ܔೋ҉ܔ وقفة تأمل لشباب أهل البيت مع سيد شباب أهل الجنةܔೋ҉ܔ
بتاريخ : 13-09-2008 الساعة : 03:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو ثاني أئمّة أهل البيت الطاهر، وأوّل السبطين، وأحد سيّدي شباب اهل الجنّة، وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد الخمسة من أصحاب الكساء، أُمّه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيّدة نساء العالمين.
ولد في المدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث أو اثنتين من الهجرة، وهو أوّل أولاد علي وفاطمة _ عليهما السلام _
نسب كان عليه من شمس الضحى *** نور ومن فلق الصباح عمودا
وحياته تمثّلت في عطفه على الفقراء وإحسانه وبذله المعروف، وتجلّت في استجارة المستجيرين به للتخلّص من ظلم الاُمويين وأذاهم .
أ ـ عطفه على الفقراء :
وأخذ (عليه السلام) يفيض الخير والبرّ على الفقراء والبائسين ، ينفق جميع ما عنده عليهم، وقد ملأ قلوبهم سروراً بإحسانه ومعروفه ، ومن كرمه أنّه جاءه رجل في حاجة فقال له : « اُكتب حاجتك في رقعة وادفعها الينا»، فكتبها ذلك الشخص ورفعها اليه ، فأمر (عليه السلام) بضعفها له ، قال بعض الحاضرين: ما كان أعظم بركة هذه الرقعة عليه يابن رسول الله ؟!، فأجابه (عليه السلام) : « بركتها علينا أعظم ، حين جعلنا للمعروف أهلاً، أما علمت أنّ المعروف ما كان ابتداءً من غير مسألة ، فأمّا من أعطيته بعد مسألة فإنّما أعطيته بما بذل لك من وجهه، وعسى أن يكون بات ليلته متململاً أرقاً يميل بين اليأس والرجاء ، لا يعلم بما يرجع من حاجته ، أبكآبة أم بسرور النجح ، فيأتيك وفرائصه ترعد ، وقلبه خائف يخفق ، فإن قضيت له حاجته فيما بذلك من وجهه فإنّ ذلك أعظم ممّا نال من معروفك » .
لقد كان موئلاً للفقراء والمحرومين ، وملجأً للأرامل والأيتام ، وقد تقدّمت بعض بوادر جوده ومعروفه التي كان بها مضرب المثل للكرم والسخاء .
ب ـ الاستجارة به :
كان (عليه السلام) في عاصمة جدّه(صلى الله عليه وآله) كهفاً منيعاً لمن يلجأ اليه ، وملاذاً حصيناً لمن يلوذ به ، قد كرّس أوقاته في قضاء حوائج الناس ، ودفع الضيم والظلم عنهم، وقد استجار به سعيد بن أبي سرح من زياد فأجاره ، فقد ذكر الرواة أنّه كان معروفاً بالولاء لأهل البيت (عليهم السلام) فطلبه زياد من أجل ذلك فهرب إلى يثرب مستجيراً بالإمام ، ولمّا علم زياد ذلك عمد إلى أخيه وولده وزوجه فحبسهم ، ونقض داره ، وصادر أمواله ، وحينما علم الإمام الحسن ذلك شقّ عليه الأمر ، فكتب رسالة إلى زياد يأمره فيها بأن يعطيه الأمان، ويخلّي سبيل عياله وأطفاله، ويشيّد داره ، ويردّ عليه أمواله[حياة الإمام الحسن : 2 / 289 ـ 290 ]
والثورة التي فجّرها الإسلام العظيم هي ثورة ثقافية قبل أن تكون ثورة اجتماعية أو اقتصادية ، فلا غرو أن تجد الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) يفرّغون أنفسهم لتربية الاُ مّة وتثقيفها على مفاهيم الرسالة وقيمها، وهم يرون أنّ مهمّتهم الاُولى هي التربية والتثقيف انطلاقاً من النصّ القرآني الصريح في بيان أهداف الرسالة والرسول الذي يرى الإمام نفسه استمراراً له وقيّماً على ما أثمرته جهود الرسول(صلى الله عليه وآله) من «رسالة» و «اُ مّة» و «دولة» ، قال تعالى مفصِّلاً لأهداف الرسالة ومهمّات الرسول : (يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة )