سـيّدة الــطّفْ
شعر / السيد بهاء آل طعمه
حدّثتُ نفسي حيثُ ماذا أكتب
في حـيْرةٍ رحت بها أتقـلّبُ
فأخذتُ قِـسطاً بالتأمّلِ حينها
فكّـرت عن مّـاذا أروم وأكتبُ
قد جاءني الإيحاءُ منْ ربّ العلا
لأقصّ عن بنت الرّسالةِ ( زينبُ)
علْـمُ المـنايا والبلايا مُـلكها
ولأمّها فاطـمةٌ هـي أقــربُ
هي عالم ُ الملكوت في إيثارها
من..؟ ذي تضاهي حلمها المُتشعّبُ
جبلٌ من الصّبر المرير تـكنّـه
وبذلك العـُنوان فهي تـلقّــبُ
ذي زينبٌ أمّ المصائب والأذى
راح بها الخطبُ العظيمِ يُعـقّبُ
لاقت أشدّ البأس جلّ حياتها
كتـمتهُ في القلبِ الّذي يلتهّبُ
يومٌ بأرض الطّف لمّا شاهدت
سبط النّبي الطُهر وهُـو مُسلّبُ
ومقطّع الأعضاء وهو مُرمّلٌ
فتوجَهـتْ نحو المدينةِ تندبُ
جـدّاه قد قَتل الحُسين عصابةً
لبني أميّة أنهُــم قد يُـنسبوا
هـذا حُسينك بالعراء مُخضّبٌ
فوق الثرى ورضيعه يتقــلّبُ
جـدّاهُ أصبحنا العبيدُ تقُودُنا
لا ناصراً فينا يقومُ ويـُرهبُ
جلَست على صدر الحُسين تشُمّهُ
وتنادي كلّمـني فأنّـي ( زينبُ )
نادتهُ هلْ أنت الحُسين على الثرى
ضامٍ وأنت إلى الفـرات مُقــرّبُ
آهٍٍ علــى بنـت النُبوّة زينبٌ
أيّامُـها مــرّت وفيها العجبُ
من كربلا للشّام وهي أسيرةٌ
والقيدُ فيها والسّلاسل تُسحبُ
عجباًً على الصّبر الذي بكِ نازلٌ
وصُمودك الأسْمى فإنّـه أعـجبُ
يالبوة الأسد الهَصور المُرتضى
منه ورثت مصائباً هي تـُرهِبُ
ياكبـرياء النّفس يابنت الإبا
فالغاصبون حقوقكِ لن يهربوا
في الحشر لا عذرا به يتذرّعوا
فإلى جهــنّم خالدين يعذّبوا
ذاك ابنُ سعــد ويزيدٍ ثمّ
شمراً في الجّحيـمِ يُـصلّبوُا
وابن زيـادٍِ ثمّ مـنْ عاداكمُ
فالنار تدعوهم إليها يـُسحبوا
أين الذي ظلموك يابنت التّقى
هل ذكرهُم لازال باقٍ يــُكتبُ
حـاشا فيأبى الله يُبقي ذكرهُم
حتّى قبورهُم الوضيعة تـُرعِبُ
فلينظروا القبر الذي هو شامخٌ
ويطوفهُ الخلق الطّـواف الأهيبُ
يعلوهُ في وسط الأعادي قُبةً
ويحـوُطُها من حولها الذّهبُ
السّلامُ على مَولاتنا زينبُ الكُبرى ابنةَ عليّ المُرتَضى