|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
وجوه الشَّبه بينه (عليه السلام) وبين ذي القرنين (عليه السلام)
بتاريخ : 26-08-2009 الساعة : 03:36 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
وجوه الشَّبه بينه (عليه السلام) وبين ذي القرنين (عليه السلام):
إسم ذو القرنين "عيّاش" ويظهر من بعض الأخبار(1) أنّ أصل ذي القرنين من الإسكندريّة في مصر، كان وحيداً لأمّه العجوز، كان له أدب وخلق وعفّة مذ كان غلاماً إلى أنْ بلغ رجلاً، فصيّره الله ملِكاً بعد نوح (عليه السلام)، فهو أوّل الملوك بعد نوح (عليه السلام)، مَلَكَ ما بين المشرق والمغرب، قال عنه الله عزّ شأنه: (ويسألونكَ عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذِكْراً، إنّا مكّنا له في الأرض وآتيناه من كلّ شيء سبباً فأتبع سبباً)، ولُقِّبَ بذي القرنين؛ لأنّه مَلَك المشرق والمغرب، وفي خبر آخر: أنّ سبب تسميته بذي القرنين هو أنه دعا قومه إلى تقوى الله تعالى قبل أنْ يصبح ملِكاً، فضربوه على قرنه الأيمن، أي الجانب الأيمن من رأسه، فمات خمسمائة عام، ثمّ بعثه الله تعالى إليهم مرّة ثانية، فضربوه على قرنه الأيسر فأماته الله خمسمائة عام، ثمّ بعثه الله إليهم بعد ذلك فملّكه مشارق الأرض ومغاربها.
فالصفات التي تحلّى بها ذو القرنين هي كالتالي:
(1) ـ العبوديّة للمولى عزّ وجلّ وحبُّه لله تعالى، ورد في الخبر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث سألوه عن ذي القرنين أكان نبياً أم ملكاً؟ فقال (عليه السلام): "لا ملكاً ولا نبيّاً بل عبداً أحبّ الله فأحبّه الله، ونصح لله فنصح له، فمكّن له في الأرض وفيكم".
(2) ـ كان حجّةً على جميع أهل العالَم، يروى في الخبر: أنّ الله تعالى رفعه إلى السّماء الدّنيا فكشط له عن الأرض كلّها جبالها وسهولها وفجاجها حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب وآتاه الله من كلّ شيء عِلْماً، يعرف به الحقّ والباطل، وأيّده في قرنيه بكسف من السّماء فيه ظلمات ورعدٌ وبرقٌ، ثمّ أُهبِطَ إلى الأرض وأوحى الله تعالى إليه: أنْ سِرْ في ناحية غرب الأرض وشرقها.
(3) ـ كان يُوحى إليه ويشهد له الأخبار الكثيرة بأنّ الأئمّة محدَّثون مفهَّمون ومسدَّدون، من هذه الأخبار ما رواه الثقة الجليل أبو جعفر الكليني أعلى الله مقامه الشريف بإسناده عن:
(أ) ـ الحكم بن عتيبة قال: دخلت على عليّ بن الحسين (عليه السلام) يوماً فقال: يا حكم هل تدري الآية الّتي كان عليّ بن أبي طالبٍ (عليه السلام) يعرف قاتله بها ويعرف بها الأمور العظام الّتي كان يحدّث بها النّاس؟ قال الحكم: فقلت في نفسي: قد وقعت على علمٍ من علم عليّ بن الحسين أعلم بذلك تلك الأمور العظام قال: فقلت: لا واللّه لا أعلم قال: ثمّ قلت: الآية تخبرني بها يا ابن رسول اللّه قال: هو واللّه قول اللّه عزّ ذكره: (وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ) و لا محدّث))ٍ وكان عليّ بن أبي طالبٍ (عليه السلام) محدّثاً فقال له رجل يقال له عبد اللّه بن زيدٍ كان أخا عليٍّ لأمّه: سبحان اللّه محدّثاً كأنّه ينكر ذلك فأقبل علينا أبو جعفرٍ (عليه السلام) فقال: أما واللّه إنّ ابن أمّك بعد قد كان يعرف ذلك قال: فلمّا قال ذلك سكت الرّجل فقال: هي الّتي هلك فيها أبو الخطّاب فلم يدر ما تأويل المحدّث والنّبيّ.(2)
(ب) ـ عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن رجلٍ عن محمّد بن مسلمٍ قال: ذكر المحدّث عند أبي عبد اللّه (عليه السلام) فقال: إنّه يسمع الصّوت ولا يرى الشّخص فقلت له: جعلت فداك كيف يعلم أنّه كلام الملك؟ قال: إنّه يعطى السّكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام ملكٍ.(3)
(ج) ـ محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّدٍ عن الحسين بن سعيدٍ عن حمّاد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة عن حمران بن أعين قال: قال أبو جعفرٍ (عليه السلام): إنّ عليّاً (عليه السلام) كان محدّثاً فخرجت إلى أصحابي فقلت: جئتكم بعجيبةٍ فقالوا: وما هي؟ فقلت: سمعت أبا جعفرٍ (عليه السلام) يقول: كان عليّ ع محدّثاً فقالوا: ما صنعت شيئاً أَلا سألته من كان يحدّثه فرجعت إليه فقلت: إنّي حدّثت أصحابي بما حدّثتني فقالوا: ما صنعت شيئاً أَلا سألته من كان يحدّثه فقال لي: يحدّثه ملك قلت: تقول: إنّه نبيّ؟ قال: فحرّك يده هكذا أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أوما بلغكم أنّه قال: وفيكم مثله.(4)
وثمّة أخبار متواترة تشير إلى حقيقة من حقائق ذاك التسديد، فمن هذه الأخبار التي أورد الكليني (قدّس سرّه) قسماً منها:
(أ) ـ صحيحة يحيى الحلبيّ عن أبي الصّبّاح الكنانيّ عن أبي بصيرٍ قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن قول اللّه تبارك وتعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) قال: خلق من خلق اللّه عزّ وجلّ أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم يخبره ويسدّده وهو مع الأئمّة من بعده.(5)
(ب) ـ صحيحة إبن مسكان عن أبي بصيرٍ قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن قول اللّه عزّ وجلّ: (يسئلونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو مع الأئمّة وهو من الملكوت.(6)
(ج) ـ حَسَنَة أبي أيّوب الخزّاز عن أبي بصيرٍ قال: سمعت أبا عبد اللّه (عليه السلام) يقول: (يسئلونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحدٍ ممّن مضى غير محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو مع الأئمّة يسدّدهم وليس كلّ ما طلب وجد.(7)
(د) ـ وبالإسناد إلى محمّد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفرٍ عن عليّ بن أسباطٍ عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن العلم أهو علم يتعلّمه العالم من أفواه الرّجال أم في الكتاب عندكم تقرءونه فتعلمون منه؟ قال: الأمر أعظم من ذلك وأوجب أما سمعت قول اللّه عزّ وجلّ: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) ثمّ قال: أيّ شيءٍ يقول أصحابكم في هذه الآية؟ أ يقرّون أنّه كان في حالٍ لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان فقلت: لا أدري جعلت فداك ما يقولون فقال لي: بلى قد كان في حالٍ لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتّى بعث اللّه تعالى الرّوح الّتي ذكر في الكتاب فلمّا أوحاها إليه علّم بها العلم والفهم وهي الرّوح الّتي يعطيها اللّه تعالى من شاء فإذا أعطاها عبداً علّمه الفهم.(8)
(هـ) ـ وبالإسناد إلى محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباطٍ عن الحسين بن أبي العلاء عن سعدٍ الإسكاف قال: أتى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) يسأله عن الرّوح أليس هو جبرئيل؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): جبرئيل (عليه السلام) من الملائكة والرّوح غير جبرئيل فكرّر ذلك على الرّجل فقال له: لقد قلت عظيماً من القول ما أحد يزعم أنّ الرّوح غير جبرئيل فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّك ضالّ تروي عن أهل الضّلال يقول اللّه تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم: (أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عمّا يشركون) ينـزّل الملائكة بالرّوح والرّوح غير الملائكة صلوات اللّه عليهم.(9)
مضافاً إلى ما ورد في بعض الأدعية الخاصة به (عليه السلام) الدالة على كونه ملهَماً مسدَّداً من قِبَلِ الله تعالى كقوله في الصلاة عليه: (ألهمه أن لا يدع منهم ركناً إلاّ هدّه ولا هاماً إلاّ قدّه، ولا كيداً إلاّ ردّه، ولا فاسقاً إلاّ حدّه...)(10) ، وفي زيارة أخرى: (السَّلام على المؤتمن على السر والوليّ للأمر) فمَن كان مؤتمناً على السرّ والولي للأمر لا بدّ أنْ يكون ملهَماً، مع التأكيد بأنّ بعض درجات الإلهام كان حاصلاً لبعض عباد الله الصالحين أمثال الخضر وذي القرنين وأمّ موسى ومريم، والسامري لكنه انحرف، وكذا بلعم بن باعورا، فإذا ثبت حصوله للأدنى، ثبت للأعلى بطريق أولى، وقد أسهبنا في موضوع الإلهام والعلم الحضوري في كتابنا "شبهة إلقاء المعصوم (عليه السلام) نفسه في التهلكة ودحضها"، فراجع تغنم.
(4) ـ أنه كان يركب السحاب.
كلّ هذه الصفات موجودة عند الإمام القائم المهديّ (عليه السلام)، فهو (عليه السلام) عبدٌ لله تعالى وحجّةً على عامّة خلقه، أي مطلَق الخلق الّذين كانوا والّذين سيكونون "أشهد أنّكَ الحجّة على مَن مضى ـ ومنهم ذو القرنين ـ ومَن بقي ـ ومنهم عيسى والخضر وإلياس حسبما جاء أيضاً في بعض الأخبار".
أيضاً فإنّ الإمام (عليه السلام) سيركب السّحاب ويرقى الأسباب؛ أسباب السّماوات السّبع والأرضين السّبع،ويشهد لهذا ما رواه الصدوق بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم يقول: إنّ ذا القرنين كان عبداً صالحاً جعله الله عز و جل حجة على عباده، فدعا قومه إلى الله و أمرهم بتقواه، فضربوه على قرنه فغاب عنهم زماناً حتى قيل مات أو هلك بأي وادٍ سلك، ثم ظهر و رجع إلى قومه، فضربوه على قرنه الآخر و فيكم من هو على سنته، و إن الله عز و جل مكَّنَ لذي القرنين في الأرض و جعل له من كل شيء سبباً و بلغ المغرب و المشرق، و إن الله تبارك و تعالى سيجرى سنته في القائم من ولدي فيبلغه شرق الأرض و غربها حتى لا يبقى منهلاً و لا موضعاً من سهل و لا جبل وطئه ذو القرنين إلا وطئه، و يُظهِر الله عز و جل له كنوز الأرض و معادنها و ينصره بالرعب فيملأ الأرض به عدلاً و قسطاً كما ملئت جوراً و ظلماً.(11)
وكذا ما رواه المجلسي أعلى الله مقامه الشريف نقلاً عن:
(1) ـ ففي علل الشرائع وعيون الأخبار عن ابن سعيد الهاشمي عن فرات عن محمد بن أحمد الهمداني عن العباس بن عبد الله البخاري عن محمد بن القاسم بن إبراهيم عن الهروي عن الرضا عن آبائه عليهم السَّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم لما عرج بي إلى السماء نوديت يا محمد فقلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت، فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعليَّ فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي لك ولمن تبعك خلقت جنتي ولمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي، فقلت: يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت: يا محمد أوصياؤك المكتوبون إلى ساق عرشي، فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نوراً في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي، فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي بعدي؟ فنوديت: يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأملكنه مَشارِقَ الْأَرْضِ ومَغارِبَهَا ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة.(12)
(2) ـ وفي بصائر الدرجات والإختصاص بإسنادهما إلى أحمد بن محمد عن ابن سنان عن أبي خالد وأبو سلام عن سورة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب قال: قلت: وما الصعب؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق فصاحبكم يركبه أما إنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضين السبع خمس عوامر واثنتان خرابان.
(3) ـ وفي البصائر والإختصاص عن محمد بن هارون عن سهل بن زياد أبي يحيى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله خيّر ذا القرنين السحابين الذلول والصعب فاختار الذلول وهو ما ليس فيه برق ولا رعد ولو اختار الصعب لم يكن له ذلك لأن الله ادخره للقائم (عليه السلام).(13)
الهوامش (1) قصص الأنبياء:179 نقلاً عن كمال الدين.
(2) أصول الكافي:1/270ح2.
(3) أصول الكافي:1/271ح4.
(4) أصول الكافي:1/271ح5.
(5) أصول الكافي:1/273ح1.
(6) أصول الكافي:1/273ح3.
(7) أصول الكافي:1/273ح4.
(8) أصول الكافي:1/273ح5.
(9) أصول الكافي:1/274ح6.
(10) مفاتيح الجنان:711.
(11) كمال الدين:2/394ح4.
(12) بحار الأنوار:52/312ح5.
(13) بحار الأنوار:52/321ح28
|
|
|
|
|