضى ما يكون عنه اذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وحجبَ عنهم فلم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون أنه لا تبطل حجج الله ولا بيّناته, فعندها فليتوقعوا الفرج صباحاً ومساءً, وإن أشد ما يكون غضباً على أعدائه اذا أفقدهم حجته فلم يظهر لهم وقد علم أنّ اولياءه لا يرتابون, ولو علم أنهم يرتابون ما أفقدهم حجته طرفة عين).
التحقيق: وهذه الرواية صحيحة سنداً ورجالها كلهم ثقات معروفون.
سابعاً: ما رواه الصدوق في (الاكمال ص404) قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى (عليه السلام) قصيدتي التي أولها.
مدارس آيات خلت من تلاوة ***** ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما انتهيت الى قولي
خروج إمام لا محالة خارج ***** يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل ***** ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا (عليه السلام) بكاءً شديداً, ثم رفع رأسه فقال لي: (يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين, فهل تدري مَنْ هذا الامام ومتى يقوم؟)، فقلت لا يا مولاي, إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملؤها عدلاً كما ملئت جوراً. فقال: (يا دعبل الامام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره, لو لم يبق, من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً).
وأما (متى) فإخبار عن الوقت؛ فقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) أنّ النبي (ص) قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال (عليه السلام): (مَثله مَثل الساعة التي (لا يجلّيها لوقتها إلا هو, ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم إلا بغتة).
التحقيق: وهذه الرواية صحيحة سنداً لا يشك فيها إلا مرتاب وتعدّ من أفضل الروايات دلالة على المطلوب ويوجد غيرها الكثير, لكنْ فيما قدمناه كفاية لمنْ كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
أما بخصوص الادلة الصريحة على ولادة الحجة (عج) فأيضاً توجد لدينا مجموعة من الاحاديث الصحيحة التي لا يختلف عليها اثنان من الشيعة الامامية وهي:
أولاً: ما رواه الصدوق في (الاكمال ص463ـ ح3) قال: حدثنا محمد بن الحسن (رض) حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: قلت لمحمد بن عثمان العمري (رض) إني اسألك سؤال ابراهيم (عليه السلام) ربه جلّ جلاله حين قال له (ربّ أرني كيف تحي الموتى: قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي). فأخبرني عن صاحب هذا الأمر, هل رأيته؟ قال: نعم وله رقبة مثل ذي واشار بيده الى عنقه.
التحقيق: وهذه الرواية صحيحة سنداً ورجالها معروفون بالوثاقة والوجاهة والامانة.
ثانياً: ما رواه الصدوق أيضاً في (الاكمال ص468) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عثمان العمري (رض) قال سمعته يقول: (انّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه).
التحقيق: وهذا الخبر صحيح ومحمد بن عثمان العمري هو السفير الثاني من سفراء الحجة (عج) وجلالة قدره أشهر من ان تخفى فقد وثقه الامام العسكري (عليه السلام) نفسه وناهيك به من موثق.
ثالثاً: قال الصدوق في (الاكمال ص468): حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال سألت محمد بن عثمان العمري (رض) أرأيت صاحب هذا الامر؟ قال: نعم, وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: ((اللهم أنجز لي ما وعدتني)). وفي رواية اخرى سمعه يقول: ((اللهم إنتقم لي من أعدائي)).
التحقيق: أيضاً هذا الخبر صحيح.
هذا ما أردنا توضيحه لكم, فاذا أطمأننتم لاجابتنا هذه وهو المعهود بكم, فقد بطل قول المشككين الذين ليس همهم سوى التشكيك ولو بأوضح الأمور عاملهم الله بما يستحقون.
على اننا نحيطكم علماً, بانّ صحة الحديث وكونه حجة في مقام الاستدلال لا يتوقف على صحة سنده دائماً! إذ كم من حديث صحيح من جهة سنده ولكن متنه منكر أو شاذ أو أنّ يكون مخالفاً للقواعد الاساسية للمذهب, كما يعرف ذلك من سبر ونقَّحَ الاحاديث رواية ودراية.
أو بالعكس فقد يكون الحديث الواصل إلينا ضعيفاً من جهة سنده ولكن متنه قد عمل به فقهاؤنا المتقدمون واستندوا إليه في مقام الفتوى بحيث وَلّدَ عملهم هذا قرينة قوية على أنه حديث صحيح معروف وانّ له طرقاً أخر غير هذا الطريق الضعيف ولعل عدم الوصول مثل هذه الطرق الصحيحة إلينا انما هو بسبب ضياع وتلف وحرق الكثير من تراثنا على أيدي الظالمين كما حصل لكثير من علمائنا الاعلام كالطوسي (قد) وغيره أو قد يكون الحديث ضعيفاً من جهة سنده, ومتنه ليس فيه ما ينكر أو يفرَد, حينئذ نقول انّ هذا الحديث ممكن أنْ يتقوى إذا وجد له شواهد ومتابعات أخر وهي طريقة يعرفها المؤالف والمخالف.
إذا اتضح ذلك نقول: انه تبين لنا مما تقدم أنّ صحة الحديث اعم من كون الحديث صحيحاً من جهة سنده أو ضعيفاً, وانما يعرف ذلك المحققون من أهل العلم وَمن نقحوا الحديث سنداً ومتناً لا من جهة دون أخرى.
يتبع
|
|
|
|
|