ينبغي علي الأم المتفهمة إظهار التفهُّم لابنتها ، التفهم لغضبها و متاعبها و أحزانها، و تقديم الدعم النفسي لها ؛لإن الفتاة المراهقة تضيق بشدة من نقد الوالدين لها ، و تعتبره أذى بالغًا لشخصيتها ، تقول الطالبة نورا بالرحلة الثانوية : "ليت أمي تفهم أنني كبرت، و أن تنتقدني بصورة أفضل " ، و هنا فتاة أخرى تقول: " أمي دائمًا تنتقدني، فهي تراني على خطأ في كل تصرف ، بل في كل كلمة أقوله ا، تشعرني بعدم الثقة في نفسي ". و تبكي الطالبة شاكية أمها قائلة : " ليت أمي تفهمني ، و تصادقني، فأنا أشعر أني في وادٍ وهي في وادٍ ". مضيفة : " أمي دائمًا تصفني بالغبية و الكسولة، و تردد ذلك باستمرار ".
خطورة النقد
هنا ترى الأستاذة إيناس عبد الباقي ، أخصائية الصحة النفسية، أن الفتاة المراهقة ، ترفض بشدة نقد الوالدين لها، و تقول: "في واقع الأمر ، إن معظم النقد لا يكون ضروريًّا ، فهو غالبًا ما يتناول أشياء من الممكن ، أن تنضبط في فترة تالية ، مثل نقد أسلوب الكلام أو المشي أو الأكل أو التصرفات أو نقد صديقاتها ، و ينبغي أن نفرق بين نوعين من النقد ، و هما النقد البَنَّاء ، و هو يتعامل مع الحدث مباشرة ، و لا يوجه اللَّوم للشخصية ذاتها ، أما النقد الضار ، فهو الذي يوجه إلى الشخصية ذاتها، و استخدام السخرية و اللوم و التأنيب ".
و ترى الدكتورة إيناس ، أن خطورة نقد الشخصية و السلوك نفسه ، هو أنه يترك في نفس المراهقة مشاعر سلبية عن ذاتها، و عندما نصفها بصفات الغباء و القبح و الاستهتار ، يكون لذلك أثره على نفسية الابنة، و يكون رد الفعل عنيفًا ، يتصف بالمقاومة و الغضب و الكراهية و الانتقام، أو على العكس الانسحاب و الانطواء، وت رى أن ملاك الأمر في ذلك ، هو التوسط و الاعتدال " خير الأمور أوسطها "، أي نستخدم النقد و المديح ، كلٌّ بحسب الظروف وا لمواقف، و نفصل بين الذات و الصفات عند توجيه النقد .
و تؤكد الأستاذة إيناس عبد الباقي: " أن على كل أم ، أن تدرك أن ابنتها قد دخلت مرحلة عمرية جديدة ، و لم تعد تلك الطفلة ، التي تلجأ لأمها عندما تواجه أية مشكلة، فلذلك كي تكسبي ثقة ابنتك ، و صداقتها عليك كأم ، أن تكوني نِعْم العون ، و نِعم السند؛ ففي هذه المرحلة ، تصبح هي المسؤولة الأولى عن شرح كل شيء للفتاة، و إلا ستجدين ابنتك تلجأ لصديقاتها ، أو لعالم الإنترنت الذي أصبح في متناول الجميع ".
المصدر : الاسلام اليوم
فعلا مرحلة المراهقة مرحلة حساسة، و البنت تكون بحاجة لمن يفهمها.
و الأم خير من تلجأ له، لكن لن تفعل ما إن عملت الأم على أن تكون صديقة لها.
و في الواقع الجروح التي يتركها تعامل الأم مع إبنتها تؤثر فيها على المدى البعيد.