بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك,,,
السلام على ورثة الانبياء..
السلام على المداد القائم الدائم..
السلام على الفقهاء والعلماء العرفانيين..
السلام على تلك الشموس التي لن تغيب على الرغم من تكاثر الغيوم عليها..
السلام عليك ياسيدي وابن سيدي يامحمد باقر الفالي..
تطل علينا في العاشر من شهر ربيع الاخر ذكرى وفاة السيدة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر الكاظم عليهم السلام ، اخت الامام الرضا عليه السلام ، والمعروفة بالسيدة فاطمة المعصومة ، والتي وافاها الاجل في 10/4/201هجرية .
يا قبر فاطمةٍ بقمّ تحيةً من مدنـف يـا قبرهـا وسلامـا
طاب الضريح وذاع من شبّاكه أرج النبوة يغمـر الآكامـا
واصطفّت الأملاك في ظل الحمى زمراً تسبح سجّداً وقياما
وأتى الحجيج من الفجاج قوافلاً تسعى إليه وقد نوت إحراما
--------------------------------------------------------------------------------
اسماؤها والقابها روحي فداها،،
فاطمة
وكم لهذا الاسم من شأن وخصوصية عند الأئمة عليهم السلام وشيعتهم، وكم كان الأئمة عليهم السلام يولون
هذا الاسم أهمية فائقة، لا نجدها في سائر الأسماء عندهم. وقد ذكرت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم
السلام عدة تفاسير لمعنى فاطمة وكلّها تدلّ على عظمة الصديقة الزهراء عليها السلام ومقامها.
المعصومة
ويقترن هذا الاسم باسم فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليها السلام، فيقال في الأعم الأغلب: فاطمة
المعصومة، كما يقال عند ذكر أمّها الكبرى: فاطمة الزهراء عليها السلام.
وقد ورد هذا الاسم في رواية عن الرضا عليه السلام حيث قال: من زار المعصومة بقم كمن زارني. ولهذه
التسمية من الدلالة ما لا يخفى، فإنها تدلّ على أنّ السيدة فاطمة عليها السلام قد بلغت من الكمال والنزاهة
والفضل مرتبة شامخة حيث سمّاها الإمام عليه السلام بالمعصومة، والعصمة تعني الحفظ والوقاية، والمعصوم
هو الممتنع عن جميع محارم الله تعالى.
ولم يكن اسم المعصومة يطلق على السيدة فاطمة في حياتها ليكون التعبير بالمعصومة عنواناً مشيراً، بل إن
هذا التعبير منه عليه السلام صدر عنه بعد وفاتها عليها السلام وهذا هو اول دليل على إثبات العصمة لهذه
السيدة الجليلة.
وثانياً: بما ورد من الأحاديث الصحيحة المستفيضة الواردة في وجوب الجنّة لمن زار قبر هذه السيدة الجليلة.
وثالثاً: بشفاعتها الشاملة لجميع شيعة أهل البيت عليهم السلام. يقول الإمام الصادق عليه السلام: تدخل
بشفاعتها شيعتنا الجنة بأجمعهم.
رابعاً: الروايات المتواترة الواردة في فضل قم وقداسة أرضها ببركة قدوم هذه السيدة الجليلة، ولم يرد في شأن
مدينة أخرى كما ورد في شأن مدينة قم، ومن الطبيعي أن قداسة هذه المدينة إنّما هي من أجل هذه السيدة
الجليلة.
خامساً: التعبير عن قم بأنّها حرم أهل البيت، وعش آل محمد صلّى الله عليه وآله، وغيرها من التعابير العالية
التي لم يرد لها مثيل إلا في مواطن ومشاهد الأئمة.
سادساً: الكرامات الباهرة لهذه السيدة الجليلة التي كانت ترى على مرّ القرون والأزمان، ولم يكن لأحد من
أولاد الأئمة ذلك، إلا ما كان من أبي الفضل العباس عليه السلام الذي يقال بعصمته أيضاً.
سابعاً: التعبيرات العالية الواردة، في زيارتها مثل: (فإن لك عند الله شأناً من الشأن) وحيث أن هذه الزيارة
مرويّة عن الإمام الرضا عليه السلام، فإنّ هذه التعبيرات العالية الشأن لا تتناسب مع غير المعصوم.
ثامناً: إخبار الإمام الصادق عليه السلام عن تشرّف هذه البقعة ـ مدينة قم ـ ببضعة من ولده موسى عليه
السلام، وكان إخباره بذلك قبل ولادة موسى بن جعفر عليهما السلام، وهو يدلّ على مقامها العظيم، ومع هذا
يؤكّد عليه السلام على أن جميع الشيعة يدخلون الجنة بشفاعتها، وذلك علامة على جلالة قدرها، الأمر الذي لم
نقف عليه في شأن غير المعصوم.
وتاسعا: مجيء الإمامين الرضا والجواد عليها السلام لتجهيز ودفن هذه السيدة الجليلة دليل واضح على
عصمتها، وذلك لأنّ من معتقدات الشيعة أن جنازة المعصوم لا يتولّى دفنها إلا المعصوم.
كريمة أهل البيت
وهو من ألقاب هذه السيدة الجليلة، وعرفت به من دون سائر نساء أهل البيت.
وقد اشتهر الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بهذا اللقب من دون سائر الرجال، فكان يقال له كريم أهل البيت.
وقد أطلقه عليها الإمام المعصوم عليه السلام في قصّة وقعت لأحد السادة الأجلاّء وقال له: (عليك بكريمة أهل
البيت) مشيراً إلى هذه السيدة الجليلة.
وإنّ من أبرز مظاهر كرمها أن مثواها المقدس كان ولا يزال منبعاً للفيض، وملاذاً للناس، ومأمناً للعباد،
ومستجاراً للخلق، وباباً من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين.
ففي وصف هذه السيدة الجليلة بأنّها كريمة أهل البيت دلالة على أنها ذات خير وبركة على الخلق، ولا سيما
شيعة آل محمد.
أسماء وألقاب أخرى
ذكر العلامة المتتبع الشيخ علي أكبر مهدي پور في كتابه القيّم (كريمة أهل البيت عليها السلام)، أن لفاطمة
المعصومة عدّة أسماء وألقاب غير ما ذكرنا، وردت في عدّة من المصادر، وهي:
الطاهرة، الحميدة، البرّة، الرشيدة، التقيّة، النقيّة، الرضية، المرضيّة، السيدة، أخت الرضا، الصدّيقة، سيدة
نساء العالمين.
وقد أطلق أكثر هذه الأوصاف على أمّها فاطمة الزهراء عليها السلام، ولا سيما الأخير منها، فإنّ فاطمة
الزهراء عليها السلام هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، كما أطلق على السيدة مريم بنت عمران
عليها السلام، وقيّد ـ كما في الروايات ـ بأن سيادتها على نساء العالمين إنّما هو خاصّ بنساء زمانها، ولذا
ينبغي التخصيص في إطلاقه على فاطمة المعصومة عليها السلام أو يقال بالتخصص إذ من المعلوم أن مقام
فاطمة الزهراء عليها السلام لا يرقى إليه أحد من النساء، فإنّها بضعة النبي صلّى الله عليه وآله وروحه التي
بين جنبيه.
وعلى أي حال فإنّ في تسميتها بفاطمة ووصفها بالمعصومة وكريمة أهل البيت عليهم السلام وأنها صادرة من
المعصومين دلالة على المقام الرفيع الذي بلغته سيدة عشّ آل محمد صلّى الله عليه وآله.